غالبا ما تُصاب الحامل بالتوتر والقلق وما يتبعهما من أعراض، وذلك خلال فترة الحمل الممتدة لتسعة أشهر، حيث تُصاب الحامل بتغيرات هرمونية منذ بداية الحمل تؤثر على نفسيتها، وتؤدي لتوتر أعصابها، وتشعر بالعصبية بسبب عدم قدرتها على رعاية أطفال آخرين في بعض الأحيان فالمسؤولية تكون كبيرة على عاتقها، ولذلك فهي تبحث عن مشروبات آمنة تساعدها في تهدئة أعصابها وتقليل توترها، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها بالدكتورة أمل درغام؛ استشارية النساء والولادة، حيث أشارت إلى مشروبات تساعد على تهدئة المرأة الحامل وتقليل توترها وقلقها كالآتي:
أسباب قلق وتوتر الحامل
- تؤدي التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل الأولى إلى شعور الحامل بالعصبية والتوتر والقلق بصورة لا إرادية، فنراها تُكثر من البكاء وتنتابها حالات من العصبية والكآبة، حيث يؤدي تدفق الهرمونات في جسم الحامل في بداية الحمل أن تصبح عاطفية وتبكي بشكل غير عادي، وتُعاني من تقلبات المزاج الشائعة أيضاً وهي من أعراض الحمل، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، كما يحدث تغيرات على مستوى هرمونات السعادة بشكل فسيولوجي في جسم الحامل.
- تُعاني الحامل من عدم الحصول على فترات نوم متواصلة وكافية مما يؤدي إلى زيادة عصبيتها وشعورها بالقلق والتوتر، وقلة نوم الحامل يرجع لشعورها بالحرقة وثقل البطن وحركة الجنين المتقدمة.
- تزيد حالة القلق والتوتر بسبب تناول الحامل للمنبهات مثل الشاي والقهوة والمشروبات التي تحتوي على مواد منبهة مثل النيسكافيه والكابتشينو.
- نقص بعض العناصر والفيتامينات يؤدي لعصبية الحامل ومنها نقص فيتامين د قبل الحمل وأثناء التحضير له وخلال فترة الحمل.
مشروبات تُقلل من توتر وقلق الحامل
1- الماء
يُعد الماء هو سر الحياة وهو السائل الذي يقوم بترطيب الجسم حين يمنحه الحياة أولاً، ولأن الشعور بالجفاف يؤدي للقلق والعصبية والتوتر وخاصة في فصل الصيف، فالماء وهو من أرخص وأسهل المشروبات التي يمكن الحصول عليها، ولكن قلته تؤدي لنتائج سيئة على صحة الإنسان، وبالنسبة للحامل فيُفضل أن تُكثر من شرب الماء في الفترة الصباحية وبمجرد الاستيقاظ من النوم، حيث يعمل الماء على تحسين مزاج الحامل وتقليل توترها وتنشيط خلايا الدماغ، مما يؤدي بدوره إلى تحسين الأداء العقلي ومنع العصبية لديها، وخلال النهار يجب أن تشرب الماء بكثرة لأن رطوبة الجسم يعني أن تشعر الحامل بالهدوء والاسترخاء على عكس من الإصابة بجفاف الخلايا والذي قد يسبب الصداع المزعج.
2- الحليب
يعمل الحليب على تحسين المزاج غالباً لأنه يهدئ الأعصاب ويجلب النوم، ويُعد وصفة سحرية للأشخاص الذين يعانون من صعوبة الدخول في النوم الليلي، كما أنه يُساعد على النوم المتواصل والهادئ والعميق، ولذلك فيوصف الحليب لكي تشربه الحامل في ساعات الظهيرة للدخول في نوم القيلولة والذي يعمل على تهدئة أعصابها وتحسين مزاجها،
ويمكن شرب كوب من الحليب البارد لهذا الغرض خاصة للحامل التي تعاني من حرقة المعدة، وفي فترة الليل وعند شرب كوب من الحليب البارد فسوف تستفيد الحامل من مركب خاص يتوافر في الحليب يُعرف باسم تايرامين، وهو يلعب دوراً هاماً في تحسين المزاج والشعور بالهدوء والسكينة.
ويمكن خلط الحليب بالموز وتناوله على شكل شراب، حيث يعمل الموز على الاسترخاء فهو يُوصف بفاكهة الحكماء ويعزز من نوم الحامل ويُحسِّن مزاجها، ويمكن أن تحصل على كوب من الحليب مع الموز في حال عدم وجود حساسية لديها من الموز.
3- اللبن الرايب
يحتوي اللبن الرايب أو الزبادي والمعروف في بعض البلاد باسم “الروب” على حمض أميني يسمى التربتوفان، والذي يُعرف بقدرته على تقليل التوتر والقلق لدى الحامل، حيث يتم تحويل التربتوفان إلى سيروتونين، وهو ناقل عصبي يُساعد في تنظيم المزاج وتقليل التوتر ويُفضل أن تتناوله الحامل في المساء أيضاً، ويمكن أن تحصل على أكثر من حصة من “الروب” خلال النهار لأنه يحتوي على فيتامين د والذي يعمل على تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب.
4- اليانسون
اليانسون من المشروبات العشبية التي تُوصف لتهدئة المزاج، وهو منجم من المناجم الطبيعية العظيمة الفائدة حيث يُستفاد من مغلي بذور اليانسون في تحسين المزاج ويقدم كنوع من الضيافة محلى بالعسل، ويساعد على علاج الكثير من العوارض النسائية أهمها الشعور بالقلق والتوتر،
وقد استُخدم اليانسون منذ القدم في علاج المشكلات النفسية والعصبية عديدة مثل الاكتئاب، والغضب، والتوتر، والقلق، ونوبات الصرع، والنوبات الهستيرية، ولذلك يُوصف اليانسون كمشروب عشبي مهدئ للحامل، ولكن يجب تناوله بمعدل طبيعي بسبب احتوائه على نسبة من هرمون الأستروجين.
5- البابونج
مشروب البابونج يقدم للتخفيف من مشاكل الأرق أو عدم القدرة على النوم، ويذلك لارتباط مضادات الأكسدة الموجودة فيها بمستقبلات خاصة في الدماغ، وهذا الارتباط من شأنه تحسين المزاج وزيادة الإحساس بالهدوء لدى الحامل.إلا أنه وجدت دراسات تفيد بوجود علاقة بين مغلي البابونج وشربه وحدوث الولادة المبكرة أو الإجهاض، كما أن شرب الكثير منه يُحرِّض على الإجهاض، ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى تقلصات الرحم في وقت مبكر جداً، مما يؤدي إلى الولادة المبكرة،
ولذلك فغالباً ما يُنصح بتقديمه أثناء بداية طلق الولادة، أما في مرحلة الحمل فيمكن أن تشربه الحامل مرة واحدة في اليوم، حيث تبين أن هناك ارتباطاً وطيداً بين حدوث مشاكل في الدورة الدموية عند المواليد الذين كانت أمهاتهم يشربن البابونج كمشروب بكثرة خلال فترة الحمل.
