5 رسائل في زيارة السيسي للإمارات.. أمن الخليج خط أحمر الابرز
دعم كامل وغير مشروط لكافة الإجراءات الإماراتية ضد المليشيات الحوثية.. هذا هو جوهر الموقف المصري الداعم والمساند بشكل مطلق لأمن واستقرار دولة الإمارات العربية المتحدة ضد أي عملية إرهابية تقوم بها المليشيات الحوثية بحق الأراضي الإماراتية، وبحسب صحيفة “الرؤية الإماراتية” تجسد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، للإمارات واللقاء مع القيادة الإماراتية، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الموقف المصري الذي يعتبر أمن دولة الإمارات «خطاً أحمر» لا يمكن التسامح فيه أو التغاضي عنه، وارتباط الأمن القومي لمصر بالأمن القومي للإمارات، بحسب تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي سارع إلى الاتصال بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 18 يناير الجاري للتأكيد على الوقوف المصري الكامل مع دولة الإمارات بعد استهداف الحوثي لأبوظبي.
ويعد هذا اللقاء رقم 27 في سلسلة اللقاءات والقمم التي جمعت الرئيس المصري وولي عهد أبوظبي منذ اللقاء الأول بينهما في 7 يونيو 2014، كما يعد لقاء اليوم هو الرابع في غضون عام واحد، حيث التقى الزعيمان في 16 ديسمبر 2020، وفي 24 أبريل 2021، وفي 3 يوليو الماضي، الأمر الذي يعكس قوة ومتانة العلاقات المصرية الإماراتية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، فما هي الآفاق التي يمكن أن تصلها العلاقات بين البلدين؟ وما هي الرسائل التي تؤكدها زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للإمارات في هذا التوقيت؟
تكشف زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للإمارات في هذا التوقيت، وعدم الاكتفاء بالاتصال الهاتفي الذي جرى يوم 18 يناير الماضي مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن مصر تقف في المكان ذاته و الخندق نفسه الذي تقف فيه دولة الإمارات، وأن مصر لا يمكن أن تقبل بالعمليات الإرهابية التي يقوم بها الحوثي ضد الإمارات، هذه هي الرسالة الأولى.
الرسالة الثانية: تقول إن مصر تدعم جميع الإجراءات السياسية وغير السياسية التي تقوم بها الإمارات من منطلق «الدفاع عن النفس» الذي تقرره كافة المواثيق والأعراف الدولية. الرسالة الثالثة: هي اتفاق مصر مع الإمارات على توصيف العمليات الحوثية بأنها أفعال إرهابية يجب العمل مع الجميع من أجل عدم تكرارها ومعاقبة مرتكبيها. ا
الرسالة الرابعة: تكشف «المكانة الكبيرة و الرفيعة» التي تحظى بها دولة وقيادة الإمارات في عقل ووجدان كل مصري، وأن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي وسط هذه التطورات تعكس هذه المكانة. الرسالة الخامسة: هي التأكيد على أن دولة الإمارات وهي تدافع عن نفسها تستند إلى حائط صد وقلب صلب تدعمه الدول العربية والمجتمع الدولي، وفي المقدمة مصر التي تشكل ربع سكان العالم العربي بأكثر من 100 مليون نسمة، وهو ما جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ليعبر نيابة عنهم عن دعمهم لأمن واستقرار وسلامة الإمارات أرضاً وشعباً.
ما يكشف خصوصية وعمق العلاقات المصرية الإماراتية حرص القيادتين المصرية والإماراتية على التنسيق الكامل والتشاور المستمر بين البلدين الشقيقين، فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هو الزعيم العربي الوحيد الذي شارك في جميع المناسبات المصرية الكبيرة ومنها مشاركته في افتتاح القواعد العسكرية المصرية الثلاث: قاعدة «3 يوليو» العام الماضي على ساحل البحر المتوسط، وافتتاح قاعدة «محمد نجيب العسكرية» في يوليو 2017، وافتتاح قاعدة «برنيس» في يناير 2020 على ساحل البحر الأحمر في يناير 2020.
كل هذا امتداد للدعم الكامل من جنب الإمارات لإرادة الشعب المصري في ثورة 30 يونيو 2013، حيث كان الدعم الإماراتي السياسي والاقتصادي نموذجاً لدعم الأشقاء في وقت التحديات، وهو ما أثمر عن تتطابق الرؤية المصرية مع نظيرتها الإماراتية حيال ضرورة التصدي بقوة للجماعات والمليشيات الإرهابية، ومحاربة الفكر الظلامي، ونشر قيم الوسطية والتسامح والاعتدال وقبول الآخر، وهو ما يجعل البلدين الأقرب لبعضهما البعض، الأمر الذي تعكسه ليس فقط المواقف السياسية، بل التعاون العسكري أيضاً، حيث تشارك القوات المسلحة المصرية نظيرتها الإماراتية التدريبات وتبادل الخبرات، ومنها المشاركة معاً في التمرين العسكري المشترك «زايد 3» في مايو الماضي، و حضور القوات الإماراتية للتدريب المشترك «سيف العرب» في 22 نوفمبر 2020، وتنفيذ القوات المسلحة الإماراتية والمصرية التدريب العسكري المشترك «صقور الليل» في نوفمبر 2019، والمشاركة في التدريب البحري «استجابة النسر 2018» التي جرت في في 25 يوليو 2018، وفي أبريل من العام ذاته شارك البلدان في التدريب البحري «خليفة 3». بحسب بيانات الهيئة المصرية العامة للاستعلامات.
ولا يقتصر الأمر على هذا، فالإمارات هي ثاني شريك تجاري عربي لمصر منذ عام 2019، عندما بلغت المبادلات التجارية نحو 6 مليارات دولار، وتعد مصر سادس أكبر شريك تجاري عربي للإمارات، وفق بيانات الحكومة المصرية التي قالت إن 1165 شركة إماراتية تستثمر في مصر.