3 سيناريوهات محتملة لنهاية الصراع الروسى الأوكرانى.. يكشفها كيسنجر
وفى تصريحاته لمجلة “ذا سبكتيتور” الأمريكية، قال كيسنجر إن استمرار الحرب قد يحولها من حرب من أجل حرية أوكرانيا، إلى حرب ضد روسيا، مؤكدًا على ضرورة مواجهة الحرب قبل أن يخرجها زخمها عن الإدارة من الناحية السياسية، وهو ما كان يود الإشارة إليه من خلال تصريحه فى دافوس.
وأضاف أن الرئيس الأوكرانى فولديمير زيلينسكى لم يكن قد قرأ بدقة تصريحاته فى دافوس، ولكنه قبل تلك التصريحات، وفى مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز” فى 7 يونيو، وافق فيها بشكل أساسى على الإطار الأساسى”.
السيناريوهات الثلاثة المحتملة
وأشار هنرى كيسنجر إلى أن الإطار الأساسى الذى يحكم الحرب الروسية الأوكرانية حاليًا يدور فى إطار ثلاث نتائج محتملة، وجميعها لا تزال احتمالات مفتوحة إلى حد ما، موضحًا فى حواره للمجلة أنه “إذا توقفت روسيا عند الحد الذى وصلت إليه حتى الآن، فهى ستغزو 20% من أوكرانيا والجزء الأكبر من دونباس، والمنطقة الصناعية والزراعة الأساسية، وجزء من الأراضى على ساحل البحر الأسود. وإذا توقفت عندها، سيكون هذا انتصارًا لها”.
دور الناتو
كما رأى الدبلوماسى الأمريكى السابق، أن “دور حلف شمال الأطلسى “الناتو”، فى مثل هذه الحالة لن يكون مهمًا مثلما كان يعتقد فى الماضى”، وأضاف أن السيناريو الثانى يتمثل فى محاولة “طرد” روسيا من الأراضى التى سيطرت عليها بما فيها القرم، وهو ما يعنى استمرار العمليات العسكرية، وبذلك “سترتفع مخاطر دخول، الغرب، فى حرب مباشرة ضد روسيا”.
وتابع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، أن السيناريو الثالث يتمثل فى العودة إلى الوضع السابق لما قبل 24 فبراير، مضيفًا أنه فى هذه الحالة سيُعاد تسليح أوكرانيا التى ستكون مرتبطة بالناتو بشكل وثيق، وقد تكون عضوًا فيه، موضحًا أن هذا السيناريو سيفترض تجميد النزاع لفترة معينة.
هل تخلق الحرب كوريتان جديدتان؟
ولا يرى هنرى كيسنجر أن الوضع بين روسيا وأوكرانيا سيكون شبيهًا بالوضع بين الكوريتين، قائلاً في هذا الصدد: “نحن نتحدث عن 2.5% فقط من البلاد وشبه جزيرة القرم، أى 4.5% أخرى، تختلف علاقتها بالمنطقة، عن علاقتها بأوكرانيا، لأن هذه المناطق كانت روسية منذ مئات السنين”، فى إشارة لصغر حجم الأراضى المسيطر عليها من روسيا.
وتابع كيسنجر: “لن أحكم على النتيجة التى يجب أن تكون عليها المفاوضات، لكن إذا نجح الحلفاء الغربيين فى مساعدة الأوكرانيين فى إخراج الروس من الأراضى التى احتلوها فى الحرب، فسيتعين عليهم تحديد المدة التى يجب أن تستمر فيها الحرب”.
فرصة للناتو على حساب روسيا
وأشار الدبلوماسى الأمريكي السابق إلى أنه إذا انتهت الحرب كما رسم خارطتها فى دافوس، فإنه يرى أن ذلك سيكون إنجازًا كبيرًا للحلفاء. وسيتعزز ناتو بإضافة فنلندا والسويد، الأمر الذى يمنح حلف شمال الأطلسى الفرصة لخلق ذريعة الدفاع عن دول البلطيق.
وأضاف أنه ستكون لأوكرانيا أكبر قوة برية تقليدية فى أوروبا مرتبطة بحلف شمال الأطلسى، أو عضو فيه. وسيظهر الحلف لروسيا أن الخوف الذى وضعته على رأس أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، يمكن تجاوزه بالإجراءات التقليدية لحلف شمال الأطلسى.