بعد 72 ساعة، من زلزال تركيا وسوريا، والذي يعد أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا التي تضرب تركيا منذ عام 1939، تجاوز عدد قتلى الزلزالين حتى الآن 20 ألف قتيل، بينما يتوقع خبراء الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ارتفاعها.
وفي السطور التالية سنرصد أبرز القصص الإنسانية التي شاهدها العالم خلال الساعات الماضية..
بعد 72 ساعة من الزلزال
على الرغم من المشاهد المروعة للموت والدمار التي شهدتها جميع أنحاء العالم، لا يزال العالم يشهد قصص مذهلة عن الشجاعة والإيثار من تحت الأنقاض.
لقد مرت أكثر من 72 ساعة منذ وقوع الزلازل، ويعتقد أن أولئك الذين ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض لديهم فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة، ولكن يبدو أن كل ساعة تمر تجلب بصيص أمل آخر حيث يتم إنقاذ طفل أو أسرة أخرى.
طفل سوري يخرج بعد 45 ساعة
أظهر أحد مقاطع الفيديو المؤلمة التي تم التقاطها أمس، فتى سوريًا صغيرًا يُدعى محمد أحمد، تحلى بالشجاعة على الرغم من كونه عالقًا تحت الأنقاض لمدة 45 ساعة.
تمكن رجال الإنقاذ من الوصول إلى الطفل الذي غطى الغبار والخدوش وجهه من جراء انهيار المبنى، لكنهم لم يتمكنوا من إخراجه من الخرسانة وكان يبدو عليه بسبب الجفاف والإرهاق الشديد.
وقام رجال الإنقاذ بصب الماء في غطاء زجاجة وحركوه من خلال فجوة في الحطام، وعلى الرغم من مأزقه الفظيع، ابتسم الصبي لرجال الإنقاذ.
الطفلة المعجزة حديثة الولادة
بعد ساعات من وقوع الزلزال الذي دمر مساحات شاسعة من شمال سوريا، أظهر مقطع فيديو مؤلم لحظة العثور على طفلة حديثة الولادة تحت أنقاض منزل في جينديريس.
دخلت والدة الطفلة المخاض بعد لحظات من الحادث المروع وتوفيت بشكل مأساوي بعد لحظات من الولادة. كما توفى والدها وأربعة من أشقائها، ولكن اكتشفها فيما بعد أقارب آخرون سمعوا صرخات خافتة قادمة من حطام منزل العائلة.
حفروا بأيديهم العارية لتحرير الأنقاض ووجدوا الطفلة، لا تزال على قيد الحياة، وتتعلق بأمها الميتة عبر الحبل السري. فقطعوا الحبل وهرعوا إلى المستشفى بالطفلة في بلدة عفرين المجاورة.
استقبل الطفلة مدير المستشفى خالد رضوان، وعندما سألته الديلي تلغراف عن اسم الطفلة، أجاب “آية” والتي تترجم من العربية إلى “معجزة“، وقال إنه اسم مناسب لفتاة بدأت حياتها مدفونة تحت أطنان من الخرسانة.
إنقاذ الحيوانات الآليفة
أظهرت بعض مقاطع الفيديو رجال الإنقاذ يعملون ليس فقط على إنقاذ البشر، ولكن أيضًا الحيوانات الأليفة.
في هاتاي بتركيا، شوهدت مجموعة من رجال الإنقاذ وهم يسحبون الأنقاض في محاولة لإخراج الطالب الجامعي كريم جيتين من مبنى منهار. ولكن كيرم، رفض السماح لرجال الإنقاذ بإنقاذه دون التأكد أولاً من إنقاذ قطته.
كانت القطة مستقرة تحت الأنقاض جنبًا إلى جنب مع مالكها وملفوفة بما بدا أنه بطانية. ويبدو أن حب كيرم، لحيوانه الأليف كان متبادلاً، فعندما تمكن رجال الإنقاذ من تحرير القطة، خدشت البطانية، على ما يبدو كانت لا ترغب في ترك صديقها.
ولكن بمجرد سحبه، سرعان ما هدأت وسعد رجال الإنقاذ في اللحظة المؤثرة قبل العودة لاستخراج كريم. تم إنقاذ كلاهما في نهاية المطاف وتعرضوا لإصابات طفيفة فقط.
وفي نفس المدينة، أظهر مقطع فيديو منفصل كلبًا أبيض صغيرًا مدفونًا حتى رقبته بين الأنقاض، وهو يبحث بيأس عن المساعدة. ولاحظ فريق البحث الكلب وقام بتفكيك الصخور حول جسده.
العثور على 16 رضيعًا
أرسل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طائرته الرئاسية لنقل 16 طفلاً، تم العثور عليهم جميعًا أحياء لكنهم وحيدين في أعقاب الزلازل، إلى بر الأمان في العاصمة أنقرة.
تم العثور على جميع الأطفال الستة عشر الذين كانوا على متن الطائرة بمفردهم في مناطق الزلزال. وتم نقلهم من قبل الأمهات بالتبني من وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية من الطائرة التي هبطت في مطار إيسنبوغا.
تُظهر الصور المفعمة بالحيوية الأطفال الرضع بين ذراعي رجال الإنقاذ على متن الطائرة، ملفوفين في بطانيات متعددة وسط موجة برد في البلاد.