15 ظاهرة فلكية تزين سماء أغسطس أبرزها “القمر الأزرق” و”شهب البرشاويات”
قال أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور أشرف تادرس إن هناك 15 ظاهرة فلكية ستُرى بالعين المجردة وتزين السماء في شهر أغسطس، أبرزها ظهور القمر الأزرق، وشهب البرشاويات واقترانات للكواكب والنجوم.
وأضاف تادرس -في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء- أن أولى تلك الظواهر ستبدأ يوم الأحد المقبل، حيث يشرق كوكب المريخ في ذلك اليوم مقترنًا مع ألمع نجم في برج الثور المسمى الدبران (عين الثور) في الساعة 2 صباحا تقريبًا، وسيظلان مرئيان بالعين المجردة السليمة حتى اختفاء المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأوضح أن نجم الدبران هو نجم عملاق أحمر تبلغ كتلته 2.5 مرة مثل كتلة الشمس ويبلغ حجمه حوالي 50 ضعفًا مثل حجم الشمس، منوهًا بأنه يوم الأحد المقبل كذلك سيظهر القمر الجديد (محاق شهر صفر)، ولن يكون مرئيًا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم؛ إيذانًا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يقترن القمر مع الشمس في ذلك اليوم فيشرق معها ويغرب معها فلا يتراءى أبدًا إذ يكون وجهه المضيء مواجها للشمس ووجهه المظلم مواجها للأرض وإلى أن يخرج القمر من حالة الاقتران مع الشمس حينئذ يولد القمر الجديد.
وأكد أن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة تعتمد أساسًا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الشفق المسائي بعد غروب الشمس مباشرة، كما تعتمد رؤيته على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار.
وتابع أن أيام المحاق تعد أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة، والتي يفضلها الفلكيون كثيرًا لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة.
ونوه بأنه في 5 أغسطس المقبل سيتراءى القمر بهذا اليوم مقترنًا مع كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية)، والنجم ريجولس أو قلب الأسد، وهو ألمع نجم في برج الأسد ويعد من النجوم اللامعة بسماء الليل عمومًا، وتبلغ كتلته 3.5 ضعف كتلة الشمس، ويبعد عن الأرض حوالي 79 سنة ضوئية.
وأشار إلى أنه يمكن رؤية هذا الاقتران الثلاثي بعد غروب الشمس مباشرة باتجاه الغرب وحتى بدء غروب المشهد في الساعة 8:30 مساء تقريبًا، لافتًا إلى أنه يمكن ملاحظة اقتراب الزهرة وريجولس بدءًا من غد وحتى اقترانهما يوم 5 أغسطس ثم ابتعادهما عن بعض بدءًا من 6 أغسطس.
ولفت أستاذ الفلك إلى أنه في 6 و7 أغسطس سيقترن كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) وكوكب عطارد (أقرب الكواكب إلى الشمس) في هذين اليومين، بعد غروب الشمس مباشرة باتجاه الغرب وحتى بدء غروب المشهد في الساعة 8:25 مساء تقريبًا.
وذكر أنه في 10 أغسطس سيتراءى القمر مقترنًا مع النجم (سبيكا Spica – السماك الأعزل أو السنبلة) وهو ألمع نجم في برج العذراء (ألفا العذراء)، ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة، فنراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، وسيظلان بالسماء إلى أن يبدأ المشهد بالغروب في الساعة 10:30 مساء تقريبًا.
وأوضح أن النجم سبيكا من النجوم المتغيرة ويبلغ حجمه 8 مرات تقريبًا مثل حجم الشمس وتقدر كتلته بـ11 مرة تقريبًا مثل كتلة الشمس، ويبعد عن الأرض حوالي 260 سنة ضوئية.
وقال إنه في 12 أغسطس سيتراءى القمر في طور التربيع الأول، حيث يمكن رؤيته بمنتصف مساره في السماء وقت غروب الشمس تقريبًا؛ علمًا بأن الجزء المضيء من القمر يشير دائمًا إلى اتجاه الشمس حتى لو كانت الشمس تحت الأفق، ويتحرك القمر في السماء بمرور الساعات نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب عند منتصف الليل تقريبًا.
وأشار إلى أنه سوف تحدث زخة شهب البرشاويات ليلة 12 وحتى فجر 13 أغسطس، وهي أفضل الزخات الشهابية على الإطلاق، والتي ينتظرها هواة الفلك في جميع أنحاء العالم سنويًا، حيث يصل عدد الشهب فيها إلى 60 شهابًا في الساعة عند الذروة.
وأضاف أن هذه الشهب تأتي بفعل دخول بقايا مخلفات المذنب (Swift-Tuttle) الذي تم اكتشافه عام 1862، وتستمر دخول هذه المخلفات المسببة للشهب من 17 يوليو إلى 24 أغسطس ويبلغ ذروتها هذا العام في ليلة 12 وفجر 13 أغسطس.
وأوضح أن هذه الشهب تسقط كما لو كانت آتية من مجموعة (فرساوس/برشاوش)، وهو سبب تسميتها، ولكن يمكن أن تظهر بأي مكان آخر بالسماء، مؤكدًا أن أفضل الظروف لمشاهدة زخات الشهب عمومًا يكون من مكان مظلم تمامًا بعيدًا عن أضواء المدينة بعد منتصف الليل بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء.
وأكد أن وجود القمر بطور التربيع الأول سيُعيق رؤية بعض الشهب وخاصة الخافت منها في النصف الأول من الليل، ولكنه سيغرب بحلول منتصف الليل تاركًا السماء مظلمة، وهي أفضل الأوقات لمشاهدة الشهب حتى بزوغ الشفق الصباحي.
وتابع أستاذ الفلك أنه في يومي 13 و14 أغسطس سيتراءى القمر في هذين اليومين مقترنًا مع النجم العملاق أنتاريس (قلب العقرب) ألمع نجم في برج العقرب بعد غروب الشمس مباشرة، ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة بالسماء، حيث يكون القمر إلى جانب ذلك النجم من جهة اليمين في اليوم الأول ثم إلى جانبه من جهة اليسار في اليوم التالي، ويترافقان إلى أن يبدأ المشهد بالغروب بعد منتصف الليل، منوهًا بأن (أنتاريس) هو نجم أحمر يفوق كتلة الشمس بـ10 أضعاف، ويبعد عن الأرض بحوالي 600 سنة ضوئية.
ولفت إلى أنه في 14 أغسطس سيشرق كوكب المشترى (عملاق كواكب المجموعة الشمسية) مقترنًا مع كوكب المريخ (الكوكب الأحمر) بذلك اليوم في الساعة 1:30 صباحًا تقريبًا، ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في السماء حتى اختفاء المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وذكر أنه يمكن ملاحظة اقتراب الكوكبين من بعضهما البعض في 10 أغسطس، حيث يكون المريخ أعلى المشترى ويقترنان تمامًا يوم 14 أغسطس، ثم يتجاوران يوم 15 أغسطس، ثم يبدأ ابتعادهما عن بعض بدءًا من 16 أغسطس وحتى نهاية الشهر.
وأشار إلى ظاهرة اكتمال القمر (بدر شهر صفر/القمر الأزرق) يوم 19 أغسطس، حيث يكتمل قرص القمر ويصبح بدر كامل الاستدارة في ذلك اليوم وتبلغ نسبة لمعانه 100%.
ونوه بأن القمر يشرق في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس بصباح اليوم التالي، حيث أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر؛ لذلك يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرًا خلال الفترة (18 – 21) أغسطس.
وأضاف أن هذا البدر يُعرف عند القبائل الأمريكية باسم قمر (الحفش)، حيث يكون من السهل صيد سمك الحفش الكبير في البحيرات في هذا الوقت من العام، ويُعرف باسم قمر القمح وقمر الذرة الخضراء، مؤكدًا أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وحول سبب تسميته بالقمر الأزرق، قال الدكتور أشرف تادرس إن بدر هذا الشهر يطلق عليه أيضًا القمر الأزرق، وسبب هذه التسمية لا يتعلق بلون القمر على الإطلاق بل بسبب احتواء كل فصل من فصول السنة على 3 أقمار بدر فقط وعندما يحتوي الفصل على 4 بدور تعرف حينئذ بالقمر الأزرق.
وأضاف أن الأقمار الزرقاء تحدث في المتوسط مرة واحدة كل سنتين ونصف تقريبًا مما أدى لظهور مصطلح “مرة واحدة في القمر الأزرق” أي نادرًا ما تحدث، لافتًا إلى أنه في 20 أغسطس سيشرق القمر مقترنًا مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) في الساعة 8:35 مساء تقريبًا وسيظلان متجاورين في السماء حتى صباح اليوم التالي، حيث يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي جراء شروق الشمس.
ونوه بأنه في 26 أغسطس سيشرق القمر بذلك اليوم بعد منتصف الليل مقترنًا مع الحشد النجمي (الثريا أو الأخوات السبعة)، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، موضحًا بأنه يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة باتجاه الشرق، وسيظل مرئيًا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي جراء شروق الشمس.
وأضاف أن حشد الثريا يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، ويتكون من مئات النجوم ولكن ألمع نجومه هي 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبعة.
وأشار أستاذ الفلك إلى أنه في 26 أغسطس سيتراءى القمر بطور التربيع الثاني، حيث يشرق القمر متأخرًا بعد منتصف الليل؛ علمًا بأن الجزء المضيء من القمر يشير دائمًا لاتجاه الشمس حتى ولو كانت الشمس تحت الأفق، ثم يصبح القمر بوسط السماء تقريبًا عند شروق الشمس، ثم يستمر في التحرك نحو السماء الغربية إلى أن يبدأ بالغروب بغضون الساعة 1:30 ظهرًا تقريبًا.
وقال أستاذ الفلك إنه في 30 أغسطس سيشرق القمر بهذا اليوم مقترنًا مع النجم (بولوكس) ألمع نجم في برج التوأم/الجوزاء (ألفا التوأم) ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في الساعة 3 صباحًا، حتى يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس، لافتًا إلى أن (بولوكس) هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.
وحول آخر ظواهر أغسطس الفلكية، قال أستاذ الفلك إنه في يوم 31 أغسطس سيشرق القمر مقترنًا مع الحشد النجمي خلية النحل في برج السرطان، ويمكن رؤية هذا الاقتران في الساعة 4:15 صباحًا، حتى يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأوضح أنه لصعوبة رؤية حشد خلية النحل بالعين المجردة ينصح باستخدام تلسكوب صغير؛ علمًا بأن الحشد النجمي خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبًا من الأرض، ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة، وهو يظهر كسحابة مجسمة كما رآها عالم الفلك جاليليو لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609، حيث تمكن من رؤية 40 نجمًا فقط.