1000 طن .. أين يذهب حصى الجمرات بعد الرمي ؟
حينما يتم رمي الجمرات في مشعر منى خلال أيام الحج، تتم إعادة تجميع حصى الجمرات في حاويات كبيرة وتُحمل بواسطة الجهات المختصة. يتم استخدام هذه الحصى فيما بعد لأغراض مختلفة. على سبيل المثال، يُمكن استخدامها في بناء المشاعر والممرات في المواقع المقدسة.
أيضًا، يُمكن استخدامها لتصنيع منتجات تذكارية صغيرة مثل ميداليات وقلادات يمكن بيعها للحجاج والزوار. إذاً، يعتبر استخدام حصى الجمرات في أغراض ذات قيمة رمزية وروحانية بعد أداء الرمي في الأيام المخصصة للحج.
تم التخلص من الحصى المجمعة في عملية رمي الجمرات بواسطة إجراءات آلية داخل قبو جسر الجمرات. يتم تجميع الحصى في أحواض مخصصة باستخدام ثلاثة سيور آلية، ثم يتم غربلة الحصى وفصله عن المواد الأخرى.
يتم سحب الحصى بواسطة نظام مؤتمت يتحكم في فتح وإغلاق البوابات الكهربائية لتصفية الحصى من المواد الأخرى. بعد ذلك، يتم التخلص من الحصى في مرامي معتمدة كنفايات.
وفقًا للإحصاءات الرسمية، يقدر حجم الحصى الذي يتم التخلص منه بحوالي 1000 طن. يتم تحويل الحصى إلى عربات الضواغط التي تنتظرها لمعالجتها بشكل صحيح.
بعد رمي الجمرة الكبرى في يوم النحر، يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم في أيام التشريق الثلاثة. إذا كان هناك حاج مستعجل يرغب في مغادرة منى قبل الانتهاء من التشريق، فهو مسموح به، وبإمكانه الذهاب إلى الحرم المكي الشريف لأداء طواف الوداع بعد رمي الجمرات الثلاث الصغرى والوسطى، وأخيرًا جمرة العقبة الكبرى في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة. وذلك استنادًا إلى قوله تعالى “فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ” (البقرة: 203)، والذي يعني أنه ليس عليه إثم إذا أسرع في الرحلة قبل الانتهاء المعتاد.
وتعد جمرة العقبة: هي أولى الجمرات رميًا، وتُرمى يوم العيد بعد طلوع الشمس، ويجوز للضعفاء من النساء والصبيان وغيرهم من الضعفاء أن يرموها ليلة العيد (آخر الليل)، لأن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها كانت ترتقب غروب القمر ليلة العيد فإذا غاب دفعت من مزدلفة إلى منى ورمت الجمرة، ويمتد وقت رمي جمرة العقبة إلى غروب شمس يوم العيد.
وفور وصول الحجاج إلى مشعر منى شرعوا برمي جمرة العقبة، اتباعًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ثم يطوفون بالبيت العتيق ويؤدون نسكي الحلق أو التقصير والنحر.
ويأتي رمي الجمار تذكيرًا بعداوة الشيطان الذي اعترض لنبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه، وبعد أن يفرغ الحاج من رمي جمرة العقبة شرع له في هذا اليوم أعمال يوم النحر حيث يبدأ بنحر هديه , ثم بحلق رأسه، ثم الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة.
ويستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق في منى يذكرون الله ويكثرون من ذكره وشكره، ويكملون رمي الجمرات الثلاث يبدأون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات.
قال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، إن الحكمة في رمي الجمرات ترجع عندما استوقف إبليس سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل -عليهما السلام- في منى أثناء تنفيذ سيدنا إبراهيم لأوامر رب العزة حين أمره بذبح ابنه.
وأضاف «عاشور» لـ«صدى البلد» أن إبليس لعب دور الواعظ لسيدنا إبراهيم -عليه السلام- عندما قال له «أمن المعقول أن يذبح الأب ابنه» محاولًا من ذلك أن يجعل سيدنا إبراهيم -عليه السلام- يخالف أوامر الله، وذهب أيضًا إبليس إلى سيدنا إسماعيل -عليه السلام- ليقنعه بمخالفة أوامر والده.
وأشار إلى أن الرد جاء على عكس المتوقع حين رجم سيدنا إبراهيم -عليه السلام- إبليس 3مرات ليحكي لنا قصة استمرت منذ عهد سيدنا إبراهيم إلى يومنا هذا متبعين ومنفذين أوامر الله تعالى.
وتابع: “والحكمة من ذلك أيضًا هي رجم الشيطان الرجيم ليعرف أن العبد الصالح لا يتبع إلا لكلام رب العزة متبعًا لسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم”.
واستشهد بما روى الإمام أحمد في مسنده مرة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومرة موقوفة عن ابن عباس رضي الله عنهما، ولفظ المرفوع منها: «أن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى الجمرة الوسطى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى الجمرى القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسماعيل قال لأبيه: يا أبتِ أوثقني لا أضطرب فينتضح عليك من دمي، فإذا ذبحتني فشده، فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه نودي من خلفه: أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا [الصافات:، 105،104].