الخطاب الإلهي

10 ذنوب ومعاصي تسبب ضيق الرزق

هل الذنوب والمعاصي تمنع الرزق؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يرزق الله الكافرين ويعطيهم ما يشتهون ويحرم المؤمنين الأخيار من الرزق؟! وهل هناك معاصٍِ وذنوب تمنع الرزق كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير ستجدونه في هذا التحقيق فإلي التفاصيل.

هل الذنوب والمعاصي تمنع الرزق؟

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن العبد ليحرم من رزق هيأ إليه بسبب المعصية”، وعن ثوبانَ مولى رسولِ الله عن الرسولِ، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (إنَّ الرَّجلَ ليُحرمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه)؛ هذا الحديث بحسب العلماء مختلف في حكمه، بين القول بضعفه وتحسينه وتصحيحه، فإن الرزق لا يمنع من العبد، ولو أذنب، وإنما يحمل المعنى هنا بمعنى التأخير لأجل، أو بمعنى نزع البركة منه، فلما حرم المقصود منه، كأنه حرم من عينه.

وضعف الحديث الشيخ الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير، لأن المفهوم من الكتاب والسنة أن الرزق من نعم الله تعالى على خلقه جميعا، مسلمهم وكافرهم، وأنه لا فرق في الرزق بين الناس على أساس الإيمان والكفر، وقد قال تعالى: ”هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن”.

10 ذنوب ومعاصي تسبب ضيق الرزق

‏1. ‏الزنا: فعَن عبد الله عمر، رضِيَ اللهُ عنهُ، عن رَسولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، أنَّه قال: (الزِّنا يورِثُ الفقرَ)، وقَد قُرِن الزِّنا بالفَقر في أكثَرِ من مَوضِعٍ في الأثَرِ لِما لهُ مِن فسادٍ للمُجتَمعاتِ وهَدمٍ لِبنيانها.

2. الربا والكَسبُ المُحرَم: عن عَمرو بن العاصِ، رضِيَ الله عنهُ، عن رَسولِ الله، عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، أنَّهُ قال: (ما مِن قومٍ يَظهرُ فيهِمُ الرِّبا إلَّا أُخِذوا بالسَّنةِ وما مِن قومٍ يَظهرُ فيهم الرِّشا إلَّا أُخِذوا بالرُّعبِ). ‏وقَد وَعَدَ الله المُتَعامِلينَ بالرِّبا بالفَقرِ والخَسارَةِ، فقالَ في كِتابِهِ العظيم: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ )؛ فيَمحَقُ اللهُ الرِّبا بأن يذهبَ بِهِ كلّه أو يذهب بِبَرَكَتِه وفي كِلاهُما فسادٌ في المالِ وذهابٌ للرِّزقِ. ‏

‏3. نقص المكيال والميزان: ويَشهَدُ تاريخُ الأمَمِ الغابِرةِ على صِدقِ وبيِّنةِ هذا السَّببِ، وقَد أخبَرَ بِهذا رَسولُنا عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مُحذِّرًا أمَّتَهُ الفَقرَ والخَرابَ. 

‏‏روى عبد الله بن عُمر، رضى الله عنهما-: (أقبلَ علينا رَسولُ اللَّهِ، صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ يا معشرَ المُهاجِرينَ خمسٌ إذا ابتُليتُمْ بِهِنَّ وأعوذُ باللَّهِ أن تدرِكوهنَّ لمنَقصُ المِكيالِ والمِيزان: ويَشهَدُ تاريخُ الأمَمِ الغابِرةِ على صِدقِ وبيِّنةِ هذا السَّببِ، وقَد أخبَرَ بِهذا رَسولُنا عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مُحذِّرًا أمَّتَهُ الفَقرَ والخَرابَ. ‏

4. ‏قطع الرحم: فصِلَةُ الرَّحمِ من الطَّاعاتِ الجالِبةِ للرِّزقِ والبركةِ وقطيعةُ الرَّحمِ مَفسَدةٌ وظُلمٌ ومعصيةٌ تستَدعي تعطيلَ الرِّزقِ ومَنعِه، عن أنس بن مالك، رَضِيَ الله عنهُ، أنَّ رَسولَ الله، عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، قال: (مَن أحَبَّ أنْ يُبسَطَ له في رزقِه ويُنسَأَ له في أجَلِه فلْيتَّقِ اللهَ ولْيصِلْ رحِمَه).

5. التبذير: وهو صرف المال في ما لا ينبغي يؤدي إلى الفقر حيث يقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: “من بذّر أفقره الله”.

6. خيانة الأمانة ومنها استغلال المسئولين مواقعهم الوظيفية واختلاس الأموال المؤتمنين عليها وأخذ الرشاوى ودفعها والمطل في سداد الديون، ومن عواقب خيانة الأمانة الفقر، كما قال الرسول، صلى الله عليه وسلم: “الأمانة تجلب الرزق والخيانة تجلب الفقر”.

7. الاحتكار الذي يمارسه بعض التجار الجشعين لزيادة الأسعار على الناس ويجمعون بواسطته الكثير من الأموال يعاقب الله من يمارسونه بالإفلاس والأمراض المزمنة، فيقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: “من احتكر على المسلمين طعامًا ضربه الله بالجذام والإفلاس”.

8. منع الزكاة من المعاصي التي تجلب الفقر بإتلاف مال الممتنع، كما قال الرسول، صلى الله عليه وسلم: “ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بمنع الزكاة”.

9. الكفر بنعمة الله تعالى يعني عدم استغلال الموارد أو سوء استخدامها، وهو ما يعبر عنه في الفكر الاقتصادي بالتخلف فمن أعطاه الله الأموال ولم يستغلها وينميها بشكل حسن أو أساء استغلالها، فهو كافر بنعمة الله تعالى ويعاقبه الله تعالى بآثار الفقر من الجوع والخوف، وفي ذلك يقول الله تعالى: «وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍۢ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ» الآية 112 من سورة النحل.

10. تواكل العبد وعدم أخذه بأسباب الرزق والعمل لتحصيله.

بعض الناس نتيجة سوء فهمهم يظنون أن الغنى والأولاد واستقرار الأسرة من علامات رضا الله تعالى، وهذا ليس دليلًا قاطعًا؛ لأن الله تعالى يقول: (فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ، كَلَّا ))[الفجر:15-17] أي ليس الأمر كذلك، بل إننا نجد أن معظم المسلمين الصالحين والأولياء الكبار كانوا من أفقر الناس في زمانهم، ورغم ذلك لم يتبرموا ولم يقولوا بأننا عصاة أو فجرة وإنما هذه قسمة الله تعالى؛ لأن الله سبحانه وتعالى كما ورد في الأثر يقول: (إن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لفسد حاله، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لفسد حاله)، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: (ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس).

والفقر والغنى هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، فليس وجود الأموال أو النعم في يد الناس علامة رضا الله، ولكنها قد تكون علامة رضًا إذا كانت تعين العبد على طاعة الله تعالى، واستخدم هذه الأموال في طاعة الله عز وجل ولا يستعملها في معصيته، فإنه يكون بذلك قد رضي الله تعالى عنه، وهو سيسأل عن ذلك أيضًا؛ لأن النبي، عليه الصلاة والسلام، قال: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع -ومنها- عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه).

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button