تحدث اللواء أركان حرب أحمد إبراهيم كامل، قائد فصيلة الاستطلاع ورئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، وأحد أبطال حرب أكتوبر 1973، عن ذكرى الحرب التي تحل خلال أيام.
وقال إبراهيم في تصريحات صحفية، إنه خلال حرب أكتوبر 1973، أحضرنا قائد لواء في تمام الساعة التاسعة صباح يوم 6 أكتوبر، في غرب الإسماعيلية بمنطقة القصاصين، وطلب منا بأن نضبط ساعتنا على ساعة إذاعة القاهرة، ولم نعلم ببدء الحرب إلا بعد مشاهدة الطائرات تي يو 16 عائدة وتحرسها 4 طائرات من طراز ميج 21، لأننا كنا نبعد عن القناة أكثر من 30 كيلومترا.
وتابع: “بدأنا نجهز أنفسنا بعدها، بعد تحديد الساعة (س)، وتجهز الفصيلة التي سنعبر بها، وفي الوقت نفسه نزلنا تحت الأرض في الحفر البرميلية، لأننا توقعنا رد فعل العدو واستخدامه قواته الجوية ضد قواتنا التي تستعد لعبور القناة، ورغم ذلك واصلنا إجراءات استعداداتنا، حتى تحركنا بعد آخر ضوء في التاسعة مساءً وبدأنا العبور نحو الثانية عشرة منتصف الليل، وكان من المفترض أن نمر بمعبرين هما شمال الإسماعيلية وكوبري الفردان، ولكن الوقت الذي كنا سنعبر فيه تم أثناءه ضرب أحد المعبرين، فاضطررنا للانتظار، وتم نقلنا من كوبري شمال الإسماعيلية للعبور من كوبري الفردان، وهو ما تسبب في تأخر العبور الفعلي لنحو التاسعة صباح يوم السابع من أكتوبر”.
وأشاد اللواء إبراهيم، بدور المخابرات الحربية والاستطلاع التي كان عضوًا فيها، في عملية التخطيط والخداع الاستراتيجي بشأن موعد الحرب، متابعًا: “قبل أي تحرك عسكري كان لابد من توافر المعلومات التي وفرتها المخابرات لقيادات القوات المسلحة، والتي بدورها اتخذت قرار الحرب”.
كما أشاد بدور سلاح الاستطلاع بعد حرب 67، والتي استمر بعض رجال القوات المسلحة، على الجبهة لرصد تمركز القوات الإسرائيلية، وكذلك في حرب الاستنزاف قامت عناصر الاستطلاع بدور كبير مع المجموعة 39 قتال في جمع المعلومات، حتى نجحنا في تدمير خط بارليف الأول إلى أن تم وقف إطلاق النار في 8 أغسطس سنة 1970 استجابةً لمبادرة روجرز، وبسبب ذلك قامت إسرائيل ببناء خط بارليف الثاني بتكلفة قاربت الـ300 مليون دولار، واستعانت فيه بقضبان السكك الحديدية الرابطة لخط القنطرة شرق/غزة، وأقاموا بها 35 موقعًا حصينًا بجانب الساتر الترابي.
وأوضح اللواء إبراهيم، أن ضباط الاستطلاع، كان دورهم متركزًا على جمع المعلومات حول التجهيزات التي تتم خلف خط بارليف، ولما قامت الضربة الجوية الأولى والتمهيد النيراني، قالوا إن الضربة حققت أهدافها بنسبة 99%، وهذا لم يكن ليتم لولا المعلومات الدقيقة التي وفرها سلاح الاستطلاع والمخابرات الحربية، مشيرًا إلى أنه كان مخططًا أن تتم ضربتان جويتان، ولكن نجاح الضربة الأولى في تحقيق كل أهدافها حال دون القيام بالضربة الثانية.
وأشاد بدور منظمة مجاهدي سيناء خلال الحرب، متمثلة في حجم المعلومات التي أمدونا بها، بجانب المعونات التي قدموها لنا، بالإضافة إلى العمليات الفدائية التي نفذوها ضد العدو، فقد كانوا عيونًا للقوات المسلحة وساعدوا عناصرنا خلف الخطوط لتنفيذ مهامهم.
ونوه إبراهيم، إلى أن بعد فترة وقف إطلاق النار في 23 أكتوبر، لم تلتزم إسرائيل بالقرار، وبدأت تنفذ أعمالها غرب القناة، وحاولت الاستيلاء على الإسماعيلية لكنها فشلت، ثم السويس وفشلت أيضًا، حتى تم محاصرتها من كل الجهات، فتدخلت الولايات المتحدة لإجراء محادثات وفض الاشتباك، وبالفعل أجريت محادثات (الكيلو 101)، وشارك فيها اللواء عبد الغني الجمسي، واستُكملت بعدها في جنيف، ووقعنا فض الاشتباك الأول في 17 يناير 1974 وبدأت بعدها إسرائيل الانسحاب من غرب القناة باتجاه الشرق، ولكننا لم ننسحب لأننا أصحاب الأرض، وفي مايو 1975 تم توقيع فض الاشتباك الثاني، الذي بدأت إسرائيل بموجبه الانسحاب 30 كيلو شرق القناة، والتي قام بعدها الرئيس السادات بافتتاح القناة في 5 يونيو 1975″.
وشدد كامل، على أن جميع المقاييس العسكرية أثبتت أن عملية عبور القناة وإسقاط خط بارليف هي عملية إعجازية وفقًا للمقارنات، حيث كانت إسرائيل متفوقة في المقارنات العددية وكذلك كيفية ونوعية التسليح بجانب وجود مانع قناة السويس والساتر الترابي بما فيه من نقاط حصينة، ولكن كل هذا تم بالتخطيط والإرادة الوطنية.