أطلق وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، مبادرة “قلبك أمانة” للاكتشاف المبكر لمرضى القلب تحت مظلة المبادرة الرئاسية “100 مليون صحة” وبرعاية احدى شركات الادوية الألمانية، فيما قام بتوقيع المبادرة بتكليف من وزير الصحة والسكان الدكتور محمد حسانى مساعد وزير الصحة والسكان للبرامج و المبادرات.
وأوضح البيان أن المبادرة تأتي في إطار المبادرات التي تقوم بها الشركة في إطار سياستها العالمية لدعم التنمية المستدامة في العالم من خلال تخصيص 100 مليون يورو لدعم وتحسين الأحوال الصحية لأكثر من 100 مليون مواطن على مستوى العالم.
وأكد وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار -خلال إطلاقه المبادرة- أهمية دور المواطن في تغيير العادات الغذائية السيئة، وممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين بكل اشكاله العادية او الالكترونية، ومتابعة التاريخ المرضى العائلى للكشف عن الأمراض الوراثية قبل حدوثها، موضحا أن دور المجتمع ككل أن ينبه إلى خطورة الأمراض، واهمية الوقاية منها قبل ان تحدث ويصبح العلاج مكلف وأثاره صعبة على المريض.
ولفت إلى أن 5 آلاف و400 وحدة رعاية أساسية في كل محافظات مصر يجب أن تمتد إليها نفس الخدمة في المستقبل، وأن المبادرات الرئاسية للأمراض غير السارية حققت نجاحا كبيرا مع وزارة الصحة خلال 5 سنوات مضت.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أشادت بالنجاح الكبير للمبادرات الرئاسية للأمراض غير السارية بعد أن أثبتت دراسة الجدوى الاقتصادية لتلك المبادرات التي قامت بها المنظمة، واكتشفت أن كل جنيه ينفق على المبادرات الخاصة يوفر على ميزانية الدولة مبالغ كبيرة جدا، بالإضافة الى خدمة الرعاية الصحية المميزة للمواطنين والمتمثلة في الوقاية، والاكتشاف المبكر للامراض.
وقال الوزير إن المجتمع المصرى شاب لا يمثل فيه كبار السن سوى 7 ملايين مواطن فوق 65 عاما، وإنه خلال الأعوام الـ30 القادمة حتى 2050 من المتوقع أن يصل معدل السكان فوق عمر 65 عاما إلى 22 مليون مواطن وسوف يمثلون ما بين 18.5 % و19% من عدد السكان المتوقع أن يبلغ 160 مليون بما يعنى ضرورة تأهيل المنظومات الصحية للتعامل مع هذه المرحلة العمرية وتبعاتها.
بدورهم، أوضح الحضور أن هناك طفرة كبيرة في مجال الرعاية الصحية تشهدها مصر، وأن مبادرة “قلبك امانة” أحدث مبادرة تنضم إلى المبادرة الرئاسية “100 مليون صحة”، وأن القلب وأمراضه يعدان السبب الأول للوفاة، إلا أن أمراض الصدر المتمثلة في الرئتين من العشر الأمراض الأوائل المتسببة في الوفاة، ولذلك تسعى وزارة الصحة والدولة لتغطية كل أعضاء الجسم بالرعاية الصحية وتعتبر امانة للوصول بالإنسان لأقصى درجات الصحة والسلامة.
وأكد الحضور أن تلك المبادرة مهمة لدعم الصحة في مصر والاكتشاف المبكر لأمراض القلب وعلاجها، كما انها في نفس الوقت تحقق فائدة مشتركة لكل أطرافها، ووجه الشكر لشركات الدواء متعددة الجنسية، والمحلية لوقفتها الجيدة خلال الفترة الماضية وخلال ازمة كورونا من خلال توفير الادوية التي احتاجتها مصر للعلاج، وحتى الادوية الجديدة ضد الفيروسات تم انتاجها على ارض مصر.
وأوضح الحضور أن دراسة كشفت أن 70% من الوفيات تحدث بسبب الأمراض غير السارية، وأهمها امراض القلب والصدر ومن هنا تأتي أهمية محاربة التدخين والتبغ والسجاير الالكترونية والتبغ المسخن، وهناك مطالبات فى مجلس النواب المصرى من الحكومة لوضع تحذيرات من التدخين واضراره على علب السجائر الإلكترونية او المسخنة، وتخضع لنفس الضرائب المرتفعة المطبقة على السجاير التقليدية، لان التبغ يؤثر على القلب والصدر في نفس الوقت.
ولفت الحضور إلى أن الاكتشاف المبكر لأمراض القلب أمر ضروري لنجاح رعاية المرضى وتحسين نتائج العلاج وبالغ الأهمية في الوقاية من العواقب المدمرة المحتملة. ينطبق ذلك على مختلف الحالات المرضية الخاصة بالقلب والشرايين سواء كانت حادة أو مزمنة أو كانت تتعلق بشرايين القلب أو صماماته أو عضلته، وتوقعوا أن يكون للمبادرة دور كبير في خفض معدلات امراض القلب والوفيات وان مثل هذه المبادرات تعود بشكل ايجابى على الصحة العامة للمواطنين وتشكل حالة من الرضا العام.
وأكد الحضور أن مبادرة “قلبك امانة” تمثل دور الشركات الخاصة في الرعاية الصحية في الدول مؤكدين ضرورة رفع سقف الطموحات للتعاون مع الشركات الأجنبية لتحويل مبادرة قلبك امانة الى مصر امانة عن طريق تصديرتلك الشركات من مصر، بحيث تصبح مصر المركز الرئيسى للتصدير للشركات متعددة الجنسيات المصنعة في مصر، بالإضافة الى التعاون مع المراكز البحثية المصرية التي أصبحت على قدر كبير من الكفاءة، لافتا الى ان الدولة المصرية مستعدة لتسهيل وتسخير كل طاقتها لتحقيق كل ما تتطلبه تلك الصناعة.
وأوضح الحضور أن أمراض القلب تتسبب في وفاة نحو 17.9 مليون شخص عالميا كل عام ثلاثة أرباع تلك الوفيات تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وأن نسبة الوفيات بسبب أمراض القلب في مصر وصلت إلى 40% من الوفيات عام 2018 ما يدعو إلى القلق، خاصة أن المجتمع المصري يعتبر مجتمعا فتيا حيث يمثل الشباب من سن 15 إلى 29 عاما نحو ربع السكان، كما أن ثلث السكان تقريبا تقل أعمارهم عن 15 عاما.
وأرجع الحاضرون تلك النسبة إلى اتباع المصريين نظام غذائي غير صحي، إذ يستهلكون تقريبا ضعف الكمية المسموح بها من الملح الموصى به، بجانب قلة ممارسة الرياضة واستخدام التبغ بكافة أشكاله بنسبة استهلاك 23% من السكان، وترتفع تلك النسبة بين الذكور إلى حوالي 44%، وكذلك الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطورة المضاعفات ويزيد من احتمالية الوفاة المبكرة.
وأشار الحضور الى ان الدليل العلمي أثبت أن الإقلال من الملح والابتعاد عن الدهون والإكثار من تناول الفواكه والخضروات مع المواظبة على النشاط البدني والإقلاع عن استهلاك التبغ كلها أساليب ناجحة في تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب وان أمراض القلب المرتبطة باستهلاك التبغ مسؤولة عن وفاة 1.9 مليون شخص كل عام، أي ما يعادل واحد من كل خمسة من جميع الوفيات الناتجة عن أمراض القلب.
ولفت الحضور أن نحو 200 ألف حالة وفاة سنوية عالميا مرتبطة باستخدام التبغ المسخن، وأن السجائر الإلكترونية ترفع من ضغط الدم مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مؤكدين أنه سيتم تقديم الدعم المتخصص للاكتشاف المبكر للمرض، وذلك باستخدام أجهزة حديثة مخصصة للاكتشاف المبكر لأمراض القلب فيما يأتي ذلك ضمن بروتوكول متكامل يشمل تقديم خدمة غير منقوصة لتحقيق هذا الهدف من خلال بناء القدرات المستدامة واستخدام أحدث اساليب التدريب.
شارك في إطلاق المبادرة الدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للصحة العامة والوقاية، والدكتور أشرف حاتم رئيس اللجنة الصحية بمجلس النواب ووزير الصحة الأسبق، والدكتور عادل عدوي رئيس الجمعية الطبية المصرية ووزير الصحة الأسبق، واللواء طبيب بهاء زيدان رئيس هيئة الشراء الموحد، والدكتور احمد السبكى رئيس مجلس إدارة هيئة الرعاية الصحية ومساعد وزير الصحة، والمشرف العام على التامين الصحى الشامل، والدكتورة نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية، وديرك اوسنبرج أنجلز رئيس العمليات التجارية في الشرق الأوسط وتركيا وافريقيا وباكستان مدير التنمية المستدامة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بالشركة الالمانية و الدكتور محمد جلال نائب رئيس و رئيس صحة المستهلك بالشركة الشرق الاوسط.