وثائق طهران كشفت مؤامرات إيران والإخوان فى المنطقة بعد الكشف عنها
أكد سياسيون ومحللون فى الشأن الإيرانى أن الوثائق السرية المسربة للاستخبارات الإيرانية، والتى حصل عليها موقع «إنترسيبت» الأميركى ونشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، والتى تكشف عن اجتماع سرى بين الحرس الثورى الإيرانى وتنظيم الإخوان من أجل ضرب المصالح المصرية والعربية، ووضع إطار عمل للتعاون فيما بينهما بالمنطقة، تؤكد الاستهداف الإيرانى لمصالح الدول العربية وسعى الجماعة الإرهابية لتحقيق مخططاتها الشيطانية عبر كافة الطرق.
وأكد اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى ومساعد رئيس حزب حماة الوطن أن الروابط بين جماعة الأخوان والنظام الإيرانى قوية وقديمة ومستمرة وهو عكس ما تدعيه الجماعة الإرهابية دائما من وجود خلاف بحكم المذهبية الدينية، والسبب فى ذلك هو اتباعهم لأسلوب التقية الذى يسمح لهم فى سبيل تحقيق أهدافهم الكذب والنفاق والسرقة والقتل لكل من هو ليس إخوانيا، والدليل على ذلك هو مشاركة كمال هلباوى مفتى الجماعة فى الاحتفالات الدينية التى كانت تقام فى طهران فى عام ٢٠١١.
وأضاف الغباشى ان الإخوان نسقوا مع الوسطاء لدى طهران مسألة اقتحام السجون فى ٢٨ يناير ٢٠١١ لتهريب عناصر تابعة لحزب الله ذراع طهران بالمنطقة، وكان هذا بمثابة صك الولاء الذى قدمته الجماعة الإرهابية للحصول على خدمات إيران لتحقيق أهدافهما فى السيطرة على المنطقة العربية ومصر بطبيعة الحال.
وأضاف الباحث السياسى عمرو الهلالى صاحب كتاب «أيام فى دولة الفقيه .. إيران من الداخل» أن إيران لم تنظر يوما إلى حركة الإخوان المسلمين العالمية بعين العداء رغم الخلاف المذهبى العميق بينهما ، بل على العكس تماما ، نظر قادة الثورة الاسلامية فى إيران منذ انتصارها إلى حركة الإخوان على أنهم حامل للفكر الإسلامى ، وحركة تتلاقى فكريا مع الثورة الايرانية ، واعتبر الإخوان انتصار الثورة الاسلامية انتصارا لهم ، وعملوا على نشر أفكارها فى العالم العربى.
وأوضح أنه خلال عهد مرسى خرجت العلاقات بين إيران والإخوان للعلن وبشكل واضح، وتوالت الزيارات بين الجانبين، وطلب مرسى من الحكومة المصرية الموافقة على دخول 200 ألف سائح إيرانى إلى مصر، بزعم تنشيط السياحة وتوفير موارد للدولة، ورفصت المخابرات الحربية ذلك وحذرته لعلمها بخطورة التقارب المصرى الإيرانى، بحسب تصريح رسمى لأحد المسئولين السابقين فى جهاز المخابرات الحربية المصرية ، ولمعرفتها بالنوايا غير الطيبة لإيران تجاه مصر ، وهو ما تأكد برصد الجهات الأمنية عناصر تنتمى للحرس الثورى الايرانى ضمن الوفود الأولى التى دخلت مصر ضمن السائحين الايرانيين ، وأنهم جاؤوا لدراسة الأوضاع على الأرض قبل تنفيذ مخططاتهم ومخطط الإخوان.
وأكد النائب طارق الخولى أمين سر العلاقات الخارجية بحزب مستقبل وطن أن الاجتماع الذى كشفت عنه الوثائق المسربة له دلالة قوية أن سقوط حكم الإخوان دمر مطامع وترتيبات القوى الإقليمية المتربصة بالأمن القومى العربى والمصرى.. وأضاف أنه لا يخفى على أحد أن تركيا وإيران تسعيان لتقويض الدور المصرى ومكانته باعتبار أن مصر الضامن الأكبر للأمن القومى العربى.