والد المتهم بقتل سلمى فتاة الشرقية: «ابني مريض نفسي ومش هيعيش أكتر من شهر»
قال محمد فتحي، والد الشاب “إسلام” المتهم بقتل الطالبة “سلمى بهجت”، المعروفة إعلاميًا بـ”فتاة الشرقية”، إن نجله مريض نفسي، وقد سبق إيداعه في إحدى مصحات العلاج النفسي عام 2019، إلا أنه لم يستكمل علاجه، وذلك بسبب وجود مشاكل صحية أخرى لديه مثل تعب في المثانة، والذي يمنع تناوله العلاج النفسي والمهدئات.
وأضاف والد قاتل فتاة الشرقية، في تصريحٍ خاص لـ”أهل مصر”، أن نجله مصاب بمرض “اضطرابات ذهانية” يجعله أكثر عصبية وأكثر اندفاعية في تصرفاته، وسبق أن حاول الانتحار أكثر من مرة منذ عام 2016، وكان ينقذه في كل مرة، إلا أنه مصمم على رفض الحياة.
وتابع أن نجله “إسلام” كانت تربطه علاقة عاطفية بالمجني عليها “سلمى بهجت” لمدة 3 سنوات، إلا أنها قررت تركه فجأة وحاول نجله معها ومع أسرتها أكثر من مرة لإعادة العلاقة، ولم يلق منهم إلا الرفض التام لمجرد الحوار، وسبق أن قالت له المجني عليها أنها ستُعيده للمصحة التي خرج منها ولم يُكمل علاجه، وعرضته هي وأسرتها لضغوط نفسية كبيرة لم يستطع التغلب عليها خاصة وأنه مريض نفسي.
وكشف والد المتهم، مفاجآت أخرى في القضية، حيث أكد أن الوشم على جسد نجله كان بناءً على طلب من سلمى الضحية، كما أنه لم يقتلها لأنها تركته كما نُشر في وسائل الإعلام، ولكنه قتلها بعد الضغوط النفسية التي تعرض لها بسببها هي وأهلها، كما أنه كان يأخذ منه أموالا ومبالغ مالية كبيرة ويصرفها على الضحية مما جعله يجن جنونه ويهددها بإيذائها قبل الجريمة بيوم واحد، كما وجد على هاتفه.
واستكمل: “أنا ابني ضاع كدة كدة لو اتسجن ضاع ولو دخل مصحة ضاع بردو”، لافتًا إلى أن مرض المثانة الذي يعاني منه إسلام سيتسبب في موته في حالة دخوله مستشفى الأمراض العقلية، أو السجن لأنه لا يسمح له بتناول الأدوية النفسية بسببه، وفي حالة تناولها يصاب باحتباس بولي وتتعرض حياته للخطر، مما يجعله عرضة للوفاة في أي لحظة داخل السجن أو المستشفى، مؤكدا أنه لن يتحمل شهر واحد في السجن.
ونفى والد المتهم، توجه نجله للإلحاد أو الشذوذ الفكري، مؤكدًا أنه يصلي كل الفروض ولا يتعاطى أي نوع من المخدرات ولا حتى السجائر، وأن كل هذه الأقاويل مجرد شائعات خالية تمامًا من الصحة، مؤكدًا على أنه لا يبرر فعلته وقتله ولا يوجد مبرر لارتكاب الجريمة ولكنه ارتكبها لمرضه النفسي وضغوط سلمى وأهلها عليه.
وقررت محكمة جنايات الزقازيق برئاسة المستشار ياسر سنجاب، رئيس المحكمة، أمس، إيداع المتهم بقتل “سلمى بهجت” مستشفى الأمراض العقلية والنفسية لبيان مدى سلامة قواه العقلية وقت ارتكاب جريمته، وحددت المحكمة جلسة 3 أكتوبر المقبل؛ لاستئناف محاكمة المتهم عقب ورود تقرير مستشفى الأمراض العقلية والنفسية.
تعود أحداث القضية، ليوم التاسع من شهر أغسطس 2022، عندما تلقى مدير أمن الشرقية إخطارًا، بمقتل “سلمى بهجت محمد الشوادافي” 20 عامًا، مقيمة بأرض خرابة أبو حماد، حاصلة على بكالوريوس إعلام، على يد زميلها “إسلام محمد” 22 عامًا، مقيم بمنطقة الزراعة بمدينة الزقازيق، داخل إحدى العمارات بمحيط محكمة الزقازيق، بتسديد عدة طعنات لها بأنحاء متفرقة بالجسد، مستخدمًا سلاحًا أبيض”سكين”؛ وذلك بسبب رفضها الارتباط به.
وكان المستشار حمادة الصاوي النائب العام، أمر بإحالة قاتل المجني عليها “سلمى بهجت” بالزقازيق إلى محكمة الجنايات المختصة، لمعاقبته فيما تتهمه النيابة العامة به من قتله المجني عليها عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، حيث بيَّت النية وعقد العزم المصمم على إزهاق روحها بعد رفضها وذويها خطبتها له؛ لشذوذ أفكاره، وسوء سلوكه، وانقطاعها عن التواصل معه لذلك، إذ توعدها وبعضًا من ذويها بقتلها إذا ما استمر رفضهم، ولتجاهلهم تهديداته وحظرهم تواصله معهم بأي وسيلة احتال على إحدى صديقاتها حتى علم منها موعد لقائها بها بعقار بالزقازيق، فاختاره ميقاتًا لقتلها، ويومئذ سبقها إلى العقار واشترى سكينًا من حانوت جواره سلاحًا لجريمته، وقبع متربصًا لها بمدخل العقار حتى قدومها، فانهال عليها طعنًا بالسكين قاصدًا إزهاق روحها، حتى أسقطها صريعةً محدثًا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها.
وكانت النيابة العامة قد أقامت الدليل قبل المتهم في ثمانٍ وأربعين ساعة من ارتكابه الواقعة حتى إحالته للمحاكمة- من شهادة خمسة عشر شاهدًا، وما ثبت بتقارير توقيع الصفة التشريحية على جثمان المجني عليها، وفحص هواتف المتهم والمجني عليها وصديقتها، وما تبين بها من أدلة رقمية دالة على ارتكاب المتهم الجريمة وإسنادها إليه، فضلًا عن إقراره تفصيلًا خلال استجوابه في تحقيقات النيابة العامة بكافة ملابسات جريمته، واعترافه بها أمام المحكمة المختصة بالنظر في أمر مدِّ حبسه.