إنّ حبّ الأوطان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحب الدّين؛ فحبّ الوطن يتحقق بحبّ الدّين؛ إذ إنّ مبادئ وقيم الدين الإسلاميّ تحثّ على حبّ الوطن، حيث قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما خرج من مكّة المكرّمة: (ما أطيبَكِ من بلدٍ وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ ما سَكَنتُ غيرَكِ)،ويترتّب على المواطن والمُقيم في الوطن عدّة واجبات أيّدها ودلّ عليها الإسلام؛ بيانها على النحو الآتي:
الدفاع عن الوطن في أيّ موقف يكون فيه الوطن بحاجة للدّفاع عنه، ويكون الدفاع عنه إمّا بالقول وإمّا بالفعل. مواجهة أيّ أمر يؤدّي إلى زعزعة أمن واستقرار وسلامة الوطن، وذلك بمختلف الوسائل، والطرق، والأساليب الممكنة.
المساهمة الإيجابية بالقول، أو الفعل، أو الفكر، أو غير ذلك من الوسائل المُمكنة في خدمة الوطن، ورفعة منزلته، ورُقيّه؛ إذّ إنّ هذا الأمر واجب على كلّ فرد من أفراد الوطن؛ لأنّه يُحقّق مصلحة الأفراد جميعهم، ويعود عليهم بالنّفع والخير.
تربية الأبناء على تقدير خيرات الوطن، ومقدّراته، والمحافظة على مرافقه. إدراك كلّ فرد من أفراد الوطن واجباته التي يجب أن يقوم بها دون أيّ تقصير؛ حيث إن ذلك يحقّق الحياة الكريمة والهانئة لجميع الأفراد. شعور الفرد بأفضال الوطن عليه، وتربيته على واجب ردّها من باب مقابلة الإحسان بالإحسان، وذلك من تعاليم الإسلام، حيث قال الله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ).
تآلف أفراد الوطن مع بعضهم البعض، ونشر أحاسيس ومشاعر التآخي والمحبّة والمودّة بينهم، ممّا يجعلهم كالجسد الواحد في مواجهة الظروف المختلفة التي تُواجه الوطن. قيام الفرد بالواجبات المتعلّقة بحقّ الجوار، والأخوّة، والقرابة، والأرحام؛ وفاءً، وحبّاً، وانتماءً لوطنه.
تحقيق معنى ومهمّة الفرد في الاستخلاف في الأرض التي أوكلها الله -تعالى- له؛ حيث قال: (هُوَ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَاستَعمَرَكُم فيها)، حيث يسعى الفرد إلى اغتنام الخيرات والنعم التي جعلها الله -تعالى- في الأرض، مع ضرورة المحافظة عليها.