الخطاب الإلهي

هل يجوز توزيع لحوم الأضحية كلها على الفقراء؟ الأزهر يحسم الجدل

الأضحية، أقبلت علينا الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، لتقترب معها شعيرة الأضحية، وتزداد تساؤلات المقبلين على التضحية على حكم  وكيفية توزيعها.

حكم توزيع لحوم الأضحية كاملة

ومن جانبه، أوضح الشيخ أحمد الهادي السعيد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حكم توزيع لحوم الأضحية كاملة دون أن يأكل المضحي شيئا منها.

وقال “الهادي” في لقاء مع “فيتو”: “إن تقسيم الأضحية ليس أمر واجب، وإنما هو من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم”.

هل يجوز إخراج لحوم الأضحية كلها للفقراء؟

وتابع عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن سنة النبي في توزيع لحوم الأضحية أن تقسمها ثلاثًا؛ ثلث لك ولأهل بيتك، وآخر لأصحابك و أقربائك، والثالث للفقراء والمساكين.

وأكد أنه يجوز أن يخرج المضحي لحوم الأضحية كلها للفقراء والمساكين، ويكون له الأجر والثواب من الله تعالى.

واختتم الشيخ مستشهدا بقول الحق سبحانه وتعالى: «لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ» (الحج: 37).

ما ثواب الأضحية وما أفضل طريقة لتوزيعها؟ الإفتاء تجيب

وفي سياق متصل، أجابت دار الإفتاء عن سؤال يقول فيه صاحبه: “ما هو الثواب المترتب على الأضحية؟ وما أفضل طريقة في توزيعها؟”.

وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي:

الأضحية شعيرةٌ من شعائر الإسلام؛ يقول الله تعالى فيها: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ ٱللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]، ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى  للهِ عَزَّ وجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ ٱللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وابْنُ مَاجَهْ، والحاكم في “المستدرك”. قَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

دار الإفتاء توضح فضل الأضحية

وجاء في حديث آخر قولُه صلى الله عليه وآله وسلم في الأضحية: «سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ». قَالُوا: مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ: «بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ فَالصُّوفُ؟ قَالَ: «بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وابن مَاجَهْ.

وأما توزيع الأضحية: فالكَمَال أَنْ يَأْكُلَ المضحِّي الثُّلُثَ، وَيَتَصَدَّقَ بِالثُّلُثِ، وَيُهْدِيَ الثُّلُثَ؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فَكُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا» أخرجه ابن أبي شيبة في “مصنفه”، وفي رواية: «فَكُلُوا مَا بَدَا لَكُمْ» رواه أحمد.

وقد صَحَّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي صِفَةِ أُضْحِيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَال: «ويُطْعِمُ أَهْلَ بَيْتِهِ الثُّلُثَ، وَيُطْعِمُ فُقَرَاءَ جِيرَانِهِ الثُّلُثَ، وَيَتَصَدَّقُ عَلَى السُّؤَّالِ بِالثُّلُثِ» رواه أبو موسى الأصفهاني في “الوظائف” وحسَّنه؛ كما في “المغني” لابن قدامة (9/ 449، ط. مكتبة القاهرة).

هل يجوز للمضحي أن يضحي بالأضحية كلها؟

ويجوز أن يتصدَّق المُضَحّي بأضحيته كلها؛ قال العلامة الكاساني الحنفي في “بدائع الصنائع” (5/ 81، ط. دار الكتب العلمية): [وَلَوْ تَصَدَّقَ بِالْكُلِّ -أي بكل الأضحية- جَازَ] اهـ.

وقال العلامة ابن قدامة في “المغني” (9/ 499) [وَالْأَمْرُ فِي هَذَا وَاسِعٌ؛ فَلَوْ تَصَدَّقَ بِهَا كُلِّهَا أَوْ بِأَكْثَرِهَا جَازَ] اهـ.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button