الخطاب الإلهيتوب ستوري

هل يجوز التوسل بـ النبي والأولياء الصالحين؟.. اعرف الصح

كشفت دار الإفتاء عن حكم الشرع الشريف في التوسل بالنبي الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، والصحابة الأجلاء، رضوان الله عليهم، وأولياء الله الصالحين من الرجال والنساء.

التوسل بالنبي

وقالت الإفتاء، على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، نصًا: “التَّوَسُّل هو من “الوسيلة”، وهي في الأصل: ما يُتَوَصَّلُ به إلى الشيء ويُتَقَرَّبُ به”.

وأضافت: “قضية المسلم في حياته: أن يتقرب إلى الله ويُحَصِّل رضاه وثوابه، ومن رحمة الله بنا أن شرع لنا العبادات، وفتح لنا باب القربة إليه؛ فالمسلم يتقرب إلى الله بشتى أنواع القربات والطاعات، وقد أجمع المسلمون أن النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم هو الوسيلة العظمى، واتفقت الأمة على التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم من غير خلاف من أحد يُعتَدُّ به”.

واستطردت الإفتاء: “في هذا الصدد؛ يقول الإمام المجتهد تقي الدين السبكي في كتابه “شفاء السقام”: “اعْلَمْ أنه يجوز ويَحسُنُ التوسلُ والاستغاثة والتشفعُ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، وجوازُ ذلك وحسنُه من الأمور المعلومة لكلِّ ذي دِين، المعروفةِ مِن فعل الأنبياء والمرسلين، وسِيَر السلف الصالحين، والعلماء والعوامِّ من المسلمين، ولم يُنكِر أحدٌ ذلك مِن أهل الأديان، ولا سُمِع به في زمنٍ مِن الأزمان”.

التوسل بالصحابة

وأشارت الإفتاء إلى جواز التوسل بالصحابة، رضوان الله عليهم، والصالحين، وأهل الفضل، فقد روى الإمام البخاري في “صحيحه” عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: “اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا”، قال: فيسقون.. وأخرجه أيضًا الأئمة؛ ابن شبة في “تاريخ المدينة”، وابن خزيمة في “صحيحه”، وابن حبان في “صحيحه”، والطبراني في “الدعاء” من حديث أنس رضي الله عنه.

وتابعت الإفتاء: “أخرج الطبراني في “الدعاء”، والحاكم في “المستدرك” عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج يستسقي للناس عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال: “اللهم إن هذا عمُّ نبيك عليه السلام نتوجَّه به إليك فاسقنا” فما برحوا حتى سقاهم الله عزَّ وجلَّ، فخطب عمر الناس فقال: “أيها الناس إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد للوالد، ويعظمه ويفخمه، فاقتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عمه العباس واتخذوه وسيلة إلى الله فيما نزل بكم”.

التوسل بالأولياء الصالحين

أما أقوال الأئمة والعلماء في مشروعية التوسل بالأنبياء والصالحين، فذكرت دار الإفتاء أنه نصَّ أئمة المذاهب المتبوعة وعلماء المسلمين عبر العصور على مشروعية التوسل بالأنبياء والصالحين، وعدُّوه من المستحبات الشرعية، ووشَّوا به كتبهم وزينوها، ومن النُّقول في ذلك:
قال العلامة السيد الشريف الجرجاني الحنفي في “حاشيته على شرح المطالع”، موجهًا نفع التوسل بالصالحين وزيارة مراقدهم بعد وفاتهم: فإن قيل: هذا التوسل إنما يُتَصَوَّرُ إذا كانوا متعلقين بالأبدان، وأما إذا تجردوا عنها فلا؛ إذ لا جهة مقتضية للمناسبة. قلنا: يكفيه أنهم كانوا متعلقين بها متوجهين إلى تكميل النفوس الناقصة بهمة عالية، فإنَّ أثر ذلك باقٍ فيهم، ولذلك كانت زيارة مراقدهم مُعَدَّةً لفيضان أنوار كثيرة منهم على الزائرين؛ كما يشاهده أصحاب البصائر ويشهدون به”.

اقرأ نص الفتوى كاملة من هنا

وتابعت الإفتاء: “قال الإمام الخادمي في “بريقة محمودية”: “نُقل عن الزيلعي: ويجوز التوسل إلى الله تعالى والاستغاثة بالأنبياء والصالحين بعد موتهم؛ لأن المعجزة والكرامة لا تنقطع بموتهم.. وعن الرملي أيضًا بعدم انقطاع الكرامة بالموت. وعن إمام الحرمين: “ولا ينكر الكرامة ولو بعد الموت إلا رافضي. وعن الأجهوري: الولي في الدنيا كالسيف في غمده فإذا مات تجرد منه فيكون أقوى في التصرف. كذا نقل عن “نور الهداية” لأبي علي السنجي”.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button