ما هو مرض مرض حمى البحر؟ وهل مرض حمى البحر المتوسط خطير؟ تعد حمى البحر المتوسط أحد أمراض المناعة الذاتية الوراثية التي تسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل متكرر، وانتفاخ البطن والرئتين والمفاصل، وعادةً ما يتم تشخيص المرض خلال فترة الطفولة، وعلى الرغم من عدم وجود علاج للحالة إلا أنه يمكن منع ظهور أعراض من خلال اتباع خطة علاج معينة.
هل مرض حمى البحر المتوسط خطير
حمى البحر الأبيض المتوسط (Familial Mediterranean Fever) هي أحد الأمراض الوراثية التي تصيب الشخص بنوبات من الحمى المتكررة كعَرَض أساسي، إلى جانب مجموعة من الأعراض المتنوعة التي تصيب البطن والمفاصل في سنٍ مبكرة، ولذلك يتسأل المرضي هل مرض حمى البحر المتوسط خطير؟.
مرض حمى البحر المتوسط
إستكمالاً لسؤال هل مرض حمى البحر المتوسط خطير، دعنا نتعرف علي مرض حمى البحر المتوسط، ويعتبر طفرة في جين MEFV، وهو مرض متنحي وراثي يحتاج لوجود نسختين غير طبيعيتين من الجين MEFV، واحدة من الأم وواحدة من الأب، وقد يصاب الطفل به أيضًا في حال كان هناك جين متحور واحد فقط، وفي حالات نادرة يُشخَّص المرَض عند أشخاص لا يملكون الجين بالفعل، ولا شك أنه يصيب الذكور والإناث على حد سواء.
عادةً، يصنع الجين MEFV بروتينًا يسمى “pyrin”، والذي يسيطر طبيعيًا على الالتهاب، وفي مرض حمى البحر المتوسط، لا يعمل الجين هذا بالطريقة المطلوبة، فإن الالتهاب يخرج عن السيطرة، وتبدأ الأعراض في الظهور بالتالي، وقد تتفاقم في بعض الحالات مثل العدوى والحيض والتعرض للإجهاد النفسي.
أعراض حمى البحر المتوسط
بعد أن تحدثنا عن هل مرض حمى البحر المتوسط خطير ومعرفة اسبابه، سوف نتحدث عن ما يميز أعراض حمى البحر المتوسط أن نوباتها تظهر قبل سن الـ20 سنة عند ما يقارب 90% من المرضى المصابين به، أما عن الحمى ذاتها فتظهر عند 75% من المصابين بها قبل سن 10 سنوات.
هناك عدد من أعراض حمى البحر المتوسط التي قد تتغير تبعا لمرور الوقت، ولا يظهر كلها عند الشخص المصاب. إليكم قائمة بأهم هذه الأعراض:
– الام في المفاصل: حيث يتأثر مفصل واحد في العادة يليه تأثر الكاحل أو الركبة . فلا يستطيع المصاب المشي، وقد ربما يختلط الأمر مع الأمراض الروماتيزمية، وهذا يؤدي إلى خطأ في التشخيص واعتبارها حمى روماتيزمية أو التهاب مفاصل غير معروف السبب.
– حمى البحر المتوسط يعاني مصابوها من آلام المفاصل الا ان أكبر المخاطر التي تواجه مصابوها و هي احتماليه تفاقم اللام لتصبح الام مزمنة أو طويله الأمد،و قد يصل التورم ما بين 5-14 يومًا، ثم يزول.
– الطفح الجلدي في الأطراف السفلية بالقرب من الكاحلين والقدمين هو أحد أعراض حمى البحر المتوسط الإصابة، ويصيب ثُلث الحالات المصابة به.
– الأطفال الذين هم دون سن 5 سنوات المصابون بهذا المرض يظهر عندهم واحد فقط من الأعراض، وهو الحمى التي تبدأ وتستمر من يوم وحتى ثلاثة أيام من دون علاج.
– الألم الحاد في البطن الذي يشبه ألم الزائدة الدودية؛ لذلك يخضع البعض لعملية الزائدة الدودية ظنا أنها السبب الحقيقي لوجود الألم.
– الام فى عضلات الساقين، وخصوصاً في حالات الإجهاد البدني.
مضاعفات تنشأ عن عدم علاج حمى البحر المتوسط
هل مرض حمى البحر المتوسط خطير، وهي تعتبر كذلك إذا لم تتم معالجتها فقد تحدث المضاعفات التالية:
التهاب المفاصل:
الإصابة بحمى البحر الأبيض المتوسط يمكن أن تسبب التهابات تدريجية في المفاصل والروماتيزم.
الداء النشواني:
الداء النشواني يعتبر واحداً من أكثر المضاعفات شيوعاً لحمى البحر الأبيض المتوسط؛ هذا يحدث بسبب تراكم “بروتين أميلويد في الدم. أ” (Amyloid A)
الفشل الكلوي:
قد ينتج من اضطراب أنظمة الترشيح الكلوي في بعض الحالات النادرة مما يؤدى الى حدوث فشل كلوي.
العقم عند الإناث:
الداء النشواني قد يسبب خللاً في الجهاز التناسلي للإناث، والمشكلة هذه قد تسبب العقم لديهم.
علاج حمى البحر المتوسط نهائيًا
– لا يوجد علاج نهائي لحمى البحر المتوسط، لكن يمكن التحكم في أعراضه باستخدام الدواء المعروف باسم “كولشيسين” (Colchicine)، التي يتم تناوله مرتين يوميًا عبر الفم.
– وتتمثل طريقة علاج حمى البحر المتوسط في الوقاية من النوبات المؤلمة التي تصيب المرضى، وتخفض من خطر الإصابة بالداء النشواني.و في حالات الإصابة بالنوبات يمكن استخدام الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، لكن قد لا تكون مفيدة في بعض الأحيان.
– وعلى الرغم من استحالة علاج حمى البحر المتوسط نهائيًا، إلا أن عقار كولشيسين فعال في منع النوبات من الحدوث عند 60% من المرضى، ويقلل منها عند 20 وحتى 30% من المرضى، ويتوجب تناوله بشكل مستمر.
لأنه بتوقف المريض عن تناول الأدوية، وحتى جرعة واحدة، فإن احتمالية العودة للنوبات يمكن أن تزداد خلال 24-72 ساعة في الحالات المسيطرة عليها لسنوات. ومع ذلك، إذا تم تناولها بشكل منتظم، فإن ذلك يضمن للمريض حياة أكثر استقرارا و بدون نوبات.
إن استخدام الكولشيسين في علاج حمى البحر المتوسط له آثار شائعة، منها:
– إذا كان يوجد آلام في البطن وإسهال، فيمكن التعامل معها من خلال الإبطاء بشكل متدرج في الجرعة المتناولة، وذلك حتى يصل المريض للجرعة المناسبة والمطلوبة. وكذلك، يجب تقليل تناول الألبان والحليب.
– عند بعض الحالات التي تتناول عقار الكولشيسين، يشعر المريضون بالغثيان والتقيؤ، وشعور التشنجات في منطقة البطن، بالإضافة إلى ضعف عضلات البطن عند بعض الحالات التي تتناول عقار الكولشيسين، إلى جانب المضادات الحيوية من فئة الإريثروميسين أو الستاتينات.
– تظهر علامات انخفاض في تعداد الدم، مع ارتفاعات بسيطة في إنزيمات الكبد، وهو أحد الأعراض التي تختفي عند تقليل الجرعة.
– يتضمن العلاج الذي يُعالج مرض حمى البحر المتوسط دعماً نفسياً مستمراً للأطفال المصابين به، حيث يحتاجون إلى علاج مستمر ولمدى الحياة. ينبغي أن يكون هذا الدعم مشتركاً بين الأهل والأخصائيين والمعلمين في المدرسة، حتى يحصل المريض على حالة من الاستقرار النفسي التي تساعده على التعلم بشكل عادي وسليم.
هل مرض حمى البحر المتوسط خطير؟
هل مرض حمى البحر المتوسط خطير؟ سؤال يطرحه مرضي حمي البحر المتوسط لمعرفه مضاعفاته وطرق الوقاية والعلاج.
– يعتبر مرض حمى البحر المتوسط خطيرا في حال لم يتم السيطرة عليه، فإن مضاعفاته لها نتائج لا يجب التهاون فيها، الأكثر خطورة منها هي الداء النشواني، كون هذا يعتمد على بروتين الأميلويد الذي يترسب في أعضاء الأشخاص المصابين بالأمراض الالتهابية المزمنة، ويصيب الكلى أكثر من غيرها، ويستطيع الوصول إلى أماكن أخرى مثل الجلد والأمعاء ليترسب فيها.
_ يعمل بروتين الأميلويد المترسب على فقد وظائف الكلى، وبالتالي حدوث مضاعفات خطيرة وحاجة المريض لغسيل الكلى، وفي بعض الحالات قد تضطر الى زراعه الكلى.و لذلك العقار الذي يحمل اسم “كولشيسين” لمكافحة حمى البحر المتوسط هو ما يمنع بروتين الأميلويد من التطور في الجسم.
– ومن مخاطر حمى البحر المتوسط قدرتها على زيادة معدلات الإصابة باضطرابات نظم القلب، ولكن تناول العلاج والإنتظام فى الجرعات قد يقلل من حدوث هذه المشكلة كما نقلت دراسة عام 2022.
دور الغذاء في حمى البحر الابيض المتوسط
وإستكمالاً للحديث عن هل مرض حمى البحر المتوسط خطير، فيجب اتباع بعض التعليمات الخاصة بالأطعمة المناسبة لمرضى حمى البحر المتوسط، منها:
– يجب تناول الخضروات والفواكه بشكل متكرر لأنها تحتوي على الألياف الغذائية التي يحتاجها المصاب، ويفضل الفواكه والخضروات التي تحتوي على الفيتامين أ والفيتامين د والفيتامين إي، لأنها وفقاً ل”NCBI” لها تأثير إيجابي على الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية.
– يجب استبدال الدهون المشبعة مثل الزبدة والقشطة بالدهون غير المشبعة، مثل زيت الزيتون، تماما مع الابتعاد عن الدهون المشبعة.
– ينصح المرضى بتناول الوجبات الخفيفة والطازجة مثل المكسرات المتنوعة واللوز والكاجو، لأن هذه المكسرات تحتوي على نسبة قليلة من الدهون غير المشبعة ومفيدة لهؤلاء المرضى.
– لضمان توفير البروتين المطلوب للجسم، يجب أن يتناول أصعاب مرض حمى البحر المتوسط كمية كافية من الأسماك والدواجن.
– تناول الأطعمة المشوية بدل من الأطعمة المقلية لأنها أكثر صحة.
-ارتبطت الأطعمة الدهنية بارتفاع مستويات الالتهابات لدى المصابين بالحمى، لذا أفضل ما يمكن تناوله في البروتين الحيواني هو اللحوم خالية الدهن ومنزوعة الجلد كالدجاج والاسماك.
– يجب ان يتم الإبتعاد تماماً عن اللحوم المصنعة مثل النقانق والمرتديلا.
– الاكثار من شرب العصائر الطبيعية، والحد من تناول الحلويات، مع تناول الفواكه المجففة أو الطازجة.
– تناول منتجات الألبان خالية الدسم في الزبادي والحليب والأجبان، يقلل من هجمات حمى الأبيض المتوسط، والتي تؤدي إلى زيادة فرص الإصابة تورم المفاصل والكاحل.
– ينبغي على الجميع الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم لتعزيز معدل الأيض في الجسم والاستفادة من الأغذية الصحية التي يتم تناولها.
هل حمى البحر الأبيض المتوسط تسبب الوفاة؟
يمكن ان تسبب حمى البحر الأبيض المتوسط الوفاة، إذا لم يتم السيطرة عليها وتفاقم الحالة ووصولها إلى الإصابة بداء النشواني الكلوي. وحسب دراسة نشرت في عام 2013، لمدة 30 سنة من المتابعة، يقدر معدل الوفيات بين الرجال والنساء بنسبة 35٪ و60٪ بسبب داء النشواني الكلوي، وهذا يجيب عن سؤال هل مرض حمى البحر المتوسط خطير.
أما عندما ينخفض الامتثال لعقار الكولشيسين أو الاستجابة له، فإن حمى البحر المتوسط قد تسبب الوفاة، لأن المريض تصبح غير قادر على المواجهة للمرض.