هل زاد العالم الرقمي من الفجوة بين الآباء والأبناء المراهقين؟
هل زاد العالم الرقمي بشاشاته وتنويعاته ومحتواه الجذاب الفجوة بين جيل الآباء والأبناء، خاصة المراهقين؟ هل أصبح انغماس الابن أو الابنة واستغراقهما أمام الشاشة لساعات عاملاً يُبعد المسافات بينهما وبين والديهما؟ وهل ستظل المسافة بعيدة بين الاثنين طالما أن الأب أو الأم لا يجيدان أبجديات هذا العالم الجديد المبهر؟
الإجابة: نعم، وبنسبة تزيد على 75%، كما أجمعت على ذلك العديد من الأبحاث والدراسات، لهذا نجد أن واجب الآباء التواصل بشكل فعّال مع أبنائهم بكل السبل للحفاظ على العلاقة بينهم، متضمنة وجود هذا العالم الرقمي.
لطرح النقاش في هذه القضية، والتعرف إلى بعض النصائح النفسية للتواصل، ومن أجل حوار أكثر إيجابية مع الابن المراهق، أو الابنة المراهقة، تزول معه الفجوة بين الجيلين، كان لقاء “سيدتي” مع الدكتور مدحت الهواري، أستاذ البرمجيات؛ للتوضيح.
الاستماع للابن في سن المراهقة: هو أكثر أهمية من التحدث، تأكد من إظهار اهتمامك وفهمك لما يقوله، وتوخَّ الحذر وأنت تلقي بالنصائح.
تجنب إعطاء نصائح مباشرة أو انتقادات: بدلاً من ذلك، ساعده على التفكير في الحلول؛ من خلال طرح الأسئلة.
احترم خصوصية المراهق: مع تطور استقلالية المراهق، من المهم احترام حاجته للخصوصية.
كن صبوراً: التواصل مع المراهقين قد يكون تحدياً، احتفظ بالهدوء، وتذكر أن هذه المرحلة انتقالية.
أظهر الثقة: ثق في قدرة ابنك على اتخاذ القرارات السليمة، هذا سيساعده على بناء الثقة بالنفس.
أقر بالفروق: أدرك أن المراهقين لديهم وجهات نظر وأساليب تواصل مختلفة، حاول التكيف مع أسلوبهم.
ركز على الجوانب الإيجابية: عزز نقاط القوة لديه وشجعه على الاستمرار في التطور.
بناء علاقة تفاهم وثقة متبادلة: ليكن هذا هو هدفك الرئيسي، مما يسمح بتواصل فعال بينك وبين أبنائك المراهقين خلال هذه المرحلة الحاسمة من النمو.
شاركي ابنتك المراهقة أفكارها دون الحكم عليها
اطرحي أسئلة مفتوحة:
بدلاً من أسئلة تتطلب إجابات قصيرة، اطرحي أسئلة مفتوحة تشجع على التفكير والحوار؛ مثل: “ما رأيك في هذا الموضوع؟” أو “ما هي مخاوفك بشأن هذا الأمر؟”.
أظهر الاهتمام الحقيقي:
تأكد من إظهار اهتمامك وانتباهك بنشاط أثناء الحوار، استخدم لغة الجسد وتعبيرات الوجه؛ لتظهر أنك مهتم بما يقوله.
تقبّل وجهات النظر المختلفة:
شجع ابنك على مشاركة أفكاره دون الحكم عليها، أظهر له أنه آمن في التعبير عن رأيه بحرية.
تجنب المقاطعة:
حاول عدم المقاطعة أثناء الحديث، اسمح له بإكمال أفكاره دون انقطاع، وعندما يشارك في الحوار، اثن على مساهماته، وشجعه على الاستمرار في المشاركة.
كن متفهماً وصبوراً:
تذكّر أن المراهقين قد يحتاجون وقتاً أطول للتعبير عن أنفسهم بوضوح، فكن صبوراً وتفهم هذا.
اجعله يشعر بالأمان:
اخلق بيئة آمنة وداعمة، حيث يشعر المراهق بالراحة في المشاركة، بتطبيق هذه الإستراتيجيات؛ ستشجع ابنك على المشاركة بشكل أكثر إيجابية في الحوار والتواصل.
هل الفجوة الرقمية أحد تحديات التواصل؟
– الفجوة الرقمية: المراهقون اليوم نشطون بشكل كبير في العالم الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، مما قد ينشئ فجوة بينهم وبين آبائهم الأقل خبرة في هذا المجال.
– الخصوصية والاستقلالية: المراهقون يسعون للاستقلالية والخصوصية، وقد ينظرون إلى التواصل مع الآباء كتدخل في حياتهم الخاصة.
– الخوف من النقد والإدانة: المراهقون قد يخافون من التعرض للنقد أو الإدانة من قبل الآباء إذا شاركوا آراءهم.
– الفروق الجيلية: قد تكون هناك اختلافات في الثقافة والقيم والتجارب بين الآباء والمراهقين، مما يعيق التواصل.
– الضغوط الاجتماعية والأكاديمية: المراهقون يواجهون الكثير من الضغوط من المدرسة والأصدقاء، مما قد يصرف انتباههم عن التواصل مع الآباء.
– التحديات العاطفية: التغيرات العاطفية والهرمونية خلال مرحلة المراهقة قد تؤثر على قدرة المراهق على التعبير عن مشاعره بوضوح.
مواجهة هذه التحديات تتطلب من الآباء المزيد من الصبر والمرونة والاستماع النشط لفهم احتياجات المراهقين وبناء علاقة متبادلة من الثقة.
خطوات بسيطة لضمان التواصل الإيجابي مع طفلك
سبل لتعزيز الثقة والتواصل مع المراهقين في ظل التحديات
هناك بعض الطرق التي يمكن للآباء اتباعها لتعزيز الثقة والتواصل مع المراهقين في ظل هذه التحديات، مثل:
- الاستماع بفهم وتعاطف إلى ما يقوله المراهقون، ما يساعد على بناء الثقة.
- السماح للمراهقين ببعض المساحة من الحرية مع الحفاظ على بعض الحدود، وعدم الضغط عليهم للكشف عن تفاصيل أكثر.
- استخدام وسائل التواصل الحديثة التي يفضلها المراهقون؛ مثل المحادثات النصية أو رسائل الفيديو، ما يظهر الاهتمام.
- إشراك المراهقين في صنع القرارات التي تؤثر عليهم، ما يعزز شعورهم بالاستقلالية والمسؤولية.
- الثناء على جهودهم وإنجازاتهم، بدلاً من التركيز فقط على النقاط السلبية.
- التعبير عن المحبة والاهتمام بشكل منتظم، والاستعداد لدعم مشاعرهم بدون إصدار أحكام.
- اعمل على بناء الثقة تدريجياً من خلال الاتصال المتسق والإظهار الحقيقي للاهتمام، ولا تتوقع حدوث تغيير فوري.
- تطبيق هذه الإستراتيجيات بصبر وانفتاح، يساعد على تعزيز التواصل والثقة بين الآباء والمراهقين.
تشجيع المراهقين على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والترفيهية
هناك عدة طرق يمكن للآباء اتباعها لتشجيع المراهقين على المشاركة في الأنشطة الترفيهية والاجتماعية:
– اسألهم عن اهتماماتهم والأنشطة التي يودون المشاركة فيها، ثم ساعدهم على إيجاد الأنشطة المناسبة لهم.
– عبّر عن تحمسك واهتمامك بما يقومون به، وكن على استعداد لمساعدتهم في الترتيبات.
– أشرك المراهقين في التخطيط لرحلات أو أنشطة جماعية، هذا يجعلهم يشعرون بالمسؤولية والملكية.
– تأكد من أن المكان والأشخاص المشاركين في الأنشطة مناسبون ومأمونون بالنسبة لهم.
– شجع على الأنشطة التي تركز على التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الأقران؛ مثل الرياضات الجماعية أو النوادي.
– لا تضع توقعات عالية أو تفرض عقوبات إذا لم يشاركوا؛ حتى لا تضيف ضغوطاً، وبدلاً من ذلك أظهر حماسك وتشجيعك.
– ابدأ بخطوات صغيرة؛ بعض الأنشطة البسيطة والمحدودة الوقت، قبل الانتقال إلى أنشطة أكثر تعقيداً.