هل تواجه سياسة إيران الخارجية تحديات جديدة بعد انتخاب «بزشكيان»؟
تواجه السياسة الخارجية الإيرانية تحديات جديدة في ظل الرئيس المنتخب، مسعود بزشكيان، فتعكس وعوده وطموحاته آمالًا كبيرة، لكن الطريق مليء بالعقبات والمخاطر.
يشير بيزشكيان في رسالته إلى الشعب الإيراني إلى الوعي الكامل بالتحديات الكبيرة التي يواجهها، من نظام سياسي يعاني من عزوف نصف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات، إلى اقتصاد متأزم بفعل العقوبات الدولية وسوء الإدارة والفساد، هذه العوامل تعقد موقفه وتزيد من صعوبة تحقيق وعوده.
وطوال حملته الانتخابية، قدم بيزشكيان حلولاً ملموسة للقضايا السياسية والاقتصادية الداخلية، لكن كان واضحًا في رؤيته للسياسة الخارجية.
كما دافع عن الدبلوماسية النووية التي تبناها الرئيس السابق حسن روحاني، مستنداً إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، وانتقد علناً منافسيه الذين عرقلوا جهود إعادة التفاوض على الخطة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويحظى بيزشكيان بتفويض شعبي لإحياء المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، لكن القرارات الاستراتيجية تقع بيد المجلس الأعلى للأمن القومي والحرس الثوري الإيراني، مع موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي.
ورغم احتمالية عدم حدوث مفاوضات جديدة حتى معرفة نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن بيزشكيان يرى إمكانية التفاوض مع ترامب في حال إعادة انتخابه.
أشاد بيزشكيان بتحسن علاقات إيران مع الدول العربية، وخاصة السعودية والإمارات، في عهد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
كما انتقد الهجمات على السفارات السعودية في عام 2016 والتي ساهمت في عزلة إيران الدبلوماسية في العالم العربي.
ويلتزم بيزشكيان بمواصلة تحسين العلاقات مع الجيران العرب، لكنه يظل مقيدًا بقرارات المجلس الأعلى للأمن القومي.
وتعتمد سياسات إيران بشكل كبير على علاقاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وفي حال تصاعد التوترات في غزة أو لبنان، قد تجد إيران نفسها في مواجهة مباشرة مع واشنطن، مما قد يدفع الحرس الثوري الإيراني لاتخاذ إجراءات انتقامية ضد الجيران العرب.
وقد رأينا في الماضي استهداف المنشآت النفطية والشحن الدولية كرد فعل على محاولات إدارة ترامب السابقة لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر.
الجدير بالذكر أن بيزشكيان يحمل رؤية واضحة للحسين العلاقات الدولية وحل الأزمة النووية، لكنه يواجه تحديات كبيرة من الداخل والخارج، وستتأثر سياساته بشكل كبير بحالة العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، ورغم نواياه الحسنة، قد يجد نفسه متورطاً في أزمات مشابهة لتلك التي واجهها أسلافه، وتبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد مسار السياسة الخارجية الإيرانية في عهده.