هل المرض الشديد قبل الوفاة دليل على سوء الخاتمة؟
يسعى المسلم طوال حياته؛ لينال رضا الله سبحانه وتعالى، ويفعل من الطّاعات والأعمال المستحبّة ما تقربه من ربّه، وما يؤهله من دخول جنّاته، ويقيه من عذابه، فيبتعد عن المعاصي والآثام، ويعمل جاهداً ليعمل كلّ صالحٍ وخير، ليحصل على حسن الخاتمة، والّتي هي: أن يموت وهو موفّقٌ، بعيدٌ عن ما يُغضب الله تعالى، ويتوب توبةً نصوحاً قبل موته؛ لتكون بداية طريقه لنعيم الله الخالد الّذي وعد.
فإن كان العبد يرجو حسن الخاتمة ويخشى من سوئها، وعمل على استجلاب ذلك، دفعه ذلك إلى الابتعاد عن مسببات سوء الخاتمة والتقرب إلى مسببات حسنها بإذن الله، مما له عظيم الأثر في جعل قلب الإنسان حاضرًا مع الله، راجيًا كرمه وحسن الخاتمة، وخائفًا من سوء الخاتمة راجياً من الله السلامة.
وكشف الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً: إن المسلم له منزلة ودرجة عند الله عز وجل، وإن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه بمرض قد يكون فيه مشقة وتعب فيصبر على هذا المرض، وكلما يأن وينزعج ويتألم كلما خفف الله عنه ذنوبه ورفع به درجاته حتى يصل إلى الدرجة التى كتبها الله له فيقضيه على ذلك.
وأشار الى أن المسلم له منزلة ودرجة عند الله عز وجل ولكن قد لا يسعفه عمله الصالح حتى يصل الى هذه الدرجة، فمن رحمة المولى عليه أن يبتليه الله فى آخر أيامه بمرض شديد حتى يرفع من درجاته ويخفف من سيئاته فلا نقول إن هذا من سوء الخاتمة فهذا العذاب الذي فيه الوصول إلى هذه الدرجة التى كتبها له الحق تبارك وتعالى له ولكن عمله الصالح لم يسعفه لإدراجه فيبتليه الله بهذه الحالة حتى يخفف عنه سيئاته ويرفع له درجاته ويصل إلى هذه الدرجة ويُقبض عليها فتعد هذه من حسن الخاتمة.
واختتم فخر أنه لا يجوز أن نحكم على أحد بأن موته هذا كان من حسن الخاتمة أو سوئها حتى لا نتعالى على الله سبحانه وتعالى، وإنما نقول: “نحسب فلان على خير”.