هل الشخص اللي بيموت وهو ساجد أفضل من الميت العادي؟ على جمعة يرد

استكمل الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية الأسبق، في حلقة اليوم من برنامج “نور الدين والدنيا”، الحديث عن أهمية الصلاة.
وقال الدكتور علي جمعة: الصلاة عظيمة، وهي خير موضوع، تشغل الأذهان للإنسان؛ لأنها صلة بين العبد وربه، ولأنها فرصة لا تعوض في المناجاة والدعاء، ولأنه أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد.
الشخص اللي بيموت ساجد
وقال شاب: عندي سؤال بخصوص فيه فكرة منتشرة؛ إن الشخص اللي بيموت ساجد، أفضل من الشخص اللي بيموت بشكل طبيعي.. هل لو حد ارتكب معاصي ولكن حصل وملك الموت زاره وهو بيسجد.. هل ده يموت موتة أحسن من شخص كان ملتزم ولكن مات موتة طبيعية؟
وأجاب علي جمعة: القضية مش أحسن وأوحش.. القضية أننا نحب البشرى؛ لأنه كان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يحب البشرى.. والحاجة اللي فيها بهجة، ويستبشر خيرا، راجل مات ليلة الجمعة حلو.. نستبشر خير.. نرجو الله أن يكرمه، لأنه مات ليلة الجمعة.. إيه علاقة إنه مات ليلة الجمعة وإن ربنا يكرمه؟
دي بشرى عندنا، وتبقى المبشرات.. لكن راجل عاصي وربنا جعل أجله وهو ساجد.. هي علامة إنه ربنا يغفر له.. العلامات مش لازمة.. مش واجبة على الله.. ونظن بالله خيرا.
وسأل تلميذ: حضرتك قلت إننا في آخر الصلاة لما بنسلم، بنسلم على الملكين في الناحية اليمين والناحية الشمال، هل الملكين دول بيكونوا موجودين طول الوقت، وللا في الصلاة بس؟
وأجاب مفتي الديار الأسبق: الملائكة كتير فيه.. فيه للصلاة وفيه للكتابة، بيكتبوا علينا يمين وشمال.. “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد”.. ففيه ملكين وفيه ملائكة كتير.. ملائكة للحفظ، وملائكة للصلاة، وهكذا.. بتوع الصلاة معاك في الصلاة.
عدد الركعات في كل صلاة
وسأل طالب: ليه كل صلاة لها عدد ركعات معين؟
وأجاب: لأن ربنا سبحانه وتعالى حدد هذه الأعداد، ولو كان أي عدد كنت هاتسأل نفس السؤال.. لو خلاها ركعة، ليه واحدة؟.. ولو عشرة هاتقولي ليه عشرة؟! ربنا سبحانه وتعالى قسم هذه الصلاة بهذه الهيئة من أجل قول: “ربنا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”.. ودي نسميها “الأمور التعبدية”، اللي ربنا عملها واختارها ومفيهاش حاجة مخالفة للعقل، لكن أيضا ملهاش سبب حسي أو عقلي.. نسميها الأمور التعبدية.. ربنا أمرنا بالوضوء على هذه الهيئة.. طيب ليه ما نغسلش إيدينا ورجلينا فقط، علشان دول اللي بيتعاملوا مع الكون، لكن نغسل وجوهنا وإيدينا، ونمسح راسنا ونغسل رجلينا ليه؟
طيب ليه ربنا خللى الصيام في شهر رمضان مش شوال؟! وهكذا.. لأن دي حاجات تعبدية.. والسؤال عنها ليس هناك علاقة، بل هذا من وضع الله تعالى، ولذلك ده يسموه “الأحكام الوضعية”.. وضع الله الزوال إيذانا بالظهر، ووضع الغروب إيذانا لإفطار الصائم.. عقد الزواج إيذانا لحل الاستمتاع بين الطرفين، وهكذا.. دي أمور وضعها الله، سبحانه وتعالى، حتى تستقيم أمورنا، وحتى تتحقق الطاعة لرب العالمين، ثم إنها موافقة للعقل، ولا تخالف شيئا، ثم إنها لو تغيرت لسألنا نفس السؤال.