هدية وهبة لا تُرد.. الإفتاء توضح حكم أخذ الزوج ذهب زوجته دون علمها
درج العرف في مصر على أن يقدم الزوج لزوجته الحلي، وعادة ما يكون من الذهب وذلك على سبيل الهدية، ولكن هل لذلك أصل في الدين، يرجع بعض العلماء ذلك لقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:{وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء:25]، وكذلك قوله جلََ وعلا: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء:4]، والمتعارف عند العرب أن أجر الزوجة أو النحلة هو المهر، وهو ليس لأهل الزوجة
ولكن لها، ولكن أعراف الدول تختلف في ذلك، فقد يقدم الزوج نقودًا لأهل الزوجة لتجهيز شقة العرس، وقد يعطيه للزوجة على شكل نقود أو ذهب، وقد يعطي البعض مالًا وذهبًا، المال يذهب لأهل الزوجة، والذهب يمنح للزوجة على سبيل الهدية أو الهبة، ولكن يتردد سؤالًا في الآونة الأخيرة عن حكم أخذ الزوج ذهب زوجته دون علمها، وقد أجابت دار الافتاء على السؤال، وهذا ما سوف نوضحه بالتفصيل في السطور التالية، وموضوعات أخرى ذات صلة.
حكم أخذ الزوج ذهب زوجته دون علمها
أباحت الشريعة الإسلامية أن يمنح الزوج هدية لزوجته، والدليل ما جاء في البخاري عن سهل بن سعد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: «تزوج ولو بخاتم من حديد»، وسار العرف في مصر وبعض الدول العربية والإسلامية، أن يقدم الزوج هدية من الحلي لزوجتة قبل إتمام عقد القران، وعادة ما يكون من الذهب فهل يجوز له أخذه بعد الزواج بغير علم زوجه، بحجة أنه من قام بشرائه، وبالفعل فقد تلقت دار الافتاء المصرية سؤالًا جاء نصه: “هل يحقُّ للزوج أخذ الشبكة التي قدَّمها لزوجته رغمًا عنها أو دون علمها؟”، وأوضحت دار الافتاء ردًا على السؤال، أن لا يجوز للزوج أن يأخذ ذهب زوجته دون رضاها أوعلمها، وإذا أخذه فهو ملزم برده ما لم تتنازل له عنه، فإذا أخذها رغمًا عنها، فيدخل هذا الأمر في البهتان والإثم المبين، مستدلة بقوله سبحانه: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [النساء: 20].
حكم أخذ الزوج ذهب زوجته بعلمها ورضاها
قد يحتاج الزوج لاخذ ذهب زوجته لمروره بضائقة مالية أو نحو ذلك، فتبادر الزوجة بإعطائه الذهب لبيعه ومن ثم تصريف أموره، حتى تسير مركب العائلة بسلام، على أن يرده ما سنحت الظروف بذلك، وهذا ما كان يفعله الأمهات من قبل، فكانت الزوجة تعطي ذهبها لزوجها برضى وقبول تام منها، وبحسب دار الافتاء فإن هذا لا حرج فيه، لقوله تعالى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [النساء: 4]، حيث تصبح الزوجة بهذا الفعل صاحبة جميل على الزوج، يذكر لها ويشكر، ولكن الإحسان يجب أن يقابل بالإحسان، فيجب على الزوج عند تحسن ظروفة المادية أن يشتري لها ذهبًا بنفس القيمة أو أكثر.