هجوم على القطارات.. ضربات أوكرانية لقطع إمدادات الجيش الروسي

توجه أوكرانيا ضربات متكررة إلى البنية التحتية الروسية، في الحرب المستعرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، التي يعتبرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي، العقوبة الأهم لموسكو، نظرًا لتعطيل خطوط الإمدادات، بحسب موقع “إن تي في” الألماني.
وشهدت شبكة السكك الحديدية الروسية منذ بداية الحرب حوادث متكررة لخروج القطارات عن مسارها، وانفجارات، وحرائق، ووقعت حوادث أخرى، نهاية هذا الأسبوع، وأعلنت المخابرات العسكرية الأوكرانية مسؤوليتها عن هجومين.
وأثّرت هجمات أوكرانيا بشدة على خطوط إمداد القوات الروسية وعطّلتها، بعد التركيز على حركة السكك الحديدية في المناطق النائية الروسية.
ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن متحدث باسم جيش التحرير الأوكراني قوله: “من خلال تدمير البنية التحتية للسكك الحديدية في هذه الأقسام، يواجه الروس مشكلات لوجستية كبيرة، وهو ما يؤثر بدوره على قدرتهم على تنفيذ عمليات نشطة ضد القوات المسلحة الأوكرانية”.
وسلّط زيلينسكي الضوء على أهمية استهداف البنية التحتية النفطية الروسية بعد اندلاع حريق في مصفاة نفط رئيسية جنوب غرب روسيا، إثر هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية.
أفادت تقارير إعلامية بأن وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية “HUR” أوقفت مؤقتًا عدة خطوط سكك حديدية في روسيا نتيجة أعمال تخريب، وأفادت وسائل إعلام أوكرانية، نقلًا عن مصادر استخباراتية، بأن الوكالة تقف وراء انفجار خط سكة حديد في منطقة أوريول جنوب روسيا، وخروج قاطرة وقطار بضائع عن مسارهما بشمال غرب روسيا.
ووقع انفجار في منطقة أوريول قرب الحدود مع أوكرانيا، بعد أن عثر عمال السكك الحديدية على طرد مشبوه هناك، فاستدعوا الحرس الوطني، وانفجرت القنبلة في أثناء محاولة خبراء المتفجرات إبطال مفعولها، كما قُتل جنديان على الفور، وتوفي آخر لاحقًا متأثرًا بجراحه، وأُغلق الخط في البداية، لكن أُعيد فتح أحد مساراته بعد الظهر، واضطرت السلطات إلى تحويل مسار أكثر من 12 قطارًا قبل ذلك.
في بداية مايو، أفادت السلطات الروسية بوقوع انفجار على القضبان قبيل مرور قطار بمنطقة فورونيج، إضافة إلى ذلك، خرج قطار ركاب وآخر للبضائع عن مسارهما بعد انهيار جسور في منطقتي بريانسك وكورسك، الواقعتين أيضًا على الحدود مع أوكرانيا.
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوكرانيا بالإرهاب، كما صنفت لجنة التحقيق في موسكو الحادثتين على أنهما عمل إرهابي. لم تؤكد أوكرانيا تورطها في هجمات مايو الماضي، على عكس الهجمات الحالية.
وخوفًا من الرد الروسي، تدرس أوكرانيا تقييد الاتصالات عبر الهاتف المحمول لمواجهة الطائرات الروسية المسيّرة، إذ قال رئيس هيئة الأركان العامة الأوكرانية أندريه هناتوف، إن أوكرانيا قد تُخفض جودة الاتصالات المتنقلة في أثناء هجمات الطائرات الروسية المسيّرة حتى لا تستخدم قوات موسكو الشبكات لتنسيق العمليات.
وأضاف هناتوف: “هذا ليس تعطيلًا لاتصالات الهاتف المحمول، بل هو تقييد لجودة الاتصالات في مناطق معينة، مثل تقييد اتصالات الجيل الرابع والجيل الخامس، إذ لا تتمكن أجهزة المودم التي يستخدمونها في طائراتهم المسيّرة من الوصول إلى الإنترنت الخاص بمشغلي الاتصالات لدينا”.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن العديد من الطائرات المسيّرة مزودة بكاميرات ترسل الصور وتتطلب اتصالًا بشبكة الجيل الرابع للعمل، وأمرت روسيا مرارًا بإغلاق خدمة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة في أثناء هجمات الطائرات المسيّرة في أوكرانيا بهدف تعطيل التنسيق.



