شئون عربية ودولية

نيجيريا ترد على تهديدات ترامب: “لن نسمح بأي ابتزاز سياسي”

بعد أن لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باستخدام القوة العسكرية ضد نيجيريا بذريعة “حماية المسيحيين”، ردت الحكومة النيجيرية بلهجة حازمة، مؤكدة أن أي عمل عسكري على أراضيها يجب أن يتم بموافقة متبادلة بين قادة البلدين.

ورفض الرئيس النيجيري بولا تينوبو تصريحات ترامب، مؤكّدًا أن حكومته تعمل على “تعزيز التعاون مع واشنطن وشركاء دوليين آخرين لحماية جميع الطوائف الدينية دون استثناء”.

وأشار إلى أن بلاده ملتزمة بسيادتها واستقلال قرارها، ولن تسمح بأن تكون ساحة لصراعات أو ابتزاز سياسي تحت أي شعار.

وبدوره، قال دانيال بوالا، مساعد الرئيس النيجيري، إن بلاده “لن تقبل بأي تدخل أحادي”، مشيرًا إلى أن ترامب يستند في تهديداته إلى “أخبار قديمة عمرها أكثر من عشر سنوات”.

وأضاف “بوالا” أن ما يحدث في نيجيريا اليوم لا يمكن اختزاله في صراع ديني، موضحًا أن “بوكو حرام” كانت وراء موجة العنف التي شهدتها البلاد في الماضي، وأن الحكومة تبذل جهودًا مكثفة لاستعادة الأمن في جميع المناطق المتضررة.

وتعود جذور الأزمة إلى تصريحات أدلى بها عدد من الساسة الأمريكيين المحافظين، من بينهم السيناتور تيد كروز، الذين زعموا أن المسيحيين في نيجيريا يتعرضون لـ “إبادة جماعية” دون تقديم أدلة ملموسة.

وبناءً على ذلك، أعاد ترامب في 31 أكتوبر إدراج نيجيريا ضمن قائمة “الدول ذات القلق الخاص” بشأن الحريات الدينية، وهو تصنيف كانت إدارة ترامب الأولى قد فرضته عام 2020، قبل أن تلغيه إدارة بايدن في 2021.

وفي منشور على منصته الاجتماعيةTruth Social، هدد ترامب بوقف جميع المساعدات الأمريكية إلى نيجيريا، بل و”التحرك عسكريًا” إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات “لحماية المسيحيين”.

وقال إن وزارة الحرب الأمريكية ستستعد “لهجوم سريع وحاسم” ضد من وصفهم بـ “الإرهابيين الإسلاميين”.

ورد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث على منشور ترامب قائلاً: “نعم سيدي، يجب أن تتوقف هذه المذابح فورًا”.

ورغم اللهجة العدائية، حاول بوالا تهدئة الأجواء، مؤكدًا أن بلاده “ترحب بأي مساعدة أمريكية بشرط احترام سيادتها ووحدة أراضيها”.

وقال إن نيجيريا “لن تنجر وراء تصريحات سياسية، وستواصل العمل مع واشنطن في مكافحة الإرهاب على أساس الاحترام المتبادل”.

وتعد نيجيريا أكبر دول إفريقيا من حيث عدد السكان (نحو 230 مليون نسمة)، وتضم مجتمعًا دينيًا متنوعًا يتوزع بين المسلمين والمسيحيين بشكل شبه متساوٍ، وتواجه البلاد منذ سنوات تهديدات متصاعدة من جماعات متطرفة، أبرزها “بوكو حرام”، إضافة إلى نزاعات محلية بين المزارعين والرعاة بسبب شح الموارد.

ووفقًا لبيانات منظمة ACLED للأبحاث، فإن من أصل 1923 هجومًا على المدنيين هذا العام، لم تتجاوز الحوادث ذات الدافع الديني ضد المسيحيين 50 هجومًا فقط، ما يضعف المزاعم الأمريكية عن “إبادة منظمة”.

ويقول الباحث الأمني تايو حسن أديبايو، إن على نيجيريا “تعزيز إجراءاتها الأمنية حتى لا تترك ثغرات تستغلها القوى الخارجية لتبرير التدخل”.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button