أدانت لجنة الحريات واللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين قيام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بسحب تنظيم كأس العالم للشباب من إندونيسيا بعد رفض اتحاد كرة القدم هناك استضافة منتخب الكيان الصهيوني.
وتؤكد اللجنتان أن سحب الاتحاد الدولي تنظيم كأس العالم للشباب من إندونيسيا هو استمرار لسياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وتعيدان تأكيد موقف الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين ومن قبلها موقف الشعب المصري رفض التطبيع مع العدو الصهيوني في كل المجالات.
شوبير يقترح استضافة مصر لمونديال الشباب بعد سحب التنظيم من إندونيسيا
تحدث الإعلامي أحمد شوبير، نائب رئيس اتحاد الكرة الأسبق، على قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” سحب استضافة بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا، والمقرر إقامتها في الفترة من 20 مايو حتى 11 يونيو في دولة إندونيسيا.
وقال أحمد شوبير في تصريحات تليفزيونية: “عندي فكرة مجنونة شوية، فيفا قرر سحب تنظيم كأس العالم للشباب مواليد 2003 من دولة إندونيسيا”، مضيفاً، “مصر تمتلك بنية تحتية قوية حاليًا، وتستطيع استضافة أي بطولة كبرى”.
تابع أحمد شوبير: “ولكن لدٌي سؤال هل نمتلك الفريق الذي يجعلنا نطلب تنظيم كأس العالم للشباب؟، مجرد سؤال ومحدش يهاجمني، ولا خلاص أنا عارف ردكم”.
رد لاعبو كرة القدم، المشجعون والمحللون في إندونيسيا بغضب وحزن على تجريد الاتحاد الدولي (فيفا) البلاد من استضافة كأس العالم تحت 20 عاماً، قبل أسابيع من موعدها، وذلك بعد اعتراضات محلية على مشاركة منتخب إسرائيل.
وجاءت الصفعة المدوية بعد دعوة حاكمي مقاطعتين مؤثرين، إلى استبعاد اسرائيل عن النهائيات المقررة بين 20 مايو و11 يونيو، حسبما ذكرت إذاعة “مونت كارلو”.
قال “فيفا” في بيان الأربعاء بعد لقاء رئيس اتحاد كرة القدم إريك توهير، الرئيس السابق لنادي الإنتر الإيطالي، موفداً من رئيس البلاد جوكو ويدودو “سيُعلن عن مضيف جديد في أقرب وقت ممكن، مع بقاء مواعيد البطولة حالياً دون تغيير”، مشيراً إلى “عقوبات” محتملة ضد الاتحاد الإندونيسي للعبة، دون اعطاء تفاصيل إضافية عن أسباب سحب البطولة ومكتفياً بعبارة “بسبب الظروف الحالية”.
وقال توهير بعد لقائه رئيس الاتحاد الدولي جاني إنفانتينو في الدوحة “اندونيسيا عضو في الاتحاد الدولي وبالتالي في ما يتعلق بأمور كرة القدم العالمية يتعين علينا اتباع القوانين الموضوعة. يعتبر فيفا بان الامر لا يمكن ان يستمر بهذه الطريقة وبالتالي علينا الرضوخ”.
وعبّر بعض نجوم اللعبة الواعدين في الأرخبيل الآسيوي عن غضبهم وحزنهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لفقدان فرصة اللعب في بطولة يصفها “فيفا” بـ”بطولة نجوم الغد”.
كتب المهاجم رباني تسنيم (19 عاماً) “الطاقة، الوقت، العرق، وحتى الدم الي قدمناه، لكن في لحظة فشلنا لأسباب سياسية ها هو حلمنا الكبير الذي قمتم بتدميره”.
وأظهر مقطع فيديو نشره الاتحاد الاندونيسي لاعبين مطأطأي الرؤوس ومدربهم غارقاً في دموعه الأربعاء، بعد تلقي نبأ تجريد إندونيسيا من الاستضافة.
قال المهاجم هوكي كاراكا (18 عاماً) “نحن اللاعبين، تأثرنا الآن، ليس نحن فقط، بل كل لاعبي كرة القدم”.
يوم الخميس ظهرت باقات من الورد مهداة للاعبين خارج مقر الاتحاد الاندونيسي في جاكرتا، كتب على احداها “لا تتخلّى عن حلمك”.
بتعليقات سلبية، أمطر المشجعون صفحة حاكم وسط جاوة على موقع انستغرام، غانجار برانوو، أحد المرشحين الرئيسيين في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، بعد اعتراضه على مشاركة اسرائيل.
كما دعا حاكم بالي وايان كوستر إلى استبعاد اسرائيل بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين، وذلك في رسالة وجهها إلى وزارة الشباب والرياضة الشهر الماضي.
أمل المنظمون في ان تؤدي استضافة مباريات اسرائيل في جزيرة بالي ذات الأغلبية الهندوسية إلى حلول، بيد أن معارضة كوستر ألقت المزيد من الشكوك، ومشى حوالي مئة متظاهر من المحافظين المسلمين في العاصمة جاكرتا الشهر الحالي احتجاجاً على مشاركة اسرائيل.
في المقابل، كان هناك دعم شعبي للبطولة التي حصلت البلاد على حق استضافتها عام 2019، واعتبرها كثيرون مصدر فخر وطني، وتعهّدت جاكرتا بضمان مشاركة اسرائيل، رغم موقفها المؤيد للفلسطينيين، إلا ان الاصوات المعترضة ارتفعت كثيراً بالنسبة لفيفا.
قال أكمال مرهالي، الخبير في منظمة “سايف أور سوكر” (أنقذوا كرة القدم لدينا) “هذا حادث مؤلم حقاً بالنسبة للشعب الاندونيسي. يجب محاسبة من أحدث الضجيج وجعلنا نفشل”.
وقال مسؤولون إندونيسيون ان سحب البطولة سيكلّف البلاد مئات الملايين من الدولارات، وهدّد فيفا بعقوبات إضافية، قد تبعدها عن تصفيات مونديال 2026 التي تنطلق في أكتوبر، علماً انها تعرّضت للايقاف عام 2015 لمدة سنة، بسبب التدخل الحكومي في اللعبة.
لكن بالنسبة لعشاق اللعبة، فان خسارة استضافة أول بطولة كبرى هي الاكثر ايلاماً، قال المشجع جارناوي البالغ 40 عاماً “أنا خائب كثيراً لاني كنت أحلم باستضافة إندونيسيا بطولة كبرى في كرة القدم”.
ولطالما عانت اللعبة في البلاد بسبب البنية التحتية المهزوزة وعنف المشجعين، فيما تعرّضت إندونيسيا لواحدة من اسوأ كوارث الملاعب في تاريخ كرة القدم أدت إلى وفاة 135 شخصاً في حادثة تدافع في مدينة مالانغ شرق جاوة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بينهم أكثر من أربعين طفلاً.
وكان رئيس البلاد دعا إلى عدم تعارض السياسة مع الرياضة مؤكداً ان “مشاركة اسرائيل لا علاقة لها باتساق سياستنا الخارجية حيال فلسطين. لان دعمنا لفلسطين قوي وحازم دوماً. لا تخلطوا الرياضة بالسياسة”.
لكن في نهاية المطاف، أدى تضارب السياسة مع الرياضة إلى تجريد بلاده من حق الاستضافة، قال المذيع جاستن لهاكسانا “نتحدث عن الشباب الراغبين في ممارسة كرة القدم. لم يعد لديهم أية اهتمامات أخرى. لماذا تختلط هذه القضية بشكل أعمى بالألعاب السياسية؟”.