نظام فودماب الغذائي لعلاج القولون العصبي.. ما هي الأطعمة المسموحة والممنوعة؟
يعتبر نظام الفودماب نظام غذائي فعّال في تخفيف أعراض الجهاز الهضمي المرتبطة بـFODMAP، ولكن يتطلب بعض الوقت والصبر لتحديد الأطعمة المسموح بها والتي يجب تجنبها.
تعتبر FODMAPs هي كربوهيدرات قصيرة السلسلة لا تُمتص بشكل جيد في الأمعاء الدقيقة. عندما تصل هذه الكربوهيدرات إلى الأمعاء الغليظة، تقوم البكتيريا بتخميرها، مما يؤدي إلى إنتاج الغازات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسحب FODMAPs الماء إلى الأمعاء، مما يساهم في الإسهال. فما هو نظام فودماب الغذائي لعلاج القولون العصبي؟
ما هو نظام فودماب الغذائي المتبع لعلاج القولون العصبي؟
نظام FODMAP الغذائي هو نظام غذائي تم تطويره لتحسين اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل مرضى متلازمة القولون العصبي (IBS) وحالات مشابهة. ويعتبر نظام الفودماب FODMAP هو اختصار لمجموعة من الكربوهيدرات التي يمكن أن تكون صعبة الهضم لبعض الأشخاص، ووفقًا لموقع Cleveland Clinic تكون هذه الكربوهيدرات هي:
- Fermentable (قابلة للتخمير).
- Oligosaccharides (السكريات قليلة التعدد).
- Disaccharides (السكريات الثنائية).
- Monosaccharides (السكريات الأحادية).
- And Polyols (البوليولات، وهي كحوليات السكر).
وتشمل الأطعمة الغنية بـ FODMAP ما يلي:
- Oligosaccharides: القمح، الشعير، البصل، والثوم.
- Disaccharides: الحليب ومنتجات الألبان (بسبب اللاكتوز).
- Monosaccharides: الفواكه الغنية بالفركتوز مثل التفاح والكمثرى.
- Polyols: الفواكه الحجرية مثل الخوخ، وبعض المحليات الصناعية مثل السوربيتول والمانيتول.
كيف يمكن اتباع الحمية قليلة الفودماب لعلاج القولون العصبي؟
الحمية قليلة الفودماب (Low FODMAP Diet) هي نظام غذائي يتضمن تقليل تناول مجموعة معينة من الكربوهيدرات التي يمكن أن تسبب الغازات، الانتفاخ، والإسهال لدى الأشخاص الحساسين. وتشمل مراحل الحمية قليلة الفودماب وفقًا لموقع healthline على ما يلي:
1. المرحلة الأولى: الاستبعاد (Elimination Phase)
في هذه المرحلة، يتم تجنب جميع الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من FODMAP لمدة 4-6 أسابيع. وتشمل الأطعمة التي يجب تجنبها على ما يلي:
- الفواكه: التفاح، الكمثرى، البطيخ.
- الخضروات: البصل، الثوم، القرنبيط.
- الحبوب: القمح، الشعير، الجاودار.
- منتجات الألبان: الحليب، الزبادي، الجبن الطري.
- البقوليات: العدس، الفاصولياء.
- المحليات: العسل، سكر الفركتوز، المحليات الصناعية مثل السوربيتول والمانيتول.
2. المرحلة الثانية: إعادة الإدخال (Reintroduction Phase)
بعد تحسن الأعراض في مرحلة الاستبعاد، يتم إعادة إدخال الأطعمة الغنية بـ FODMAP تدريجيًا وبشكل فردي لمعرفة أي منها يسبب الأعراض. هذا يساعد في تحديد الأطعمة التي يجب تجنبها على المدى الطويل.
3. المرحلة الثالثة: التخصيص (Personalization Phase)
بعد تحديد الأطعمة التي تثير الأعراض، يتم تطوير نظام غذائي متوازن يناسب احتياجات الشخص ويحافظ على أعراض القولون العصبي تحت السيطرة. في هذه المرحلة، يتم السماح ببعض الأطعمة الغنية بـ FODMAP التي لا تسبب الأعراض.
ما هي الأطعمة التي يجب تجنبها عند اتباع الحمية قليلة الفودماب؟
- الفواكه: التفاح، الكمثرى، البطيخ، المانجو.
- الخضروات: البصل، الثوم، البروكلي، القرنبيط، الفطر.
- الحبوب: القمح، الشعير.
- البقوليات: العدس، الفاصولياء، الحمص.
- منتجات الألبان: الحليب، الزبادي، الجبن الطري (لارتفاع محتوى اللاكتوز).
- المحليات الصناعية: السوربيتول، المانيتول، زايليتول.
ما هي الأطعمة المسموحة عند اتباع الحمية قليلة الفودماب؟
- الفواكه: الموز، البرتقال، الفراولة، العنب.
- الخضروات: السبانخ، الكوسا، الفلفل الأحمر، الجزر.
- البروتينات: اللحوم، الأسماك، البيض.
- الحبوب: الشوفان، الأرز، الكينوا.
- منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز: الحليب والزبادي الخالي من اللاكتوز.
- المكسرات: اللوز، الجوز، بذور الشيا (بكميات محدودة).
ما هي الأعراض التي تشير إلى تناول الكثير من أطعمة الفودماب؟
يمكن يؤدي تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بـ FODMAP إلى مجموعة من الأعراض المزعجة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي أو حساسية تجاه هذه الكربوهيدرات، منها:
- الشعور بالامتلاء والتورم في البطن بعد تناول الطعام، والذي يمكن أن يكون مصحوبًا بالغازات.
- زيادة إنتاج الغازات في الأمعاء، مما يؤدي إلى الشعور بالضغط وعدم الراحة، وقد يترافق ذلك مع التجشؤ أو خروج الريح بشكل متكرر.
- الشعور بتقلصات أو آلام في البطن. يمكن أن يكون الألم مستمرًا أو يأتي على شكل نوبات متكررة.
- تناول كميات كبيرة من FODMAP قد يؤدي إلى تسريع حركة الأمعاء، مما ينتج عنه إسهال مائي.
- في بعض الحالات، قد يسبب تناول FODMAP الإمساك بدلاً من الإسهال، نتيجة لتحفيز حركة الأمعاء بشكل غير منتظم.
- بعض الأشخاص قد يشعرون بالغثيان بعد تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بـ FODMAP.
- الشعور بالإجهاد العام في الجهاز الهضمي، خاصة بعد تناول وجبات كبيرة أو غنية بـ FODMAP.
ما سبب ظهور أعراض متلازمة القولون العصبي عند تناول أطعمة الفودماب؟
قد تظهر أعراض متلازمة القولون العصبي (IBS) عند تناول الأطعمة الغنية بـ FODMAP بسبب خصائص هذه الكربوهيدرات وكيفية تعامل الجهاز الهضمي معها. ومن العوامل التي تساهم في ظهور هذه الأعراض ما يلي:
1. سوء امتصاص الكربوهيدرات
سوء امتصاص الكربوهيدرات الموجودة في الأطعمة الغنية بـ FODMAP في الأمعاء الدقيقة، وتمر هذه الكربوهيدرات إلى الأمعاء الغليظة دون هضم كامل.
2. تخمر الأطعمة غير المهضومة
عند وصول FODMAPs غير المهضومة إلى الأمعاء الغليظة، تقوم البكتيريا الموجودة هناك بتخميرها، مما يؤدي إلى إنتاج الغازات مثل الهيدروجين، الميثان، وثاني أكسيد الكربون. تراكم هذه الغازات يمكن أن يسبب الانتفاخ، الغازات، والتقلصات البطنية.
3. زيادة امتصاص الماء
زيادة امتصاص الماء في الأمعاء، حيث تعمل الأطعمة الغنية بالفودماب كمواد أسموزية، مما يعني أنها تسحب الماء إلى داخل الأمعاء، مما يؤدي إلى زيادة حركة الأمعاء وتسريعها، ويتسبب في الإصابة بالإسهال أو الإمساك.
4. حساسية الأمعاء
الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي عادةً ما يكون لديهم حساسية أعلى في أعصاب الجهاز الهضمي. نتيجة لذلك، أي تغير في حجم الغاز أو محتوى الماء في الأمعاء يمكن أن يؤدي إلى ألم وتقلصات.
5. اختلال التوازن البكتيري
في بعض الحالات، قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي اختلال في توازن البكتيريا الجيدة والسيئة في الأمعاء، مما يجعلهم أكثر عرضة للتفاعل مع الأطعمة الغنية بـ FODMAP.
هل تساعد الحمية قليلة الفودماب على علاج مشاكل صحية أخرى؟
تستخدم الحمية قليلة الفودماب (Low FODMAP Diet) بشكل أساسي كعلاج لمتلازمة القولون العصبي (IBS) وأعراض الجهاز الهضمي ذات الصلة، لكن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن هذه الحمية قد تكون مفيدة في حالات صحية أخرى، مثل:
التهاب الأمعاء
في بعض الحالات، قد تكون الحمية قليلة الفودماب مفيدة للأشخاص الذين يعانون من داء كرون أو التهاب القولون التقرحي، على الرغم من أن هذه الحالات تتطلب عادةً علاجات أكثر تحديدًا.
فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO)
يمكن أن تساعد الحمية في تقليل الأعراض المرتبطة بفرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، مثل الانتفاخ والغازات والإسهال، حيث تُعتبر FODMAP مصادر غذاء للبكتيريا.
عسر الهضم الوظيفي
قد يشعر بعض الأشخاص الذين يعانون من عسر الهضم الوظيفي بتحسن في أعراض مثل الانتفاخ والانزعاج البطني عند اتباع الحمية قليلة الفودماب.
متلازمة الأمعاء المتسربة (Leaky Gut Syndrome)
بالرغم من أن الأدلة ليست قوية، يُعتقد أن تقليل التهيج والالتهاب في الأمعاء عبر الحمية قليلة الفودماب قد يساعد في تحسين الأعراض المرتبطة بمتلازمة الأمعاء المتسربة.
الانتفاخ المزمن
حتى في الأشخاص الذين لا يعانون من القولون العصبي، يمكن أن تساعد الحمية قليلة الفودماب في تقليل الانتفاخ الناتج عن سوء هضم الكربوهيدرات والسكريات.
التوتر والقلق المرتبط بالجهاز الهضمي
بعض الدراسات تشير إلى أن تقليل الأعراض الهضمية من خلال الحمية قليلة الفودماب يمكن أن يخفف من التوتر والقلق المرتبطين بالجهاز الهضمي، نظرًا للتأثير الكبير الذي تلعبه صحة الأمعاء في الصحة العقلية.
الوقاية من تكرار أعراض التهاب القولون التقرحي
في بعض الحالات، قد تُستخدم الحمية كجزء من استراتيجية الوقاية من تكرار الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي.
هل الحمية قليلة الفودماب مناسبة للجميع؟
بالرغم من فوائدها المحتملة، ولكن يجب أن تُستخدم الحمية قليلة الفودماب بحذر ويفضل تحت إشراف طبي أو غذائي، خاصةً لأنها قد تكون مقيِّدة وتؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية إذا لم يتم إدارتها بشكل صحيح.
بالإضافة إلى دورها في علاج متلازمة القولون العصبي، قد تكون الحمية قليلة الفودماب مفيدة في إدارة مجموعة متنوعة من الاضطرابات الهضمية الأخرى وبعض المشاكل الصحية المرتبطة بالجهاز الهضمي. ومع ذلك، من المهم استشارة متخصص قبل البدء في هذه الحمية لضمان ملاءمتها للحالة الصحية الفردية.
وأخيرًا، تتطلب الحمية تخطيطًا وتحضيرًا دقيق لتجنب الأطعمة الغنية بـ FODMAP. لذا من المهم العمل مع أخصائي تغذية أو طبيب مختص لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية اللازمة خلال اتباع هذه الحمية.