أسرة ومجتمع

نصائح قبل العام الدراسي الجديد.. تكامل دور الأسرة والمعلمين والطلاب لبداية ناجحة

مع اقتراب انطلاق العام الدراسي الجديد خلال الأيام المقبلة، تتسارع الاستعدادات في المنازل والمدارس على حد سواء، في متكامل تتضافر فيه جهود أولياء الأمور والمعلمين والطلاب لضمان بداية موفقة، وتحقيق التوازن بين التعلم والراحة، وتحويل المدرسة إلى بيئة محفزة للنجاح والنمو الشخصي والسلام النفسي للطلاب.

نصائح الطلاب للعام الدراسي الجديد
وتعليقًا على ذلك؛ قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن العام الدراسي المقبل يأتي في أجواء مختلفة تمامًا عن الأعوام السابقة، حيث يواجه الطلاب آثار فترة ما بعد جائحة كورونا، وما صاحبها من عزلة طويلة داخل المنازل وشعور بالملل والضغط النفسي، وهو ما قد يؤثر على تكيفهم مع الجو المدرسي ويؤدي إلى مشكلات مثل التأخر الدراسي أو ضعف القدرة على الاندماج.

الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية
وأضاف استشاري الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لـ”مصر تايمز” أن هذه المرحلة تفرض على الأسر المصرية ضرورة التركيز على التهيئة النفسية لأبنائهم قبل العودة إلى مقاعد الدراسة، من خلال تنشيط دافعيتهم للتعلم، وإعادة تنظيم أوقات النوم والابتعاد عن السهر المفرط واستخدام الهواتف لساعات طويلة، حتى لا تتحول العودة إلى المدرسة إلى خبرة سلبية.

وأوضح أن من المهم أيضًا تهيئة الأبناء تعليميًا عبر مراجعة بعض المعلومات الأساسية في مواد مثل العربية والإنجليزية والرياضيات، إلى جانب تعريفهم بطبيعة الصفوف الجديدة ومتطلباتها والأنشطة المتاحة داخل المدرسة، بما يتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم.

وتابع هندي أن إشراك الأبناء في شراء الأدوات والزي المدرسي، والتحدث معهم بإيجابية عن الدراسة، يسهم في رفع روحهم المعنوية ويبدد المخاوف المرتبطة بالعام الجديد، محذرًا من تحويل المدرسة إلى مصدر للتوبيخ أو ربطها بالضغوط الاقتصادية داخل الأسرة.

ضرورة وجود لغة تواصل دائمة بين أولياء المدرسين
من جانبها قالت الدكتورة عبير عبدالله، الخبيرة التربوية الإجتماعية ، إن من أهم الاستعدادات للعام الدراسي الجديد هو تدريب الأبناء على النوم والاستيقاظ مبكرًا، خاصة بعد فترة الإجازة الصيفية التي اعتادوا خلالها على قدر كبير من الحرية، مؤكدة أن ضبط المواعيد يساعد الأسر على تجنب المشكلات في صباح كل يوم دراسي.

الدكتورة عبير عبدالله، الخبيرة التربوية الإجتماعية

وأضافت الخبيرة التربوية الإجتماعية ، في تصريحات لـ”مصر تايمز” أن هناك ضرورة لوجود لغة تواصل دائمة بين أولياء الأمور والأبناء والمعلمين، لمتابعة الحالة التعليمية والسلوكية والنفسية للطلاب من خلال إدارة المدرسة.

وأشارت إلى أن أهمية تهيئة الأبناء نفسيًا قبل بدء الدراسة، من خلال توعيتهم بالاهتمام بأدواتهم المدرسية، وكيفية تكوين صداقات جديدة مع زملائهم واختيار الصديق المناسب، وكذلك الالتزام بمواعيد الطابور والحصص داخل الفصل، موضحة أن الانطباع الأول يدوم، لذلك يجب أن يكون الطالب شخصية ملتزمة منذ اليوم الأول.

كما شددت على أهمية وضع خطة يومية لتنظيم الوقت بين المذاكرة والأنشطة والدروس والمشاوير، بحيث لا يضيع اليوم دون فائدة، إلى جانب الالتزام بمواعيد التدريبات الرياضية أو الفنية، والحفاظ على التغذية السليمة والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة بكثرة.

دور أولياء الأمور

يلعب أولياء الأمور دورًا أساسيًا في تهيئة أبنائهم نفسيًا وماديًا وصحيًا، فالتشجيع والطمأنينة يبددان قلق المراحل الانتقالية بين المراحل التعليمية، بينما يسهم تنظيم الوقت والعودة التدريجية لمواعيد النوم المبكر في تعزيز الاستعداد الذهني. كما يشمل دور الأسرة تجهيز الأدوات المدرسية ومكان مناسب للمذاكرة، إضافة إلى الاهتمام بالتغذية السليمة وإجراء الفحوص الطبية اللازمة.

التلاميذ
التلميذ هو القلب النابض للتعليم، واستعداده النفسي والذهني شرط رئيسي للنجاح، ويمكن للتلاميذ تعزيز جاهزيتهم عبر العودة إلى الروتين اليومي المنظم، مراجعة مواد العام السابق، وضع أهداف شخصية للتميز، وتنمية المهارات الحياتية مثل التواصل والتعاون وحل المشكلات.

المعلمون
ويستعد المعلمون عبر مراجعة المناهج ووضع خطط واضحة للأهداف التعليمية، إلى جانب إعداد وسائل وأنشطة تفاعلية. كما يعملون على تنويع استراتيجيات التدريس بدمج التكنولوجيا وتشجيع التفكير النقدي والإبداع، مع الحرص على التواصل المستمر مع الأسر ومتابعة تقدم الطلاب، فضلًا عن تطوير أنفسهم مهنيًا من خلال التدريب وتبادل الخبرات.

ويظل العام الدراسي الجديد محفوفًا بتحديات أبرزها الضغوط النفسية والقلق، ازدحام الواجبات الدراسية، وضعف الدافعية للتعلم، غير أن الحلول تكمن في التخطيط الجيد، إدارة الوقت، وتوفير بيئة تعليمية داعمة تربط بين المناهج وحياة الطلاب الواقعية.

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button