لا يختلف الوضع الذي يعيشه البشر الآن من عزلة اجتماعية وتباعد مكاني عن الظروف التي يعيشها رواد الفضاء أثناء قيامهم بأي مهمة، لعدة أسباب، لا أحد يعرف أو يفهم كيف يعيش رواد الفضاء في هذه العزلة خاصة وأنها جزء من وظيفتهم، يقضي رواد الفضاء المحاصرون في المركبة بالفضاء عدة أشهر مع القيام بنفس الشيء مرارًا وتكرارًا مع عدد قليل من رواد الفضاء الآخرين، على بعد الآلاف من الأميال من أقرب حديقة أو مركز تسوق أو محلات الوجبات السريعة.
التواصل المستمر مع الأحباء
قال رائد الفضاء المُخضرم لدى وكالة ناسا مايكل لوبيز أليجريا إن ما يعيشه رواد الفضاء لا يختلف كثيرًا عن العزلة الاجتماعية المفروضة على البشر الآن بسبب انتشار فيروس كورونا، إلا أن الاختلاف الوحيد يتمثل في أن البشر على سطح الأرض لا يرتدون بدلة الفضاء.
وأوضح أن رائد الفضاء يختبر نفس المشاعر التي يمر بها البشر الآن مثل الشعور بالوحدة وكذلك افتقاد المُحبين والتوق إليهم، ويقول إنه يحاول التغلب على هذه المشاعر بالتواصل مع أبنائه باستمرار. مشيرا إلى أن رواد الفضاء كان لديهم هاتف يستطيعون استخدامه للاتصال بأي شخص على الأرض، وفي أغلب الأوقات كانوا على تواصل مستمر مع فريق مراقبة المهمة في هيوستن.
التعامل مع أحلام اليقظة
ترواد أحلام اليقظة رواد الفضاء والتي تساعدهم في بعض الأحيان على التغلب على الشعور بالملل، يقول لوبيز أليجريا إنه بسبب احتجازهم طوال الوقت في مكان واحد، وعدم قيامهم بأي شيء جديد وتكرار نفس الأمور مرارًا وتكرارًا، يذهب رواد الفضاء بذهنهم إلى أماكن بعيدة، ويزورون مناطق مختلفة، ويقومون ببعض الأنشطة
كُن مُنشغلاً وضع جدولا زمنيا
يؤكد رائد الفضاء أهمية الانشغال بعمل هادف، حتى إذا كان يختلف كثيرًا عن عملك المعتاد، حسب رواد الفضاء فإن القدرة على العمل من المنزل هدية وفرصة لا تُتاح لكثيرين، ولكن العثور على عمل هادف ذي مغزى سيساعد على مرور الوقت سريعًا.
قبل انطلاق رواد الفضاء في مهمتهم يكون لديهم جدول زمني مُعد بحرفية ومليء بالأمور التي يستطيعون القيام بها وهم في الفضاء، وبالتالي تنقضي الأيام سريعًا ولا يشعرون بالعزلة الشديدة، فتمضي ستة أو تسعة أشهر بسرعة كبيرة.
يدعو رواد الفضاء المواطنين الذين يعيشون في عزلة اجتماعية حاليًا إلى التحدث مع أطفالهم طوال الوقت عن أحلامهم وطموحاتهم دائمًا، وتخصيص بعض الوقت لمساعدتهم على الانتهاء من واجباتهم المدرسية ومذاكرة دروسهم.
ممارسة التمارين الرياضية
من السهل تحفيز نفسك لممارسة التمارين الرياضية عندما تكون قدرتك على المشي بعد العودة إلى سطح الأرض على المحك، أحيانًا يكون لدى رواد الفضاء ساعتان فقط في اليوم لممارسة التمارين الرياضية، مع انشغال جداولهم ووجود الكثير من الأمور التي عليهم القيام بها وتنفيذها بينما يتواجدون في المحطة الفضائية.
وقد تكون ممارسة التمارين الرياضية على سطح الأرض أمرا أكثر سهولة، خاصة أنهم يستطيعون القيام بها بدون معدات ثقيلة أو ارتداء ملابس ثقيلة، يؤكد رواد الفضاء أن ممارسة التمارينات الرياضية أمر بالغ الأهمية، خاصة خلال فترات الأزمات، لاسيما وأنه يساعد على الشعور بالانطلاق الجسدي والنفسي، كذلك يخفف من الشعور بالضغط والتوتر، ويحسن الحالة المزاجية والنفسية
ابحث عن الهوايات الجديدة
مع إلغاء الأحداث والفعاليات الاجتماعية والعجز عن تنفيذ بعض الخطط، قد تجد لديك الكثير من وقت الفراغ الذي لا تعرف ماذا تفعل حياله، قد تحتاج إلى شيء ما مُفيد وذا مغزى يساعدك على ملء وقتك، وكذلك يُفيد صحتك العقلية والنفسية ويعزز من قدرتك على الإنتاج.
ينصح رواد الفضاء بالبحث عن هوايات جديدة، ويحثون على القراءة خاصة قراءة كتاب مُفيد لا يُثير أي مشاعر سيئة في النفس، ولكنه يثير التساؤلات ويحثك على البحث عن المزيد، بإمكانك العثور على الكثير من الكتب على المواقع الإلكترونية، وبإمكانك شراء ما تريد من على موقع أمازون.
وكذلك تستطيع تعلم العزف على الآلات الموسيقية، أو الالتحاق بالدورات التدريبية المُتاحة على مواقع الإنترنت، أو تعلم أساسيات اللغات الجديدة.