- سيد نفسه من لا سيد له
- نحن أحرار بمقدار ما يكون غيرنا أحرارا
- ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
- حيث تكون الحرية يكون الوطن
- ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
- إذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا لم تتكلم بها ملكتها
المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي
إن تبعات الموروث من اجتهادات بشرية اعتمدت على الروايات دون اعتبار للتشريع الإلهي في كتابه الكريم، القرآن الكريم، فيما يتعلق بالعلاقة الزوجية من عقد قران وطلاق.
واعتماد الموروث أمر مُسلّم به ومقدس عندما اتخذوا (الطلاق الشفهي) قرارًا يعتمد تنفيذه، ومن جرّاء ذلك حدث التفكك الأسري، ونتج عنه كوارث اجتماعية وضياع الأبناء وما يترتب عليه من أمراض نفسية تؤدي إلى خلل في السلوك الاجتماعي بل يتعدى ذلك إلى ارتكاب الجرائم المختلفة، وللأسف ما زالت تلك القواعد التي تتعارض مع تشريع القرآن الكريم وتتناقض معه جملةً وتفصيلًا.
وللنظر لتشريع القرآن العظيم الذي حرص على حماية العلاقة الزوجية والمحافظة على الأسرة كما يلي:
أولًا ـــ قوله تعالى:
«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا» (الطلاق: 1).
مما يعني إذا عزم الإنسان وعقد النية على الطلاق لا يتم الانفصال الكامل إلا بعد العدة، وهي أربعة شهور
وقوله تعالى: «وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (البقرة: 227).
مما يعني أن يتم الانفصال بالاتفاق بين الطرفين بنفوس راضية كل منهم مقتنع بالقرار الذي اتخذه، ومن هنا يضع الله القاعدة الذهبية كشرط أساسي لاستمرار العشرة أو الانفصال.
حيث يقول سبحانه: «الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ».. (البقرة: 229).
وأتساءل عما يلي:
هل التشريع الإلهي عندما وضع قاعدة (إمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسان) يعني أنه بمجرد أن يلفظ الرجل كلمة الطلاق يحدث الانفصال؟ أو أن ذلك يعني أن الانفصال يتم بالتفاهم واقتناع الطرفين بأن الفراق فيما بينهما يحقق مصلحتهما، كما يتم ترتيب أمور كل منهما من حيث رعاية الأطفال وتربيتهما دون اللجوء للمحاكم الشرعية، ومن حق كل منهما رؤية أبنائه والاطمئنان عليهم والاستمرار في تلبية احتياجاتهم بالمعروف والإحسان.
ذلك ما يريده الله لخلقه من خير وتسامح ومودة لينشأ الأبناء في ظل رعاية الطرفين، حتى في حالة الانفصال لبناء الشخصية الإسلامية السليمة بتربية صحية بخلق مجتمع التعاون والتكافل.
ثانيًا: أمر الله تعالى أن تكون المعاشرة بالمعروف وصية من الله للنساء ورحمة بهم حيث يقول سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» (النساء: 19).
ثالثًا: ما شرعه الله في كتابه الكريم بشأن الزواج والطلاق يستهدف حماية الأسرة لاستكمال مهمتها في بناء المجتمع، والمفروض ألّا يكون بالسهولة التي اعتمدتها المؤسسات الدينية على أساس الموروث، والتي ترتب عليها تشتيت الأسر وتشرد الأطفال، وأن أحكام الطلاق الذي يريده الله سبحانه صارمة تستهدف الحرص على استمرار الحياة الزوجية حفاظًا على الأسرة، إذًا من أين أتوا بتلك الفرية (الطلاق الشفهي) وما خلّفته من مآسٍ لمئات الآلاف من الأسر.
Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.