ميليشيا الحوثي تختطف قادة حليفها “مؤتمر صنعاء”.. فما دلالة التوقيت؟
اختطفت ميليشيا الحوثيين، أمس الأربعاء، قيادات سياسية بارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام “جناح صنعاء” المؤيد لها، لأسباب عزاها البعض لمنع أي احتجاجات مناهضة لها في ذكرى ثورة 1962.
وقالت مصادر يمنية لـ”إرم نيوز”، إن وحدة “أمن واستخبارات الشرطة” التابعة لميليشيا الحوثيين، اقتحمت منزل عضو اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام، الشيخ أمين راجح، بصنعاء، واختطفته مع ثلاثة آخرين كانوا في ضيافته بالمنزل.
وذكرت المصادر، أن المختطفين الآخرين، هم الدكتور سعيد الغليسي، عضو اللجنة الدائمة الآخر في الحزب، والشيخ علي ثابت حرمل، نجل أحد مناضلي الثورة اليمنية ضد الحكم الإمامي، إضافة إلى شخص رابع، في أثناء وجودهم في منزل الشيخ أمين راجح.
وأشارت المصادر إلى أن ميليشيا الحوثيين نقلت المختطفين جميعًا إلى معتقلات مجهولة في العاصمة اليمنية صنعاء، وسط تنديد واسع في مناطق سيطرة الحوثيين من “الانتهاكات الهادفة إلى إسكات الأصوات الحرة، وتكريس السيطرة بالقوة على المشهد السياسي”.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو للشيخ أمين راجح، في قاعة إحدى فعاليات “الحوثيين” بصنعاء، وهو يردد مع أشخاص آخرين هتاف: “بالروح بالدم نفديك يا يمن”، ردًا على هتافات الميليشيا التي تسمى بـ”الصرخة”.
ورجحت شخصيات سياسية أن عملية اختطاف القيادات بصنعاء، تأتي ضمن ممارسات ميليشيا الحوثيين الاستباقية لمنع أي مظاهر للاحتفال بالذكرى الـ62 لثورة الـ26 من سبتمبر/ أيلول، التي شهدتها اليمن عام 1962 ضد حكم الإمامة.
وتتخوف ميليشيا الحوثيين من تكرار احتفالات الثورة اليمنية التي تحوّلت في العام الماضي إلى احتجاجات مناهضة لها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في حين تستعد لإقامة احتفالات بالذكرى الـ10 لانقلابها على الحكومة الشرعية.
ومنذ مقتل الرئيس اليمني الراحل، علي عبد الله صالح، رئيس ومؤسس حزب المؤتمر الشعبي العام، شهدت العلاقة بين ميليشيا الحوثيين والحزب في صنعاء جولات عديدة من التوتر، كان آخرها العام الماضي، بعد تأييد رئيس الحزب، صادق أمين أبو راس، للغضب الشعبي المتصاعد إزاء انقطاع المرتبات وتردي الأوضاع، ما أدى لاحقا إلى إقالة “الحكومة” وإقصاء حزب المؤتمر من الشراكة الفعلية في الحكومة الجديدة المشكلة في أغسطس/ آب الماضي.