مياه درنة ملوثة.. ووزير يعد بحل بعد أسبوعين
وسط الخراب الذي حل بدرنة في الشرق الليبي، خسر سكان تلك المدينة كل شيء.
فعائلات بأكملها جرفت إلى البحر وابتلعتها مياه الفيضانات التي ملأت الأحياء في العاشر من الشهر الجاري جراء إعصار دانيال.
كما أن بيوت الآلاف من السكان أضحت ركاماً، وفوق هذا كله، لا يجد أهل المدينة ممن رفضوا مغادرتها ماء للشرب، إلا ما تحمله إليهم الصهاريح المعبأة من الخارج.
أما بعد أسبوعين، فيتوقع أن تلوح في الأفق عملية “تحلية مياه البحر”
فجميع مصادر المياه تلوثت بسبب وجود جثث متحللة بجانبها، فضلا عن اختلاطها بمياه الصرف الصحي.
إلا أن وزير البيئة في حكومة الوحدة الوطنية، إبراهيم العربي منير، تعهد بحل مشكلة تلوث المياة الجوفية قبل حلول منتصف شهر أكتوبر المقبل.
صهاريج للشرب
وأوضح أن جميع الآبار في درنة معطلة الآن بسبب التلوث الجرثومي، لافتا إلى أن المدينة تعتمد بالكامل حاليا على صهاريج المياه القادمة من خارجها، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.
إلا أنه شدد على أن “الوضع تحت السيطرة الكاملة، قائلا “منذ فترة طويلة لم نسجل أى حالات إصابة جديدة بأوبئة جراء تفشي التلوث الجرثومي في آبار المنطقة”.
كما أكد أنه تم تطعيم جميع العاملين في هيئات الإغاثة، وإسعاف كل من تضرروا من استخدام المياه قبل 10 أيام حيث سجلت 200 حالة إصابة في اليوم الرابع والخامس لغمر السيول لدرنة. ولم تسجل أي حالات إصابة جديدة منذ ذلك الحين، والوضع الآن مستقر، بفضل التزام الناس بتحذيراتنا”.
إلى ذلك، شدد على أن العمل على تنقية الآبار ليس أمرا مستحيلا وإنما سيحتاج وقتا طويلا جدا. وأضاف أن “هناك صعوبة في توفير المواد التى تحتاجها عملية المعالجة كالكلور وغيرها، كما أن بعض الآبار أصبحت خارج الخدمة بحكم أنها غُمرت بمياه السيول فأصبحت تحتاج إلى معالجة عميقة، فالأمر فى درنة لا يقتصر على مجرد ضخ مادة تقوم بتطهير الماء، لأن المضخات بعضها خارج الخدمة “.
رغم ذلك أعرب عن تفاؤله، وقال “أهم شيء بالنسبة لنا هو السيطرة على احتمال تفشي أي وباء نتيجة شرب الماء الملوث، وإلى هذه اللحظة نعتبر أنفسنا قد نجحنا في هذا الأمر، فالوضع إلى حد كبير تحت السيطرة. “.
تحلية البحر
إلى ذلك، أوضح أن “عملية معالجة مياة الآبار فى درنة ستبدأ خلال الأيام القليلة القادمة، وخلال الأسبوع القادم على الأكثر سيتم سحب مياه البحر الملوثة إلى محطة تحلية لتنقيتها وسيستغرق الأمر أسبوعين على الأقل”.
كما رأى أن “المشكلة في درنة هي أن الناس لا تعرف مصدر الماء الذي تشرب منه وبالتالي لا تعرف ما إذا كان ملوثا أم لا؟ والأفضل الابتعاد عن شرب الماء تماما في درنة من أي مصدر ما عدا مياه الصهاريج” وأضاف أن “هناك أسطول من الصهاريج يغذى درنة الآن”.
كذلك لفت إلى أن العبء الكبير يقع على عاتق شركة الصرف الصحي والموارد المائية لتصل بالمدينة إلى بر الآمان، وتوقع أنه خلال الأسبوعين القادمين ستتم معالجة هذا الأمر بالكامل.
المشكلة الأصعب
من ناحية أخرى قال وزير البيئة إن “تدمير شبكة الصرف الصحي هو المشكلة الأصعب وتحتاج إلى معالجة خاصة” مشيرا إلى أن شركة الصرف الصحي التابعة لوزارة الموارد المائية “تعمل الآن لحل المشكلة في وجود مراقبين من وزارة البيئة”.
وكانت الحكومة في طرابلس أعلنت رصد “تلوّث جرثومي” في جميع مصادر المياه الجوفية ومياه البحر بمدينة درنة، نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي وتحلّل الجثث، وذلك عقب السيول المدمرة التي ضربت المدينة وأودت بحياة الآلاف في العاشر من سبتمبر الجاري.