مولد الإمام علي زين العابدين 2025..الصوفية تحتفل بالليلة الختامية لـ “السجاد”

تحتفل الطرق الصوفية اليوم السبت المقبل 20 ديسمبر بالليلة الختامية لذكرى مولد الإمام علي زين العابدين بن الحسين، المعروف بـ”علي السجاد”، رابع أئمة أهل البيت عليهم السلام، والذي اشتهر بزهده وورعه وعلمه العميق وتفانيه في العبادة والدعوة إلى الله.
مولده ونسبه الشريف
وُلد الإمام علي زين العابدين في المدينة المنورة عام 38 هـ، بعد واقعة كربلاء الشهيرة بخمس سنوات. وهو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، حفيد الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ، مما يجعله من أطهر السلالة وأنقاها.
فضائله
عرف الإمام زين العابدين بالتقوى والورع، وكان مثالاً للعبادة الخفية والدعاء الدائم. اشتهر بكتاب الدعاء المعروف بـ “الصحيفة السجادية”، والذي يحتوي على مجموعة من الأدعية التي تحمل مضامين أخلاقية وروحية عالية، ويُعد مرجعًا مهمًا للعلماء والعباد على حد سواء.
بعد استشهاد والده الإمام الحسين في كربلاء سنة 61 هـ، عانى الإمام علي زين العابدين من محنة السبي والاعتقال في الكوفة والشام، لكنه صمد بالحكمة والصبر، محافظًا على دينه وتعاليم أسرته الطاهرة, وعرف بقدرته على تحويل المحن إلى دروس تعليمية وروحية للمسلمين، مؤكدا أن الصبر والثبات في مواجهة الظلم هما أعظم القيم التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان.
الأخلاق والقيم الإنسانية
كان الإمام علي زين العابدين عالما فقيهًا وعابدا، دعا إلى الأخلاق والقيم الإنسانية، وحرص على تعليم الناس أحكام الدين بالرفق واللين، بعيدًا عن العنف أو الجبر، مستفيدًا من تجاربه في كربلاء وما بعدها.
كما تميز بالعمل الاجتماعي والخيري، وكان يسعى دائمًا إلى نصرة المظلومين والضعفاء، مؤكدًا على قيم العدل والرحمة. لقد ترك الإمام أثرًا عميقًا في مجتمعه من خلال خطبه ومواعظه، حيث كان يشجع على التواضع، ورعاية المحتاجين، ونشر القيم الروحية العالية بين الناس، ليكون قدوة للأجيال في كيفية مواجهة التحديات بالحكمة والإيمان الراسخ.
ذكرى مولده والاحتفال
وتحتفل الطرق الصوفية بذكرى مولده في ليلة ميمونة، حيث تُقام الليلة الختامية للفعاليات الاحتفالية اليوم السبت 20 ديسمبر 2025، ويتخلل الاحتفال أمسيات دينية، وتلاوة أدعية الصحيفة السجادية، وشرح سيرته العطرة لتجسيد قيم الصبر والزهد والورع التي عاشها الإمام. كما تشمل الاحتفالات برامج تثقيفية تهدف إلى تعريف الشباب بالرسائل الأخلاقية والروحية التي حملها الإمام، لتكون ذكرى ميلاده مناسبة للتجديد الروحي والتأمل في سيرة أهل البيت عليهم السلام.



