توب ستوريشئون عربية ودولية

مهاجرون يعبرون “طريق الموت” بين المكسيك وأمريكا

يتدفق يوميًّا آلاف المهاجرين من مختلف الجنسيات اللاتينية عبر مسلك الهجرة الخطير المنطلق من المكسيك نحو الولايات المتحدة الأمريكية، في رحلة محفوفة بالمخاطر، وهو ما يكلف البلدين خسائر اقتصادية فادحة.

حركة تدفق هؤلاء اللاجئين تتحكم فيها عدة أسباب، فإضافة إلى كون أمريكا بلد “عظيم به فرص لخلق حياة جديدة” بحسب منظور المهاجرين، يهاجر الآلاف يوميًّا لهذا البلد بسبب “عنف العصابات وعدم الاستقرار والفقر في بلدانهم” وفق تقارير الأمم المتحدة.


مهاجرة لاتينية بين حدود الولايات المتحدة والمكسيك
مهاجرة لاتينية بين حدود الولايات المتحدة والمكسيكرويترز

ويدرج مراقبون ومنظمات أممية التغير المناخي كأحد أسباب هذه الهجرة التي ارتفعت وتيرتها مؤخرًا، وتشمل النساء والأطفال.

يقول مدير اليونيسف لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، غاري كونيل، “إن عنف العصابات وعدم الاستقرار والفقر والأحداث المرتبطة بالمناخ تسيطر على المنطقة بمعدل ينذر بالخطر، مما يدفع المزيد من الأطفال إلى مغادرة منازلهم”.

ويلقى الكثير من المهاجرين الراغبين في الوصول إلى الأراضي الأمريكية حتفهم على المسلك اللاتيني الممتد من المكسيك إلى أمريكا.

ففي بداية أكتوبر الجاري لقيت 10 مهاجرات كوبيات حتفهن، بينهن قاصرات، وجرح 25 آخرون حين انقلبت شاحنة كانت تقلهم بطريقة غير قانونية جنوب المكسيك.

ويواجه المهاجرون اللاتينيون من فنزويلا وكولومبيا وبنما وغيرها، ظروف سفر غاية في الصعوبة يواجهون خلالها تحديات كبيرة.

ويضطر هؤلاء المهاجرون للمشي ساعات وسط الأحراش، وعبور وديان وأنهار، ويتسلقون مرتفعات خطرة، علاوة على الملاحقة الأمنية المشددة من قبل قوات أمن البلدان التي يعبرونها.

ورغم كل هذه المخاطر إلا أن نسبة المهاجرين في المسلك المذكور ما زالت في تزايد، فحوالي 10 آلاف مهاجر يتوجهون يوميًّا إلى حدود الولايات المتحدة، وفق ما أعلنه الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قبل أيام.

مهاجرون يعبرون نهر ريو برافو بداية شهر أكتوبر
مهاجرون يعبرون نهر ريو برافو بداية شهر أكتوبررويترز
مهاجرون ينتظرون الحافلة في محطة الحافلات بمدينة خوتشيتان في ولاية أواكساكا المكسيكية
مهاجرون ينتظرون الحافلة في محطة الحافلات بمدينة خوتشيتان في ولاية أواكساكا المكسيكيةأ ف ب

1.2 مليار دولار خسائر اقتصادية

ونقلت صحيفة الباييس الإسبانية في نسختها المكسيكية في تحقيق لها، أن هذه “الزيادة في أعداد المهاجرين الذين يحاولون العبور من المكسيك إلى الولايات المتحدة تؤثر بشكل سلبي على تدفق التجارة الثنائية”.

واضطرت شركات السكك الحديدية إلى وقف خطوطها لمنع المزيد من المهاجرين من ركوب السيارات، في حين اختارت السلطات إغلاق الجمارك في “تشيهواهوا” المكسيسكية.

وقد قدرت السلطات آثار أزمة الهجرة الأخيرة التي استمرت لأكثر من أسبوع بأكثر من 1.2 مليار دولار.

ونقلت صحيفة “دياريو لاس أمريكاس” الأمريكية الناطقة بالإسبانية في مقال حول الفوضى والتكلفة المرتفعة للهجرة إلى أمريكا، أنه في ظل حكومة جو بايدن، دخل أمريكا نحو 8 ملايين مهاجر، وهو رقم قياسي في أقل من 3 سنوات.

ويمثل هذا الرقم أكبر أزمة هجرة في تاريخ البلاد، رقم يمكن تفسيره بمخاوف الشعوب اللاتينية من عودة ترامب وتشديد إجراءات منع دخولهم لأرض أحلامهم.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button