يطلق مفهوم العبودية لغةً على التذلل والخضوع والانقياد، فالإنسان على سبيل المثال عندما يكون خاضعاً لغيره، ممتثلاً لأوامره ونواهيه، راهناً نفسه لإرادته ومشيئته، لا يتحرك إلّا بإذنه، ولا يهتدي إلّا بتوجيهه، فإنه في تلك الحالة يكون عبداً لهذا الإنسان.
مفهوم العبودية قبل الإسلام
ظهر مفهوم العبودية قبل الإسلام وفي عصور الظلام عندما كان الناس يساقون إلى العبودية، بحيث تُرتهن إرادتهم، وتُعتقل حريتهم، ويُصادر اختيارهم، لتحقيق مصالح مادية آنية لأشخاص ملأ الطمع والجشع قلوبهم، وأعمى أبصارهم، وقد كان هذا الأمر شائعا عبر العصور، ولم يقتصر الأمر علي الإنسان فقط بل كان الإنسان القديم في مصر القديمة وفي الحضارة الآشورية والإغريقية والفينيقية لا يكتفي بأن يكون عبدا للإنسان فقط بل كان عبدا للجمادات والمعبودات والأمثلة علي ذلك كثيرة وما تعرضه السنما العالمية عن هذه الحضارات من افلام رغم ما فيه من خيالات فإنه ينبئ بشيء من هذا القبيل والأمثلة كثيرة ومعروفةفقد كان الإنسان عبدا للحيوانات والجمادات وللكثير من المخلوقات.
مفهوم العبودية في الإسلام
أمّا مفهوم العبودية في الإسلام فينحصر في العبودية لله تعالى فهو بلا شكّ مفهومٌ سامٍ يختلف عن عبودية البشر للبشر، فهذه العبودية هي عبودية العبد المخلوق لربه الخالق، حيث يكون التذلل والخضوع والانقياد لله تعالى، ومن مظاهر تلك العبودية في حياة المسلم وعقيدته: أن يؤمن العبد بربه خالقاً ومدبراً، ورازقاً ومسيراً لأمور الكون والحياة، وأن لا يشرك في إيمانه هذا نداً من الأنداد، أو مخلوقاً من المخلوقات. أن يكون العبد منقادا لله تعالى، فالله سبحانه وتعالى قد وضع الشرائع التي تتضمن الأوامر والنواهي التي لا بدّ للمسلم حتّى يكون عبداً صادقاً لله تعالى أن يستجيب لها وينقاد، فإذا أمر الله أمرا استجاب له، وإذا نهى عن شيءٍ انتهى عنه، وفي ذلك تحقيقٌ للعبودية الصادقة لله تعالى. أن يكون الله تعالى هو المقصد والغاية والملجأ، فالعبد لا يدعو إلّا ربه، ولا يناجي إلّا إياه، ولا يستعين إلّا به، ولا يتوكل إلّا عليه، ولا يستغيث إلّا به، ولا يحمد سواه، فهو وحده ملجأ العباد المستحق لذلك كله. ومن تعريف مفهوم العبودية في الإسلام ندرك أنّ الإسلام جاء لتحرير الإنسان من عبودية البشر، والمال، والسلطان.