مفكر عربي يوجه رسالة إلى الرئيس الفرنسي «ماكرون»
علي الشرفاء: لا بد من التفريق بين رسالة الإسلام وبين من ينتمون لدين الإسلام
سيادة الرئيس «ماكرون» الموقر، رئيس الجمهورية الفرنسية..
السلام عليكم ورحمته وبركاته… وبعد
إن ما جاء في تصريحاتكم الأخيرة (بشأن الإسلام دين عنصري وداعم للإرهاب)، وأنه يوجد على الساحة الدينية (إسلاميون أحدهم معتدل والثاني منعزل)، أمر يدعو للاستغراب والدهشة، مما يدل على سوء فهم لرسالة الإسلام التي تدعو للرحمة والعدل والحرية والسلام وتحريم قتل الإنسان واحترام حقه في الحياة والعمل والعيش الكريم ووحدة الخلق، كما قال الكتاب المقدس القرآن الكريم:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ» (الحجرات : 13).
وقال سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» (النساء : 1).
يوجه الله خطابه للناس جميعًا ويبين لهم أنهم إخوة في الخلق والإنسانية لأنهم خُلقوا من نفس واحدة فلا ميزة لإنسان على غيره إلا بتقوى الله والعمل الصالح وما يقدمه من خير للإنسانية ويتعامل بالرحمة والعدل مع الناس دون تفرقة، وينشر السلام والإحسان في المجتمع الذي يعيش فيه.
والله يدعو الناس جميعًا بقوله: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» (المائدة : 2)
فلا يوجد (إسلامان)، ولم يبعث الله رسولين يدعوان لدين الإسلام، وإنما أرسل رسولًا واحدًا، محمد عليه السلام، يحمل القرآن خطاب الله للناس ليبلغه للإنسانية جمعاء.
سيادة الرئيس
إن المبادئ الأساسية لرسالة الإسلام تتمثل في خطاب الله للناس جميعًا، والإسلام تشريع إلهي للإنسان يبين له الطريق الآمن لحياته وليضبط تصرفاته ويضع له حدودًا لغاياته كي لا تصبح الغاية تبرر الوسيلة، مما يتيح للنفس الطموحة تجاوز كل الخطوط الحمراء التي تهدد الأمن في المجتمع الإنساني في كل مكان، داعيًا الناس جميعًا في تحقيق الأمن والاستقرار والتعاون في كل ما يحقق للإنسان العيش الكريم ويؤمن له الاستقرار والسلام في حياة حرة يسودها التكاتف والتشاور لبناء المجتمعات المتقدمة في كل مجالات الحياة، وما يتحقق من الإنجازات لمصلحة الإنسان ومنفعته، كما يلي:
- أولًا: وحدة الرسالة- التي يدعو لها القرآن الكريم- أن كل الرسالات التي كلَّف الله بها كل الأنبياء من النبي نوح ومن جاء بعده من الرسل والأنبياء أن يؤمن بها الناس جميعًا حتى آخر الرسالات التي كلف الله بها محمدًا رسول الله وخاتم الأنبياء، كما قال سبحانه فى الكتاب المقدس القرآن الحكيم يأمر عباده:
«قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» (البقرة : 136)
وقال سبحانه يبلغ الناس بأن الرسول محمد عليه السلام أنه: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» (البقرة : 285)
فعلى كل مسلم اتّباعه والإيمان بكل الرسل والكتب المقدسة وجميع الأنبياء، ذلك حكم إلهي يلتزم به كل من يرغب في الانتماء للدين الإسلامي.
- ثانيًا: وضع الله سبحانه في القرآن الكريم قواعد لحرية الإنسان في حقه لاختيار العقيدة التي يقتنع بها ويؤمن أنها تتفق مع قناعته وتحقق له السلام في نفسه، حيث يقول الله سبحانه: «وَقُلِ الحَقُّ مِن رَبِّكُم فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَمَن شاءَ فَليَكفُر» (الكهف : 29)
وقال الله أيضًا مخاطبًا رسوله عليه السلام يبين له مشيئة الله وقدرته أن يجعل الناس جميعًا مؤمنين، ولكن اقتضت حكمته أن يكونوا مختلفين بما منحهم الله حرية الاختيار في اتباع أسلوب الحياة التي يرون فيها سعادتهم والعقيدة التي تتفق وقناعاتهم.
ولذلك يخاطب الله الرسول يبين له تلك الحقيقة بقوله: «وَلَو شاءَ اللَّـهُ ما أَشرَكوا وَما جَعَلناكَ عَلَيهِم حَفيظًا وَما أَنتَ عَلَيهِم بِوَكيلٍ» (الأنعام : 107)،
موضحًا سبحانه لرسوله بأنه لم يعينه وكيلًا عنه في الدنيا على الناس، إنما مهمته محددة في التكليف الإلهي للرسول بأن يبلّغ الناس رسالة الإسلام بالحسنى والحكمة، ولا يتخذ أي موقف سلبي من كل إنسان يرفض دعوته، بل يدعو له بالهداية والتوفيق لاختيار الطريق الذي يحقق له ما يتمناه في حياته، كل إنسان يتحمل مسؤولية قراره دون إكراه أو تهديد، بل يحل الحوار الصادق والكلمة الطيبة التي تفتح القلوب بدلًا من خطاب الوعيد وخطاب الكراهية.
كما أمره الله سبحانه: «ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ» (النحل : 125)
كما خاطب الرسول محمد عليه السلام في خطاب التكليف الذي أمره بأن يبلغه للناس جميعًا وأنه ليس وكيلًا على الناس بل عليه تبليغ رسالته لعباده بالحكمة والموعظة الحسنة، وللناس حق الاختيار في اتّباع دعوة الله لهم بالدخول في دين الإسلام ليهديهم طريق الحق والخير والسلام في الدنيا لما يحقق لهم الأمن والاستقرار والحياة الكريمة، لا ظلم فيها ولا اعتداء الناس على غيرهم، بل رسالة تدعو الجميع للخير والسلام ولكل ما ينفعهم وكل ما يجنبهم الضرر والضنك وحياة البؤس وعدم نشر خطاب الكراهية بينهم لإعلاء قيم المحبة والتعاون والتكافل في كل المجتمعات الإنسانية وفي كل مكان.
- ثالثًا: يخاطب الله سبحانه رسوله عليه السلام موضحًا مسؤوليته لدعوة الناس للإسلام بقوله: «وَإِن ما نُرِيَنَّكَ بَعضَ الَّذي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيكَ البَلاغُ وَعَلَينَا الحِسابُ» (الرعد :40)،
وبهذه القاعدة يحدد الله مسؤولية الرسول بتبليغ الناس برسالته ويحتفظ الله لنفسه بحق الحساب ولم يمنح سبحانه رسولًا أو نبيًا حق محاسبة الناس على دياناتهم أو يكون رقيبًا على عباداتهم وعقائدهم، حيث يقرر الله سبحانه ذلك بقوله:
«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّـهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» (الحج : 17)،
ولم يعين الله وصيًا أو وكيلًا ينوب عنه في الحياة الدنيا لمحاسبة الناس على دياناتهم وممارسة طقوسهم العبادية فلهم كل الحرية في الاختيار والأنبياء والرسل مسؤليتهم تبليغ الناس بالخطاب الإلهي دون إكراه أو تهديد.
- رابعًا: قال الله سبحانه: ›وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّـهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّـهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» (القصص : 77).
إن هذه الآية ترسم خارطة واضحة لحياة الإنسان وكيف يسطيع أن ينعم بحياة طيبة والعمل الصالح ليوم يحاسب على تصرفاته في الآخرة عند الحساب، كما تبين له أسلوب التعامل مع الناس بالإحسان وتحذره من كل أنواع الفساد التي تضره وتضر المجتمع الذي يعيشه، ليظل الانسان يعيش فى أمن وسلام دون خوف من فقر أو من اعتداء عليه أو ظلم بل تعاون وتعمير وتقدم وتطوير لتحقيق حياة أفضل للإنسان.
وكنت أتمنى أن تكون دعوتكم للمفكرين والمثقفين في دولتكم التي كانت سبّاقة في رفع راية الحرية والدعوة لاحترام حقوق الإنسان في القرن الثامن عشر، وما أعلنته الثورة الفرنسية من مبادئ الحرية والديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها لكي يبحثوا عن حقيقة رسالة الإسلام من خلال الخطاب الإلهي للناس- القرآن الكريم- والمرجعية الوحيدة لرسالة الإسلام كتاب الله الحكيم بكل التجرُّد والحياد من أجل إظهار الحق الذي طمسته الأفكار الشريرة أعداء الحياة والحرية.
وليس ما وصل إليه المستشرقون من قناعات لا تتفق مع حقيقة رسالة الإسلام من خلال الخطاب الديني الذي اعتمد على روايات مزورة ومشبوهة نُسبت للرسول عليه السلام الذي تصدَّر المشهد الإسلامي منذ أربعة عشر قرنًا، ومفاهيم بشرية قصُر إدراكها عن معرفة أهداف الإسلام ومقاصد آيات القرآن الكريم لخير البشرية جمعاء.
وكان ذلك الفكر المتجني على رسالة الإسلام السبب الأساسي في انتشار دعاوى التطرف والإرهاب لدى المجتمعات الإنسانية، لأن التطرف والتكفير ليس محصورًا من قِبل فئة ضالة من المسلمين، إنما هو فكر مريض أصاب كثير من الشعوب ويدفع ثمنه الأبرياء.
وعلى العالم المتحضر التعاون والتنسيق مع جميع أهل الأديان لوضع خطة لمحاربة هذا المرض الفتّاك ونشر المحبة والسلام والرحمة الذي يدعو لها القرآن الكريم ورسالته المكملة لكل الكتب المقدسة التي حملها جميع الرسل والأنبياء منذ أول الخلق حتى الرسالة الخاتمة التي أتمها الله برسوله الأمين وخاتم الأنبياء أجمعين محمد ابن عبد الله عليه السلام وعلى بقية الانبياء والرسل المبعوثين.
إنني أتفق معكم بما قام به بعض من أبناء المسلمين من مختلف الجنسيات وما ارتكبوه من جرائم قد خلق صورة ذهنية مشوهة عن رسالة الإسلام في عقول الناس، وتراكمت صور تدعو للاشمئزاز والقلق لأناس فقدوا ضمائرهم وتم توظيفهم في خدمة بعض أجهزة المخابرات الدولية، حيث تولت تدريبهم وغرست في عقولهم روايات مزورة وأساطير مفبركة ألَّفها بعض المدعين بالعلوم الإسلامية والشرعية التي لا تمُت بصِلة لكتاب الله الحكيم- القرآن الكريم- من أجل خلق الفزع والخوف وارتكاب الجرائم في الدول العربية لإسقاط الأنطمة فيها، لخدمة القوى الشريرة التى تسعى للتخريب ودعم الإرهاب وتحقيق مصالح بعض الدول لاستغلال الثروات العربية،.
بينما الإسلام يدعو الناس للرحمة والمحبة والعدل والسلام والتقارب بين جميع شعوب العالم، حين تضمَّن القرآن الكريم أسمى قيم الأخلاق والفضائل لو اتبعها الناس لتكونت مجتمعات المدينة الفاضلة في جميع أقطار العالم ولتحقق لهم الأمن والاستقرار والتطور.
وليس من العدل إلصاق تُهم الإرهاب والجرائم التي يقوم بها بعض المارقين عن رسالة الإسلام باسم الإسلام. ولا بد من التفريق بين رسالة الإسلام وبين من ينتمون لدين الإسلام، ولا يتحمل الإسلام مسؤولية تصرفات الذين يدعون باسمه وأن ما يقومون به من الجرائم والعدوان على الناس أمر يحرّمه الإسلام ويرفضه على الإطلاق .
بل تلك الأفعال يأمر الله القائمين على حكم الناس ورعاية شؤونهم اتخاذ أشد العقاب ضد الذين يعتدون على الناس بكل الوسائل المختلفة، والله سبحانه يصف المفسدين في الأرض بقوله: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّـهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) (البقرة)،
ذلك الوعيد من الله ينذر الإرهابيين والمفسدين في الأرض فكيف تلصق جريمة الإرهاب بالإسلام وتتحمل رسالة الإسلام ما يلقنه الفكر الديني المعتمد على شيوخ الدين والمفسريين الذين شوهوا حقيقة رسالة الإسلام وقيمها الإنسانية النبيلة.
إن رسالة الإسلام تدعو للعمل وتدعو للتفكر والعلم للبحث العلمي والاكتشافات التي تساعد الإنسانية في استخراج كنوز الأرض لتكون في خدمة الإنسان يتحقق بها العيش الكريم لكل أسرة والأمان في المجتمع ونشر التسامح والمودة دون تفرقة في الدين واللون والهويّة والكل متساوون أمام العدالة.
وقد تسبب من كان خلف كل المنظمات الإرهابية ومن مولهم ومن غرس في عقولهم الفكر الإرهابي المعتمد على الفكر الديني المعتمد على الروايات المنسوبة ظلمًا وبهتانًا لرسول الإسلام كذبًا وافتراءً؛ مما نتج عنه تشويه مقصود ظالم لرسالة الإسلام، رسالة الرحمة والعدل والحرية والسلام.
لذا يسعدني أن أقدم لكم كتابًا باسم (رسالة الإسلام) يصحح المفاهيم السيئة والتشويه المتعمد للإساءة لرسالة الإسلام لخلق فتنة بين الشعوب في الوقت نقرأ قوله سبحانه في كتابه الكريم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (الحجرات: 13)
يؤكد حقيقة أبدية بأنّ الله خلق الناس جميعًا متساوين في الحقوق في الحياة الدنيا وفي الآخرة كلٌ بعمله.
كما يؤكد القرآن بأن المسلم يشترط عليه أن يؤمن بكل الكتب والأنبياء من قبل محمد حيث يقول الله سبحانه: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» (البقرة: 285)
وأن القرآن الكتاب المقدس الذي أنزله الله على رسوله الأمين يدعو للحرية المطلقة لكل إنسان في اختيار عقيدته ودينه دون إكراه لأن علاقة العبادة محصورة بين الله وعبده ولم يعطِ الله حق الوصاية على عقائد الناس وعبادتهم لأحد من خلقه حيث يؤكده قوله سبحانه: «لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ…» ( 256)
وقوله تعالى: «قُل يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَكُمُ الحَقُّ مِن رَبِّكُم فَمَنِ اهتَدى فَإِنَّما يَهتَدي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيها وَما أَنا عَلَيكُم بِوَكيلٍ» (يونس: 108).
أرجو أن تتقبل تحياتي وسلامي وتمنياتي لك بالتوفيق
علي محمد الشرفاء الحمادي
مدير ديوان الرئاسة السابق
الإمارات العربية المتحدة