مع تفاقم الصراع في السودان.. دعوات لإنقاذ “الجنينة”
دعت قوات الدعم السريع السودانية، اليوم الأربعاء، إلى تشكيل لجنة عاجلة من جميع الأطراف القبلية المتقاتلة في مدينة الجنينة، للتواصل والتنسيق معها من جهة والجيش من جهة أخرى، لأجل تهدئة الأوضاع الملتهبة في المدينة.
ودعت كذلك إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء الأزمة وكشف المتورطين فيها.
وانزلقت مدينة الجنينة بإقليم دارفور غربي السودان، إلى هاوية الحرب العرقية بين القبائل العربية وقبيلة المساليت، مما خلف أوضاعا انسانية كارثية، حسب سكان المدينة.
ومنذ 19 أيار/مايو الماضي، تعيش المدينة في عزلة عن العالم بعد انقطاع خدمة الاتصالات والإنترنت عنها، بسبب القصف المدفعي، بينما استباحت المليشيات المسلحة المدينة، مخلفة ما يشبه “الابادة الجماعية”، على نحو ما أفاد ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي.
واتهمت قوات الدعم السريع، الأربعاء، عناصر نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، بالتورط في إشعال الحرب العرقية في الجنينة.
ودعت مواطني إقليم دارفور كافة بمختلف مكوناتهم بعدم الاستجابة لمخططات “الفلول”، والتصدي لكل خطابات الكراهية والفتنة بين أهل الإقليم.
وقالت في بيان، إن “ما يحدث في غرب دارفور من قتال قبلي يجب أن يتوقف فورا حقنا للدماء ودرءا للفتنة التي أشعلتها أذرع النظام البائد المتطرفة”.
وأكد البيان أن “الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب القبلية بالجنينة تتطلب تضافر الجهود المحلية والاقليمية والدولية من أجل رفع المعاناة الانسانية عن المواطنين والعمل على حقن الدماء بين أبناء الوطن الواحد”.
ودعا إلى “تشكيل لجنة عاجلة من جميع الأطراف القبلية المتقاتلة والمجتمعات الأخرى، للتواصل والتنسيق مع قوات الدعم السريع والجيش، من أجل تهدئة الأوضاع والمساعدة في توصيل المساعدات الانسانية للمدنيين”.
وشدد البيان، على “موقف قوات الدعم السريع الثابت من الأزمة في غرب دارفور، وهو الالتزام بمبدأ الحياد، ولذلك كانت التوجيهات الصارمة من القيادة لقواتنا بغرب دافور هي عدم التدخل بأي شكل من الأشكال والبقاء في أماكن سيطرتها وهو ما تم بالفعل خلال الأزمة الراهنة”.
واتهم من وصفهم بـ”أذرع النظام البائد داخل القوات المسلحة بتوزيع أزياء الدعم السريع على عناصرهم، من أجل تأجيج المعارك”، وفق نص البيان.
وضع كارثي
من جهتها، قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، اليوم الأربعاء، إن “مدينة الجنينة في وضع كارثي والأسوأ على الإطلاق، وقد تعذر تماماً حصر الضحايا في المدينة، حيث أن جميع مستشفيات الجنينة خارج الخدمة والمدينة محاصرة والاتصالات منقطعة عن المدينة”.
وكثف ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، الدعوات لإنقاذ مدينة الجنينة المنكوبة، والتي تتعرض لهجمات يومية من قبل مليشيات مسلحة، وسط انعدام مقومات الحياة، فمن لم يمت بالرصاص مات بالجوع والعطش، حسب قولهم.