مستويات الكورتيزول لدى الأمهات الجدد تؤثر في سلوكيات التربية
وجدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة “سايكونيورو إندوكرينولوجي” أن إجهاد الأمهات ومستويات الكورتيزول ونشاط الدماغ وسلوكات الأبوة والأمومة مترابطة، إذ تأثرت مستويات الكورتيزول المرتفعة في السلوكات التطفلية لدى الأمهات الجدد في أثناء التفاعل مع أطفالهن الرضع.
ويرافق ارتفاع مستويات الكورتيزول مع انخفاض نشاط الدماغ في المناطق المعنية بالتنظيم العاطفي والمعالجة السمعية عندما سمعت الأمهات بكاء أطفالهن.
وشملت الدراسة 59 أمًّا لأول مرة مع أطفال رضع تتراوح أعمارهم بين 3 و4 أشهر، إذ أُجريت جلسات منزلية ومختبرية لتقييم مستويات الكورتيزول والسلوك في أثناء تفاعلهن مع الرضع واستجابات الدماغ لبكاء الرضع.
وتبين أن الأمهات اللاتي لديهن مستويات أعلى من الكورتيزول أظهرن سلوكات أكثر تطفلًا وتحكمًا في التفاعلات وتدخلًا في إشارات أطفالهن الرضع، بالإضافة إلى ذلك ارتبطت مستويات الكورتيزول المرتفعة بانخفاض التنشيط في مناطق الدماغ المشاركة في التخطيط الحركي والمعالجة السمعية والتنظيم العاطفي عندما استمعت الأمهات إلى بكاء أطفالهن.
وكشفت الدراسة أن التفاعل بين الكورتيزول ودماغ الأمهات حدث في المقام الأول في المناطق المشاركة في التخطيط الحركي والمعالجة السمعية، وليس في تنظيم العواطف.
ولوحظ وجود تفاعل ثلاثي في منطقة ما قبل النخاع، ما يشير إلى أن الأمهات اللاتي لديهن مستويات أعلى من الكورتيزول أظهرن تنشيطًا أقل استجابة لبكاء أطفالهن، الأمر الذي يشير إلى أن الإجهاد قد يؤثر في قدرة الأم على التفاعل العاطفي مع استغاثة طفلها، ما يؤدي إلى سلوك أكثر تطفلًا.
وبينما تسلط النتائج الضوء على كيفية تأثير هرمونات التوتر مثل الكورتيزول على سلوكات الأمهات في تقديم الرعاية، فإن تصميم الدراسة المستعرض يحد من القدرة على تحديد العلاقات السببية، لذا فإن من الضروري تجنب المبالغة في تعميم النتائج والاعتراف بتعقيد النظم البيولوجية الكامنة وراء السلوك.