محمد رسول الله.. بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء
مفهوم الرسل باللغة العربية وجميع اللغات في العالم أن إنسان تم تكليفه بحمل رسالة من المرسل إلى مرسل إليه ولا يحق لحامل الرسالة أن يضيف عليها حرفا أو ينقص منها كلمة، وتلك كانت مهمة الرسول بما كلفه الله من حمل رسالته وهي آيات القرآن الكريم ليبلغها للناس وقد ذكر القرآن في عدة آيات مهمة الرسول عليه السلام بكل التحديد والوضوح لا يستطيع أن يستوعبها أو يقرؤها إلا الأعمى والذين في قلوبهم مرض ونراجع الآيات التي حدد فيها التكليف الإلهي للرسول في قوله سبحانه:
1- (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ) (المائدة)
2- (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ )(2: الأعراف
3- ( فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ )(15: الشورى)
4- فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ) (48: الشورى)
5- نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (45) ق مهمته تذكير الناس بآيات القرآن وتشريعاته وعظاته ويعلمهم الحكمة من مقاصد آياته.
6- ( وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )(54: النور)
7- ( وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ )(40: الرعد)
8- ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) 44 الزخرف..يأمر الله رسوله عليه السلام بأن ما أوحي إليك من آيات القرآن الكريم فتمسك بها واتبعها في كل لحظة من حياتك يا محمد وأن هذا القرآن هو ذكر لك ولقومك وسوف يسألكم الله يوم القيامة هل اتبعتم ما أمركم به من الآيات وما فيها من تشريعات وعظات وحدود ومحرمات؟ هل طبقتم منهاجه في الحياة الدنيا وسلكتم ما وعظكم به في كتابه ؟
كثير من الآيات التي تحدد مهمة الرسول بالبلاغ كما أنه في حجة الوداع بلغ الناس أن الله سبحانه قد أكمل خطابه لهم في قوله ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) وقوله سبحانه (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) الأنعام،
فهل بعد هذا الإعلان للناس بأن الله قد استكمل خطابه لهم وأن كلماته تمت صدقا وعدلا يعقل بأن الرسول سيأتي من عنده بتشريعات تتناقض مع ما كلفه الله به وقد أعلن أن الخطاب الإلهي تم استكماله فماذا بعد أن يستكمل الخطاب ويتم إبلاغه للناس، ثم أن آيات القرآن كانت نطقا مباشرا من الرسول عليه السلام وأن الروايات أقوال مجهولة المصدر ليس لها سند من المنطق والعقل بأن يتم تصديقها متواترة من عشرات ناقلي الروايات ولو تفكروا في كتاب الله لرفضوا تلك الدعايات المغرضة لصرف الناس عن القرآن الذي يدعوهم للرحمة والعدل والسلام والإحسان ويتقربون الى من يدعونهم للظلم والطغيان وقتل الإنسان وخلق الخوف والفزع والرعب بالإرهاب في الأوطان ثم نذهب للمساجد ونحن منصرفون عن القرآن ألست تلك مأساة كثير من الناس يتركون ضوء النور الإلهي ليعيشوا في ظلمة الشيطان.