تواصل الدولة جهودها المكثفة لتوفير الأمن القومي الغذائي لمختلف فئات الشعب المصري، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة بهدف تخفيف العبء عن كاهل المواطنين، وتوفير المنتج، ومن ثم خفض الأسعار في السوق، إلي جانب توفير آلاف فرص العمل للشباب.
وتعمل الشركة الوطنية للإنتاج الحيواني، إحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، على تنفيذ وتشغيل مُجمعات للإنتاج الحيواني في محافظات، المنوفية والبحيرة والوادي الجديد والفيوم، بإجمالي 111 ألف رأس ماشية، من أفضل السلالات العالمية، المُنتجة للألبان والماشية، في إطار جهود الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء والألبان، والتي تواجه الدولة فجوة بين الإنتاج والاستهلاك.
تشتمل جهود تلبية الاحتياجات المحلية من اللحوم الحمراء، على إنشاء مصنع كورنيد بالمجزر الآلي المتكامل بالفيوم بطاقة 4 ملايين عبوة في العام، ومجزر آلي متكامل في سفاجا، وصالة مصنعات اللحوم، والمجرز الآلي المتكامل بالفيوم، وصالة مصنعات لحوم.
“الجمهورية أون لاين” شاركت في زيارة تفقدية لمُجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكاملة بمدينة السادات، من تنظيم إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، في نطاق محافظة المنوفية، وهو أحدث المجمعات التي عمل عليها جهاز الخدمة الوطنية مؤخراً، وهو المشروع الذي نفذته الشركة الوطنية للإنتاج الحيواني، بالتعاون مع القطاع الخاص الوطني الجاد، ضمن جهود الدولة المصرية لسد الفجوة، في الإنتاج والاستهلاك من اللحوم الحمراء، والألبان، وهو المشروع الذي يُقام على 1000 فدان كاملة بمحافظة المنوفية، تضم 5 مزارع لتربية الأبقار “الحلابة”، بغرض توفير الألبان ومزرعة للتسمين.
قال الدكتور محمد عبدالمنعم “مدير العلمي البيطري للأبحاث والتدريب”: أنشئ المركز العلمي البيطري للأبحاث والتدريب، والذي ليضم 4 أجنحة، مهمتها الرئيسية هي تطويع البحث العلمي والعلوم المتخلفة، لتحسين السلالات المصرية من الماشية، واستقدام أنواع ماشية من الخارج، سواء دول أوربية مثل هولندا أو أمريكا او أستراليا او نيوزلندا وغيرها.
أكد أنهم يعملون على التحسين الوراثي للماشية من خلال خطة مُمنهجة للخلط بين السلالات المصرية والأجنبية للحصول على أكبر إنتاج ممكن من اللحوم والألبان.
أضاف: تُقدر الزيادة في الإنتاجية ما بين السلالات المصرية والسلالات الأجنبية بنحو 8 أضعاف الإنتاجية التقليدية من الألبان، بحيث تنتج رأس الماشية من 40 إلى 45 لتر لبن في اليوم، مقابل 5 لتر إنتاجية متوقعة للسلالة المصرية التقليدية، وزيادة في ضعف كمية اللحوم في السلالة الجديدة مقارنة بالتقليدية.. مشيرا الى ان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد وجه المسئولين من قبل بالعمل على توطين سلالات الماشية المُدرة للألبان واللحوم، وتحسين السلالة المصرية من تلك الماشية، بما ينعكس بالإيجاب على الاقتصاد الوطني، ودخل المزارعين والمربين.
أوضح أن المركز يعمل على التقصي الوبائي لمواجهة الأمراض التي قد تصيب الماشية، سواء أمراض متوطنة، أو تفعيل الترصد الوبائي للتعامل مع أي مرض حال الشك فيه مع مراقبة الجودة ومطابقة الأدوية البيطرية والأعلاف حتى يتم التأكد من تطبيقها للمواصفات القياسية العالمية.
وخلال الجولة التفقدية للمشروع، وجدنا أن إدارة مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكاملة بمدينة السادات، تستغل المساحات الفارغة بين المزرعة والأخرى، في إطار حرصها على الفصل بين المزارع بمسافات لعدم تفشي أي أمراض قد تحدث في زراعة محاصيل مُثمرة وأيضاً مزارع أعلاف لتوفير أعلاف عالية القيمة والإنتاجية لاستخدامها في إطعام الأبقار.
قال الدكتور محمد سعيد، مسئول جناح أبحاث الميكروبات المُصنفة بالمركز، إن المركز تم إنشائه بمستويات أمان حيوي مرتفعة للغاية، ويضم 6 مختبرات علمية على أعلى مستوى يستوعبوا حتى ألف عينة، وذلك لفحص أي ميكروبات قد تُصيب الماشية، سواء فيروسات أو بكتيريا، والعمل على تعزيز مناعتها.
قال الدكتور طارق مسك، أستاذ الجراحة والأشعة والتخدير بجامعة السادات، يوجد غرفة عمليات مجهزة، لاستخدامها بهدف بحثي، وهو تحسين وتقليل زمن علاج الماشية، ومواجهة الأوبئة أو الأمراض قد تصيب الماشية.
قال الدكتور سيد فهمي، مدير المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان بالسادات، إن المجمع يستوعب 8 آلاف رأس ماشية، مقسمة بواقع 5 آلاف رأس حلابة، و3 آلاف رأس تسمين، بطاقة إنتاجية 150 طن لبن يومياً، و1.5 طن لحم حي لكل دورة.. مشيرا الى ان المُجمع يوازي أحدث المجمعات العالمية للإنتاج الحيواني في العالم.
أشار المهندس أحمد الديب، مدير أحد المحالب الآلية المتكاملة، إلى أنهم يعملون على حلب الأبقار دون أي تدخل بشري وبشكل ألي بالكامل.. حيث يخرج اللبن بدرجة حرارة 37 درجة مئوية تقريباً، ويتم تخفيضه لـ4 درجات فقط، مع العمل على اتخاذ الإجراءات ليخرج المنتج بأعلى جودة، وكمية قد تصل للمستهلك.