أخبارتوب ستوري

مجدى طنطاوى: يكتب وزر الافتراء حين يصبح دينا بديلا

لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ
ليست الخطيئة ان يضعف الانسان فيخطئ ثم يعود الى ربه نادما فباب التوبة مفتوح والحساب بيد الله ولكن الكارثة الكبرى ان يتحول الهوى الى دين وان يلبس الافتراء ثوب السنة وان ينطق الكذب باسم الله ورسوله فيضل به الناس ويصرفهم عن كتاب الله
من قال على الله بغير علم ومن نسب الى الرسول ما لم يقله ومن زين للناس روايات باطلة وقدمها على القرآن فقد فتح بابا لا يغلق وسار في طريق لا عودة منه لانه لم يكتف بان يضل نفسه بل صنع ضلالا سائرا على الاقدام يتوارثه الناس جيلا بعد جيل وكل نفس صدقت كذبه وكل عقل هجر القرآن بسببه هو شاهد عليه يوم يقوم الاشهاد
هؤلاء لم يخطئوا في رأي ولم يجتهدوا فأصابوا او اخطأوا بل زوروا ودلسوا وبدلوا وجعلوا من الظن وحكايات الرجال وحيا مقدسا ينازع كلام الله سلطانه فكان ثمن ذلك ان انحرفت البوصلة وانكسر الميزان واصبح الناس يسالون عن الدين بعيدا عن القرآن
ويلاتهم ليست مؤجلة فقط بل تبدأ من اللحظة التي يعمل فيها انسان بكذبهم ومن الساعة التي يقدم فيها قولهم على كتاب الله ومن النفس التي تضل بسببهم فكل ذلك يسجل عليهم وزرا مضاعفا لا ينقص ولا يخف لانهم اختاروا ان يكونوا اسبابا في هجر الحق
وحين يقفون يوم القيامة لن يجدوا عذرا ولا شفاعة لانهم لم يضلوا عن جهل بل اضلوا عن علم ولم يسكتوا بل تكلموا ولم ينقلوا امانة بل افتروا فكان جزاؤهم حسرة لا تنتهي وندما يتجدد وعضا على الاصابع مع كل من تبعهم الى يوم الدين

ان اخطر الناس ليسوا العصاة الصامتين بل المتكلمون بغير حق والاشد عذابا ليس من عصى ثم تاب بل من اضل ثم مات على افترائه فليحذر كل من يتصدر ويحدث ويشرع ان يكون خصمه الاول يوم القيامة هو القرآن وان يكون حمله اثقل مما يطيق لان اسوأ الاوزار ان تحمل وزر ضلال غيرك وانت تحسب انك تحسن صنعا

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button