ما هو المسجد الذي نهى الله الرسول عن الصلاة فيه ؟ محمد سيد طنطاوي يجيب

تناول الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره لـسورة التوبة، نهي المولى عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يقيم الصلاة في أحد المساجد، موضحا ما هو المسجد، وسبب النهي من الله عز وجل.
سورة التوبة الآية 108
قال تعالى: «لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ».

تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي للآية 108 من سورة التوبة
قال الشيخ محمد سيد طنطاوي: نهى الله- تعالى- رسوله والمؤمنين عن الصلاة في هذا المسجد نهيا مؤكدا فقال- سبحانه-: لا تَقُمْ فِيهِ، أَبَداً. أي: لا تصل. أيها الرسول الكريم. في هذا المسجد في أي وقت من الأوقات لأنه لم يبن لعبادة الله، وإنما بنى للشقاق والنفاق. قال القرطبي: قوله- تعالى- لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً يعنى مسجد الضرار. لا تقم فيه للصلاة، وقد يعبر عن الصلاة بالقيام. يقال: فلان يقوم الليل أي: يصلى، ومنه الحديث الصحيح: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
ما هو المسجد الذي نهى الله رسوله عن الصلاة فيه؟
وأضاف الشيخ طنطاوي: وقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية كان لا يمر بالطريق التي فيها هذا المسجد وهو مسجد ضرار ، وأمر بموضعه أن يتخذ كناسة تلقى فيها الجيف والأقذار … »، وقوله: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ جملة مسوقة لمدح مسجد قباء وتشريفه. أي: لمسجد بنى أساسه، ووضعت قواعده على تقوى الله وإخلاص العبادة له منذ أول يوم بدأ في بنائه. أحق أن تقوم للصلاة فيه من غيره.

وأكمل طنطاوي: قال الآلوسى ما ملخصه: واللام في قوله «لمسجد» إما للابتداء أو للقسم، أي: والله لمسجد، وعلى التقديرين فمسجد مبتدأ، والجملة بعده صفته، وقوله «أحق أن تقوم فيه» خبر المبتدأ: «وأحق» أفعل تفضيل، والمفضل عليه كل مسجد. أو مسجد الضرار على الفرض والتقدير، أو على زعمهم، وقيل إنه بمعنى حقيق، أي: ذلك المسجد بأن تصلى فيه..» .
واختتم: وقوله: فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ جملة مسوقة لتكريم رواد هذا المسجد ومديحهم. أي: في هذا المسجد رجال أتقياء الظاهر والباطن، إذ هم يحبون الطهارة من كل رجس حسى ومعنوي، ومن كان كذلك أحبه الله ورضى عنه.



