أسرة ومجتمع

ما هو السبب الخفي الذي يزيد من عناد وعصبية طفلك بشكل ملحوظ؟

تعاني الكثير من الأمهات من مشكلة الطفل العصبي والعنيد، وتبدأ الأم بالشكوى من هاتين المشكلتين في سن مبكرة عند طفلها، وقد يلاحظ الأطباء من وجود الأم في العيادة لاستشارة عاجلة بسبب الطفل الذي لم يكمل عامه الثاني، ولكنه يكون عصبيًا ويضرب ويهشم كل ما تقع عليه يده، وقد تصحب الأم طفلها ذا الأربع سنوات إلى الطبيب بسبب عناده، لدرجة أنها قد أصبحت تجد صعوبة في التعامل معه.
تقع الأمهات في خطأ خفي ويعتقدن انهن يفعلن ذلك من باب حماية الطفل والحفاظ على صحته وسلامته ولا يعرفن أن هذا الخطأ سوف ينشيء طفلاً عنيدا وعصبيًا، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها بالاستشارية التربوية الدكتورة أمجاد بركة، حيث أشارت إلى السبب الخفي الذي يزيد من عناد وعصبية طفلك بشكل ملحوظ، وهو السبب الذي تغفلين عنه وتعتقدين أنك تحمين طفلك بواسطته بالإضافة لأسباب وعوامل أخرى تؤدي لعناد وعصبية الطفل في الآتي:

السبب الخفي لعناد وعصبية الطفل

طفلة عنيدة
  • اعلمي أن عدم خروج الطفل من البيت وبشكل يومي يعني أن يصبح لديك طفل عنيد وعصبي بشكل واضح وملموس، وسوف تبدأين فعليًا بالشكوى من عناد وعصبية الطفل؛ لأن الطفل حين يجد نفسه بين جدران أربعة يكون حيز علاقاته ضيقًا ويعتاد على رؤية نفس الوجوه كل يوم، ولكنه يكون في نفس الوقت في السن التي يبلغ فيه الفضول أقصى درجاته ويكون لديه الرغبة في التعرف على العالم الخارجي، ولكن الأم لا تسمح له بالخروج خوفًا عليه وبسبب حبها وتدليلها الزائد فينشأ الطفل عنيدًا وكأنه يعاقب الأم، كما يصبح عصبيًا بسبب ضيق الحيز الذي يفرغ به طاقته ويمارس فيه نشاطه الطفولي.
  • توقعي أن يصبح لديك طفل مكبوت، وسوف يكون عنيدًا ويدخل بنوبات من الغضب؛ بسبب عدم خروجه من البيت لكي يمارس اللعب، والخروج مع الأطفال الذين يماثلونه في العمر؛ لأن الطفل من الضروري أن يفرغ طاقته وأن يمارس الأنشطة المحببة التي يقوم بها كل الأطفال دون الخوف عليه وتقييده، وحين يرى الطفل أن التقييد يلازمه فهو سوف يصاب بنوبات من الغضب والصراخ وتحطيم الأثاث والعدوانية نحو الآخرين خاصة الإخوة الأصغر سنًا.

أضرار عامة لعدم خروج طفلك من البيت

طفل مصاب بالسمنة
  • توقعي أن يُصاب طفلك بزيادة الوزن أي السمنة، والتي تُعد أحد الأسباب العلمية وراء كسل الطفل؛ لأن الطفل الذي لا يخرج من البيت ويقضي طيلة وقته لا يفعل شيئاً سوى تناول المزيد من الطعام، ولا يفرغ طاقته فمن الطبيعي أن يصبح كسولًا وثقيل الحركة وتتكاثر الدهون في بطنه وحول جانبيه، ويصبح مصنفًا ضمن الأطفال الذين يعانون من السمنة المرضية وما تسببه من أضرار صحية لاحقة للأطفال.
  • لاحظي أن طفلك الذي يقضي وقته في المنزل ولا يخرج لممارسة أي نشاط رياضي ولا يكون صداقات سوف يصبح مدمنا على استخدام الأجهزة اللوحية والإلكترونية وما تسببه له من مشاكل صحية ونفسية على المدى القريب والبعيد
  • توقعي أن يصاب طفلك بضعف في نمو العظام والأسنان وعدم تمتعه بصحة جيدة بسبب عدم تعرضه لأشعة الشمس والمشي في الهواء الطلق، كما أن عدم خروج الطفل من البيت يؤثر على صحة الطفل ومناعته بشكل عام؛ لأن الاختلاط بالآخرين والتعرض للمؤثرات الجوية المتبدلة والأتربة مثلًا يؤدي لتعزيز مناعة الطفل وليس العكس.
  • توقعي أن يكون لديك طفل منطوٍ وخجول لا يجيد التعامل مع الآخرين، إلى جانب عناده وعصبيته في التعامل معك ومع باقي أفراد العائلة، وسوف يكون الطفل مهزوز الشخصية وفاقدًا للثقة بنفسه؛ لأنه لم يخرج إلى الحياة والمجتمع الخارجي في سن مبكرة.
  • لاحظي أن طفلك الذي لا يخرج من البيت وفي سن مبكرة تبدأ لديه مشكلة صعوبة النوم، ويوصف الخروج بالسيارة مساء للطفل قبل عمر السنة لمساعدته على النوم السريع، وبعد ذلك وحين تخرج الأم بالطفل كل يوم وخاصة لقضاء الوقت في النادي وممارسة الرياضة فذلك يساعده على الاسترخاء والنوم السريع، والحصول على فوائد النوم الليلي من أجل تعزيز نموه ومناعة جسمه.

عوامل تزيد من عصبية وعناد طفلك

المشاكل الزوجية
  • لاحظي أن المشاكل الزوجية خصوصًا في العام الأول من عمر طفلك سوف تترك أثرها على الطفل بحيث يصبح طفلك عنيدًا من جهة وعصبيًا من جهة أخرى فهو قد فتح عينيه على الحياة ليجد أمامه والدين يصرخان ويرفعان صوتهما طيلة الوقت.
  • توقعي أن يكون طفلك عنيدًا وعصبيًا بسبب إفراطك في عقاب الطفل وتصيد الأخطاء للطفل، وهو الخطأ الذي تقع فيه الأم حيث تقوم بمراقبة الطفل طيلة الوقت، ولا تسمح له أن يخطئ لكي يتعلم، وبالتالي فهو يكون متوترًا وخائفًا ويتحول خوفه وتوتره إلى عصبية وعناد، وقد يقوم الطفل ببعض الأخطاء المتعمدة لكي يثير غضب الأم لأنها تصر على عقابه على كل كبيرة وصغيرة.
  • لاحظي أن الطفل العنيد والعصبي قد يكون نتاجا للتدليل المفرط أيضًا مثل أن يكون الطفل الأول فيصبح الطفل أنانيًا ولديه قدر كبير من العناد، وفي حال عدم تلبية كل طلباته يبدأ في ممارسة نوبات الغضب المفتعلة؛ لكي تقوم الأم بتلبية طلباته، فيكسر الأشياء ويحطمها ويؤذي الحيوانات المنزلية ويقطف الأزهار مثلًا، ويقوم بتصرفات تدل على العصبية لكي يجذب انتباه الأم ،وتظل في حالة تواصل تامة من أجل تلبية طلباته.
  • اعلمي أن انشغال الأم عن الطفل وإهماله أيضًا يأتي بنتيجة عكسية عن الإفراط في رعايته حيث إن شعور الطفل بالإهمال أو شعوره بالغيرة من باقي إخوته ومع قدوم مولود جديد للعائلة مثلًا فمن الطبيعي أن يصبح الطفل عصبيًا وعنيدًا في نفس الوقت وهذه المشكلة تواجه الأمهات في معظم البيوت، ويجب أن تسعى الأم للعدل بين الأبناء بحيث يحصل كل واحد على نصيبه من الرعاية الاهتمام.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button