ما معنى الماعون وعلاقته بالزكاة؟ محمد سيد طنطاوي يوضح
معنى الماعون، تناول الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره لـسورة الماعون، صفات الناس الذين يكذبون بيوم الدين، موضحا معنى الماعون، وما علاقتها بالزكاة.
سورة الماعون الآية 7
قال تعالى: «وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ».
تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي للآية 7 من سورة الماعون
قال الشيخ محمد سيد طنطاوي: أي: فهلاك شديد، وعذاب عظيم، لمن جمع هذه الصفات الثلاث، بعد تكذيبه بيوم الدين، وقسوته على اليتيم، وامتناعه عن إطعام المسكين، وهذه الصفات الثلاث أولها: الترك للصلاة، وعدم المبالاة بها، والإخلال بشروطها وأركانها وسننها وآدابها، وثانيها: أداؤها رياء وخداعا لا عن إخلاص وطاعة لله رب العالمين كما قال- تعالى-: «إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ، وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى. يُراؤُنَ النَّاسَ، وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا».
ما معنى الماعون؟
وواصل الشيخ طنطاوي: وثالثها: منع الماعون: أي منع الخير والمعروف والبر عن الناس. فالمراد بمنع الماعون: منع كل فضل وخير عن سواهم. فلفظ «الماعون» أصله «معونة» والألف عوض من الهاء. والعون: هو مساعدة الغير على بلوغ حاجته… فالمراد بالماعون: ما يستعان به على قضاء الحوائج، من إناء أو فأس، أو نار، أو ما يشبه ذلك، ومنهم من يرى أن المراد بالماعون هنا: الزكاة، لأنه جرت عادة القرآن الكريم أن يذكر الزكاة بعد الصلاة.
ما المقصود بمنع الماعون؟
واختتم طنطاوي: قال الإمام ابن كثير: قوله: «وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ» أي: لا أحسنوا عبادة ربهم، ولا أحسنوا إلى خلقه، حتى ولا بإعارة ما ينتفع به، ويستعان به، مع بقاء عينه ورجوعه إليهم، فهؤلاء لمنع الزكاة ومنع القربات أولى وأولى، وسئل ابن مسعود عن الماعون فقال: هو ما يتعاوره الناس بينهم من الفأس والقدر، وهكذا نرى السورة الكريمة قد ذمت المكذبين بيوم الدين ذما شديدا حيث وصفتهم بأقبح الصفات وأشنعها.
الشيخ محمد سيد طنطاوي
ولد الدكتور محمد سيد طنطاوي عام 1928 في قرية سليم الشرقية بمحافظة سوهاج، تعلم وحفظ القرآن في الإسكندرية، ثم حصل على الليسانس من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1958، وعمل إمامًا وخطيبًا في وزارة الأوقاف عام 1960، وعقب حصوله على درجة الدكتوراه في التفسير عام 1966 تم تعيينه مدرسًا في كلية أصول الدين عام 1968.
ثم تدرج في عدد من المناصب الأكاديمية بكلية أصول الدين في أسيوط حتى انتدب للتدريس في ليبيا لمدة 4 سنوات، وفى عام 1980 انتقل إلى السعودية للعمل رئيسًا لقسم التفسير في كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية.
مؤلفات الشيخ محمد سيد طنطاوي
تخللت حياة الشيخ محمد سيد طنطاوي عدة مؤلفات في علوم الدين والتفسير منها: التفسير الوسيط للقرآن الكريم، بنو إسرائيل في القرآن والسنة، معاملات البنوك وأحكامها الشرعية، الدعاء، السرايا الحربية في العهد النبوي، القصة في القرآن الكريم، آداب الحوار في الإسلام، الاجتهاد في الأحكام الشرعية، أحكام الحج والعمرة، الحكم الشرعي في أحداث الخليج، تنظيم الأسرة ورأي الدين فيه، مباحث في علوم القرآن الكريم، العقيدة والأخلاق، الفقه الميسر، عشرون سؤالًا وجوابًا، فتاوى شرعية، المنهج القرآني في بناء المجتمع، رسالة الصيام، المرأة في الإسلام.