ما سبب تسمية سيناء بأرض الفيروز؟.. السر في «سرابيط الخادم»
معبد كبير يقع على حجر رملي، بجنوب شرق مدينة أبو زنيمة في قرية الرملة بمحافظة جنوب سيناء، على بعد 50 كيلومترًا من جبل، يسمى معبد سرابيط الخادم، ربما لا يعرف كثيرون أنه سبب تسمية سيناء بأرض الفيروز، التي أصبحت قبلة لهواة تسلق الجبال والباحثين عن الحضارة المصرية القديمة والمهتمين بالبحث عن معدن الفيروز.
سرابيط الخادم في جنوب سيناء
منطقة سرابيط الخادم واحدة من أهم المناطق الأثرية والسياحية في جنوب سيناء، حيث تضم أهم الآثار القديمة مثل معبد الإله حتحور الذي يعلو قمة جبل سرابيط الخادم، ويحوي الفيروز الذي طالما بحثت عنه بعثات التعدين المصرية، وفق هشام محمد حسين المشرف العام على آثار جنوب سيناء، لـ«الوطن»: «المنطقة استُخدمت قديمًا لتعدين الفيروز، بدأ من عصر ما قبل الأسرات ومرورًا بالدولة القديمة والوسطى والحديثة حتى أُطلق على أرض سيناء مسمى أرض الفيروز».
معبد حتحور، هو الآخر يعلو قمة جبل سرابيط الخادم، ويقع على ارتفاع 1100 متر عن سطح الأرض، ويبلغ طوله 80 مترًا وعرضه 35 مترًا، وأسسه الملك أمنمحات الأول من 1991 إلى 1962 قبل الميلاد، وفق «هشام»: «بدأ من الأسرة الثانية عشر وشُيد بمقر قدس أقداس الألهة حتحور في جسم الجبل، ونجد على العمود القائم بمنتصف الهيكل صورة للملك إمنمحات الأول، وهو يقدم القرابين للألهة حتحور، واقفًا تحت جناحي الألهة نخبت ممسكة بخاتم يحمل رمز السرمدية وحكم الملك».
محتويات معبد سرابيط الخادم
قدس الأقداس الثاني، أصغر من الأول وكان مخصصًا لعبادة الإله بتاح، راعي الفنانين والنحاتين، بينما تحتوي الصالة على نصب تذكاري لفراعنة مصر مثل رمسيس الثاني وتحتمس الثالث وأمنمحات الأول وحتسبشوت وغيرهم، وكان آخرهم رمسيس السادس الذي قدم للمنطقة بغرض تعدين الفيروز، وفق المشرف العام على آثار جنوب سيناء.
أكثر من 28 مغارة لتعدين الفيروز أعلى الجبل، منقوشة عليه بالنصوص الهيروغليفية لحكام الدولتين الوسطى والحديثة، ونجد في بعض المغارات نقوش سينائية التي تعد أصل الأبجدية العالمية، وحينما نصل لمنتصف الطريق الرئيسي الصاعد نجد منطقة روض العير، التي سُجل عليها نقوش هيروغليفية ورسوم لحيوانات مثل «النعام والزراف وتجسيد للسفن والمراكب المستخدمة من قبل بعثات التعدين»، كانت هذه محتويات المعبد وفق «هشام».
هيئة الآثار، اهتمت بالصيانة الدورية وترميم اللوحات والنقوش للمعبد سنويًا، وأيضًا ترميم السور الخارجي المحيط بالمعبد، إذ تم تعلية السور على مدار السنوات الماضية، وتطوير المنطقة بأكملها في 2010، بدأت برصف طريق «وادي النصب» وحتى جبل سرابيط الخادم بطول 7 كيلومترات، وتطوير الطريق الصاعد إلى معبد حتحور، وإنشاء مركز إداري للإشراف الأثري على المعبد ووادي النصب ووادي الصهو ووادي الخريج ووادي اللحيان والركايز، ويشمل مركز تدريب تابع لإدارة التدريب المركزي، بهدف تدريب الأثريين على الأساليب العلمية الحديثة لتوثيق الآثار خاصة النقوش الصخرية، فضلا عن توصيل التيار الكهربائي للمنطقة، وفق المشرف العام على آثار جنوب سيناء.