ما حكم تقديم إخراج فدية الصيام قبل دخول شهر رمضان؟ «الإفتاء تُجيب»
![](https://sho3la.com/wp-content/uploads/2025/02/739.jpeg)
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي ، جاء نصه : “ما حكم تقديم إخراج فدية الصيام قبل دخول شهر رمضان؟ فأنا لا أستطيع الصوم في رمضان لعذرٍ دائم”.
ما حكم تقديم إخراج فدية الصيام قبل دخول شهر رمضان؟
![](https://www.her-news.com/upload/libfiles/17/8/747.jpg)
أجابت دار الإفتاء على ذلك السؤال كالأتي : اتفق الفقهاء على أنه لا يصحّ تقديم فدية الصوم قبل دخول شهر رمضان: نَصَّ على ذلك الشافعيةُ؛ قال الإمام النووي الشافعي في “المجموع” (6/ 161، ط. دار الفكر): [لا يجوز للشيخ الهَرِمِ والحامل والمريض الذي لا يُرجَى بُرؤُهُ تقديمُ الفدية على رمضان]
وأوضحت الدار بأن هذا هو مفهوم كلام الحنفية السابق ذكره عن العلامة ابن نجيم في “البحر الرائق” (2/ 308-309، ط. دار الكتاب الإسلامي).
وتابعت الدار: و مِن تخيير مَن تجب عليه الفدية بين إخراجها أول رمضان جملةً أو آخره، لا ما قبل ذلك؛ لأنَّ سببها هو لزوم الصوم بعد دخول الشهر؛ قال العلامة السرخسي في “المبسوط” (3/ 100، ط. دار المعرفة): [وأما الشيخُ الكبير والذي لا يُطِيقُ الصوم فإنه يُفطِر، ويُطْعِم لكل يوم نصف صاع من حنطة.. فالصوم قد لزمه لشهود الشهر] اهـ. .
رأي الحنابلة
ولفتت الدار إلى أن هذا الرأي وهو أيضًا مقتضى ما ذهب إليه الحنابلة من قياسهم الفدية على كفارة الظهار؛ فقد ذهبوا إلى لزوم إخراج الكفارة على الفور عند وجود سببها، وقالوا بأنَّ الفديةَ كفارةٌ عن عدم صيام الأيام التي وجبت في الأصل على صاحب العذر؛ قال الإمام المرداوي في “الإنصاف” (3/ 291، ط. دار إحياء التراث العربي): [يجوز صرف الإطعام إلى مسكينٍ واحدٍ جملةً واحدةً بلا نزاع. قال في “الفروع”: وظاهر كلامهم: إخراج الإطعام على الفور لوجوبه. قال: وهذا أَقْيَسُ.
![](https://www.her-news.com/upload/libfiles/17/8/746.jpg)
رأي الإمام أحمد
وذكرت دار الإفتاء رأي الإمام أحمد: لُزُومُ إخراج النذر المطلَق والكفارة على الفور، وهذا -أي: الإطعام فديةً عن الصوم- كفارةٌ] اهـ؛ فتقرَّر بذلك أنَّ فدية الصيام من نوع الكفارات عندهم، وتقديم الكفارة على سببها لا يجوز؛ قال الإمام ابن قدامة الحنبلي في “المغني” (8/ 46، ط. مكتبة القاهرة): [ولا يجوز تقديم كفارة الظهار قبله؛ لأنَّ الحكم لا يجوز تقديمه على سببه] اهـ.
واختتمت الدار قولها وعلى ذلك: فيجب إخراج الفدية عند وجوب الصوم لا قبل ذلك، ولا يُجزئ إخراجها قبل دخول شهر رمضان.