ما الحكمة من تعدد الزوجات
تختلف المجتمعات والدول في النظر الى قضية تعدد الزوجات فمنهم من يقر بها ، واخرون يرفضونها ، والبعض ما زالوا في نقاشها او التباحث في رفضها او اقرارها ضمن القوانين المعمول بها في البلاد التي يتبوئون مسؤوليتها .
لكن المنظور يختلف في اليات الرفض والقبول ، فمنهم من يعتد بقول الله تعالى ” فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ” واخرين يكملوا نص الآية ” فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ” ولعل قضية التعدد لها دلالات وتعبيرات كثيرة ما بين سلبيات وايجابيات ومخاطر وتحديات وفي بعض الاحيان تكون حلول لكثير من المشكلات التي تعترض البلاد والنهوض بها .
وبالرجوع الى التاريخ عبر عصوره المتعاقبة لتجد ان النساء عددهن اكثر من الرجال في كل زمان ،فيصبح هناك عدد كبير من النساء في مراحل عمرية متفاوتة لم يصلها قطار الزواج بسبب هذه الظاهرة وهي عدم التساوي في الاعداد بين الجنسين ،علاوة على ذلك الاوضاع العامة التي تمر بها البلاد ” التي تقر تعدد الزوجات ” من حروب او كوارث تصيب البلاد .
ان تعدد الزوجات وان كان في ظاهره يؤرق النساء ففي جوهره له الكثير من الاسباب والعوامل منها تحصين الزوج أولا من الحرام لأن زوجته الأولى لربما لا تعطيه حقه وأيضا فيه تحصين للفتيات الغير متزوجات سواء تزوجن من قبل ثم ترملن أو طلقن وكثير منا يعلم كم عدد النساء الغير متزوجات والنسبة في ارتفاع .. تلك النساء أين يذهبن هل يبعن أعراضهن للمتسكعين أم تتزوج حتى ولو كانت الثانية ؟؟؟
ومنها أن الرجل قد يتزوج واحدة وهذه الواحدة لا تنجب وهو يريد الأولاد، أو قد يتزوج بامرأة ثم تمرض مرضاً طويلاً فماذا يعمل الرجل حينها؟ هل يطلقها لأنها مريضة أو لأنها لا تنجب؟ أو يبقيها ويبقى هو مريضاً معها أو بدون أولاد؟ إنه إن طلقها لأحد هذه الأسباب فإن هذا من سوء العشرة وظلم للمرأة وإذا بقي هو معها على هذه الحال فهو ظلم له أيضاً، فالحل إذاً تبقى زوجة له معززة مكرمة ويتزوج بأخرى
وهناك ان بعض الرجال رغبته الجنسية كبيرة، أو قد يكون الرجل ليس لديه ميلاً جنسياً قوياً لزوجته لسبب من الأسباب فماذا يعمل؟ هل يبقى محروماً من الحلال ومكبوتاً مراعاة لشعور زوجته الأولى، أو يذهب يبحث عن الحرام، أو يتزوج، أيهما أفضل وأصوب؟!
كذلك أيضاً فإن النساء دائماً مستعدات للزواج في أي وقت لأنه ليس عليهن تكاليف مادية أما كثير من الرجال فقد لا تكون له قدرة على متطلبات الزواج إلا بعد وقت طويل، فإذا كان كذلك فهل تتعطل النساء بدون زواج وهن جاهزات؟ إنه إن كان البعض لا يجد مهراً فإن هناك من عنده القدرة على المهر ممن هو متزوج ويرغب بأخرى، فهل تتعطل المرأة لهذا السبب؟ فسيكون ذلك ظلما لها . وهناك الكثير من الاسباب التي تكون نتيجتها تعدد الزوجات ويكون التعدد في المنحى السليم .
وهذا كله لا يكون الا اذا تحققت شروط العدل والانفاق والتربية والمساوة فيها بين الزوجات والا فالاكتفاء بواحدة اذا تعذر الايفاء بالشروط السابقة ، لان للمرأة حق اذا كانت ملبية لزوجها في كل اموره ان يكون لها الكلمة كزوجة وام لأطفاله وعياله .
وجهة نظر : التعدد لصالح المرأة من حيث النظرة المتأنية , ولصالح المجتمع ـأيضا ـ وليتصور ان الفتاة قد فاتها قطار الزوجية لسبب من الأسباب.. أو لنتصور حال تلك الأرملة أو المطلقة التي كان من قدر الله تعالى عليها أن تصبح كذلك فمن سيقدم على الزواج من تلك النساء؟! هل سيقدم عليهم شاب في مقتبل عمره؟ وماذا لو أن الله لم يشرع التعدد ما هو مصير أولئك النسوة اللاتي ينتظرن ؟ فلهذا يتبين أن التعدد هو لصالح المرأة أولاً قبل أن يكون لصالح الرجل .