ماكرون: الجزائر ستساعد على زيادة وارداتنا من الغاز
قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الجمعة، إن الطاقة تشكل مشكلة أوروبية في الوقت الراهن، وسط حاجة إلى بذل مزيد من الجهد، مشيرا إلى أن الجزائر ستساعد على زيادة واردات الغاز.
وأدلى ماكرون، بتصريحات صحفية، خلال زيارته لمقبرة “سانت أوجين” التي كانت المقبرة الأوروبية الرئيسية في الجزائر، خلال فترة الاستعمار بين 1830 و1962.
وأضاف الرئيس الفرنسي الذي استهل زيارته إلى الجزائر يوم الخميس، “نحن لا نسعى إلى التنافس مع إيطاليا في الحصول على الغاز، بل نتطلع إلى التكامل والتعاون”.
وفي يوليو الماضي، كانت الجزائر قد وقعت اتفاقا مع إيطاليا بمليارات الدولارات، لزيادة تدفق الغاز إلى البلد الأوروبي، بينما تسعى دول القارة العجوز جاهدة لتأمين حاجياتها من الطاقة، في ظل تداعيات الحرب الدائرة بأوكرانيا.
وأبدى ماكرون تطلع بلاده إلى العمل مع الجزائر؛ سواء على الصعيد الأمني أو السياسي في مالي ومنطقة الساحل، قائلا إن ما يعرف بـ”اتفاقية الجزائر” هو أساس الحل السياسي للأزمة في مالي.
ملف الذاكرة
ولدى حديثه عن ملف الذاكرة، قال ماكرون إن هناك كثيرا من التلاعب ومن المواقف المتطرفة التي تسعى إلى تعكير العلاقات الفرنسية الجزائرية.
وتابع ماكرون “سنفتح كل الأرشيف للجنة المؤرخين المشتركة التي أنشأناها من أجل مراجعة الأحداث التاريخية”.
واستطرد أنه يحاول قدر الإمكان مواجهة الماضي والبحث عن حقيقة ما حدث خلال فترة استعمار الجزائر، مشيرا إلى بحث ملف التعويضات الخاصة بضحايا التجارب النووية في “رغان”، وقال إن هناك لجنة تعمل على معالجة الملف.
دفع العلاقات
ويوم الخميس، قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إنه بحث مع نظيره الفرنسي، سبل دفع العلاقات مع باريس تكريسا لمبدأ إقامة شراكة استراتيجية.
وأكد تبون، في مؤتمر صحفي بالجزائر، عمق العلاقات مع فرنسا، مرورا بملف الذاكرة والتعاون الثنائي والتنسيق بالقضايا الإقليمية.
وصرح الرئيس الجزائري، بأن المباحثات مع نظيره الفرنسي، شملت الوضع في ليبيا المجاورة إلى جانب مالي ومنطقة الساحل، في مسعى لتحقيق الاستقرار.
وشدد تبون على “السعي إلى تفعيل آليات التعاون مع فرنسا من خلال اللجنة الحكومية المشتركة والحوار الاستراتيجي”.
وأبدى الرئيس الجزائري أمله في تعزيز التعاون التجاري مع فرنسا، في ضوء الإصلاحات التي تقوم بها الجزائر، مضيفا أنه جرى تقييم إعلان الجزائر للتعاون الذي أبرم سنة 2012، في خطوة تهدف إلى تجاوز العقبات.
ماكرون: بريطانيا دولة صديقة
من ناحية ثانية، أكد ماكرون، الجمعة من الجزائر، أن “المملكة المتحدة دولة صديقة وقوية وحليفة بغض النظر عمن يقودها”، وذلك بعد رفض ليز تراس المرشحة الأوفر حظا لرئاسة الوزراء أن تقول ما إذا كان ماكرون “عدوا أو صديقا” لبلدها، وفقا لفرانس برس.
وأضاف الرئيس الفرنسي على هامش زيارة رسمية للجزائر أن “الشعب البريطاني، الدولة التي هي المملكة المتحدة دولة صديقة وقوية وحليفة بغض النظر عمن يقودها، وأحيانا على الرغم من الأخطاء الصغيرة التي قد يرتكبونها في تصريحاتهم العامة”.
ماكرون والاتفاق النووي
وعلى صعيد آخر، اعتبر الرئيس الفرنسي، اليوم الجمعة، أن “الكرة في ملعب الإيرانيين” بشأن إحياء الاتفاق النووي الذي أكد أنه سيكون في حال إبرامه “مفيدا” وإن “لم يعالج كل المسائل”.
وردا على سؤال حول احتمال إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الدولية الكبرى، لم يعلق ماكرون على إمكانية النجاح. لكنه قال إنه بعد “نقاشات مهمة” أجريت خصوصا مع الولايات المتحدة “باتت الكرة في ملعب الإيرانيين”.