ماذا لو دخلت أفعى إلى سيارتك: كيف تعرف وماذا تفعل؟

أعتقد أن عنوان مقالنا اليوم مضحك مبكي. فما الذي سيجعل أفعى تدخل إلى السيارة؟ يا للهول! إنه حقاً أمر مقزز ومريب! هل تتخيل نفسك تقود في أمان الله، ثم تشعر بملمس شيء لزج يزحف بين رجليك، أو يقترب من كتفيك، أو حتى ينظر لك نظرة تعجب من مكان ما في السيارة وكأنك أنت الدخيل؟ لقد اقشعر بدنك من مجرد تخيل الأمر، أليس كذلك؟ إن كنت تعيش في منطقة بعيدة عن الأفاعي، فأنت محظوظ. ولكنك إن كنت تعيش جاراً لهذه المخلوقات التي لا تحبك ولا تحبها، فإليك بعض الأسباب التي تدفعها للزحف إلى داخل سيارتك. وبعدها سأقدم لك نصائحاً تحبط لهذه المخلوقات عملية احتلال سيارتك العزيزة.

دفء المحرك

قبل أن نبدأ عزيزي القارئ، عليك أن تكون على دارية بأن الأفاعي ليست لطيفة، إنما الصورة التي في الأعلى مباشرة تمثل معدنها الحقيقي، وأعلم أنك على دارية بذلك ولكن لا يغرّك المظهر وتنسى (كما يحدث مع غالب الناس). على كل حال موضوعنا الأساسي هنا هو أن المحرك يجذب الأفاعي. فكما تعلم، يُعرف عنها أنها حيوانات ذات دم بارد. لذا تبحث دائماً عن مقر لها لتشعر بالدفء. يا لها من مخلوقات حنونة… أمزح. لذا تتسلل إلى داخل حجرة المحرك وتلتف حول نفسها لتشعر بالدفء. ففي بعض المناطق الصحراوية، وفي أوقات معينة من السنة، يشتد البرد في الليل، ما يدفع بهذه المخلوقات إلى البحث عن مكان دافئ. ولكن لحسن حظك، (أي حظ هذا إن صادفت أفعى؟) لن تستطيع التسلل إلى داخل مقصورة سيارتك من المحرك، إذ يصعب عليها ذلك، بالأخص إذا كانت بهذا الحجم. إلا إذا كانت أصغر بأضعاف، وكانت فرخاً صغيراً كالدودة الطويلة. عندها ستتسلل إلى الداخل وتدغدغك وتموت من الضحك وليس من سمها.

ترك النوافذ مفتوحة

يجدر الذكر أن حرارة داخلية السيارة ترتفع بأكثر من كثير عن الحرارة في الخارج. فمثلاً، إذا كانت الحرارة في الخارج حوالي 30 درجة مئوية، قد ترتفع في المقصورة إلى ما يفوق الـ50 درجة مئوية. أتفكر بما أفكر؟ حرارة عالية في الداخل ودفء وكذا؟ أرأيت؟ لهذا تدخل الأفاعي إلى مقصورة السيارة. لذلك إذا تركت نوافذ سيارتك مشقوقة أو مفتوحة في أماكن تعيش فيها الأفاعي، قد تتسلل إلى الداخل. والأوقح من ذلك أنك إذا دخلت ورأتك ستنظر إليك متأهبة لتلدعك وكأنك تقتحم بيتها الجديد!

سآتي إليك حتى في المرآب

أعتذر على هذا العنوان المخيف. أعتقد أنني بالغت قليلاً بإخافتك… بلا يا صديقي، عليك أن تخاف. صحيح أنك تركن سيارتك في المرآب لحمايتها من السرقة، وتسلل الحيوانات، والأوساخ… ولكن إغلاق المرآب لا يعني عدم دخول الأفاعي. مخلوقات غريبة عجيبة تخترع مئة طريقة لتتسلل وتتدخل في كل شيء وتحشر أنفها! وإذا بحثت جيداً، ستجد أن هذه الحادثة قد حصلت مرات عديدة في العالم العربي! فلا تنسَ يا صديقي أن المرآب ملجأ للجرذان، وهي طعام للأفاعي. وحاول أيضاً أن تتفادى وضع أطعمة الحيوانات الأليفة في داخله، فهكذا ستجعل من مرآبك قصر أحلام الثعابين: فئران وأطعمة، سيارة دافئة…

التخلص من الأفعى

أعلم أنني سببت لك عقدة نفسية تواً، ويبدو أنك لا تحتمل المزاح. لا تقلق يا صديقي، فدخول الأفاعي هي حالة نادرة للغاية، وقلما تحدث. ولكن قد تحدث. وإذا حصل ذلك، إذا دخلت إلى السيارة وكنت تقود وفجأة ظهرت لك أفعى، فأنا لا أحسدك على هذا الموقف، وأدعو لك الله بالتوفيق، ولكن لا تتهور وتبدأ بالولولة فترعبها وترعب نفسك وتدفعها للدعك، ولا تقم بحركة مفاجأة. ولا تقترب أبداً منها، بل اركن السيارة بسرعة واخرج واحبسها في الداخل ثم اتصل بخبير. أما إذا كنت على وشك دخول السيارة ثم رأيتها ولاحظت وجودها، لا تتحاذق عليها فمزاجها لا يتحملك، بالأخص إذا كانت الأفاعي في بلادك سامة جداً. ولا تحاول نصب فخ لها لإخراجها أو تضع بيضة حتى تجذبها إلى الخارج إليك كما كانوا يفعلون أيام زمان. بل اتصل بخبير ليزيلها لك. ولا تقلق، فهي لم تأت عمداً للدخول إلى السيارة من أجل أن تؤذيك، بل لديها سبب وجيه دائماً، ألا وهو النوم أو الأكل. لا أقصد أنك لست سبباً وجيهاً، ولكن هذه هي أسبابها. الحقيقة تجرح. إذاً، حاول أن تحدد مكانها بالظبط داخل السيارة، من أجل إبلاغ الخبير. فقد تسافر في السيارة إلى أسفل المقاعد أو إلى داخل الصندوق مثلاً. ولكن آمل ألا يصادف هذا الموقف أحداً، فهو موقف لا يُحسد أحد عليه.