ماذا قال دبلوماسيون عن القمة « الروسية- الأفريقية»
أكد عدد من الدبلوماسيين أن القمة الروسية ـ الأفريقية الأولى من نوعها فى سوتشى، تعد نجاحاً للرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى، وأضافوا أن روسيا تمتلك العديد من الخبرات التى يمكن للدول الافريقية الاستفادة منها فى مجالات النقل والطاقة، وأوضحوا أن اللقاء المرتقب بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد يفتح الباب أمام إمكانية التوصل لحل أزمة سد النهضة، مع احتمالية تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للوساطة.
وأوضح السفير نبيل العرابى سفير مصر الأسبق فى موسكو أن الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى نجحت فى جمع أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة أفريقى و3000 خبير للمشاركة فى أول قمة روسية ـ افريقية.
وأوضح أن روسيا تحاول لعب دور فى القارة الأفريقية من خلال تقديم الخبرات الروسية لمعالجة المشاكل السياسية والصحية والصناعية وغيرها للدول الافريقية، وأشار إلى أن موسكو بدعم من دول الاتحاد الأوراسى تعمل على خلق دور لها فى افريقيا فى ظل وجود أمريكى وأوروبى وصينى فى القارة.
وأضاف أن روسيا لها تاريخ طويل من العمل فى أفريقيا حيث عملت مع مصر فى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين على دعم حركات التحرر من الاستعمار الغربى. وأكد ان المناقشات فى القمة ستركز على تحقيق التنمية فى أفريقيا والاستثمار المتبادل فى المجالات المختلفة، وأضاف أن المنطقة الاقتصادية الروسية فى قناة السويس يمكن أن تكون نقطة ارتكاز لهذه العملية الانمائية، بحيث تكون منفذا لصادرات روسيا ودول العالم إلى أفريقيا.
وأكد العرابى أن قمة سوتشى ستتيح الفرصة للقاء الرئيس السيسى ورئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد، وقد يقوم الرئيس الروسى بوتين بوساطة للتوصل إلى حل بشأن سد النهضة الإثيوبى، فى ظل اتفاق مصر والسودان وإثيوبيا على اللجوء للوساطة فى حالة عدم التوصل لحلول، طبقا لاتفاق المبادئ الموقع فى عام 2015.
وأشار السفير السيد أمين شلبى الأمين العام السابق للمجلس المصرى للشئون الخارجية إلى تصريحات سامح شكرى وزير الخارجية لوكالة ريا نوفوستى الروسية، التى أكد فيها أن روسيا مؤهلة لتكون وسيطا بين مصر وإثيوبيا، خاصة أن الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الإثيوبى سيلتقيان فى سوتشى، فى ظل هذه المرحلة الدقيقة بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود.
وأوضح السفير السيد شلبى أن قمة سوتشى لها بعدان، أولهما العلاقات الثنائية المصرية ـ الروسية التى تطورت خلال الخمس سنوات الأخيرة، سواء فى التنسيق الإقليمى والدولى أو التعاون الاقتصادى ومجالات التسليح، والبعد الآخر هو العلاقات الروسية ـ الافريقية حيث ان موسكو لديها خبرات ضخمة فى الطاقة والزراعة والعديد من المجالات المهمة.
وأوضح ان قمة سوتشى تعد سابع مؤتمر دولى يحضره الرئيس السيسى منذ تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى، مما يدل على النشاط الكبير للرئاسة المصرية لخدمة المصالح الأفريقية، والتركيز على دعوة المجتمع الدولى للمشاركة فى إقامة البنية التحتية فى أفريقيا.
ويصف السفير على الحفنى نائب وزير الخارجية السابق، القمة الأفريقية ـ الروسية بأنها صفحة جديدة فى العلاقات بين روسيا والقارة السمراء، تهدف إلى دفع وتعزير التعاون المشترك خلال الفترة القادمة بما يخدم أجندة أفريقيا 2063.
وأضاف أن القمة الأفريقية الأولى من نوعها تضاف إلى سجل إنجازات مصر خلال فترة رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقى، والتى يعد من أهم أولوياتها تحقيق التنمية المستدامة بالقارة، وأشار إلى كلمة الرئيس التى نشرها الموقع الرسمى لقمة سوتشى، وهو أن هذه القمة تكتسب أهمية كبيرة فى توقيت يشهد تحولات عالمية ودولية كبرى، حيث تهدف لتدشين إطار متكامل لدفع العلاقات الروسية ـ الأفريقية إلى آفاق أوسع للتعاون المشترك فى مختلف المجالات استجابة لتطلعات الشعوب.