مئات الإصابات بالكوليرا وملايين النازحين.. السودان بين فكي الموت والجوع والأوبئة
“جوع وأمراض وأوبئة وموت”، إذا أردنا وصف السودان الحالية في جملة فلن تخلو من هذه الكلمات، حيث شبح المأسي تلاحق شعبها الذي يشعر بالغربة في وطنهم نتيجة حجم الهلاك والدمار الذي تتنفسه بلده، بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ “حميدتي”.
السودان تتجه إلى أين؟
ففي خضم الصراع المحتدم بين الجنرالين العسكريين، تتوالى التحذيرات والنداءات الدولية والتي تصدر بين الحين والآخر تقارير تنبه المجتمع الدولي من آثار هذه الحرب والتي تمخض منها كارثة إنسانية بكل المقاييس، لم يدفع خلالها المواطن السوداني ثمنا وإنما دول الجوار والتي أثرت على (اقتصاد هذه الدول) أيضًا كما أنها تؤثر على أمن واستقرار الإقليمي، في منطقة مليئة بالتوترات والنزاعات ولاتخلو من الصراعات وعلى حافة الانفجار في اي وقت.
نزوح 12 مليون سوداني وانتشار الأوبئة
فبحسب التقرير الأممية، فالحرب السودانية أدت حتى الآن إلى نزوح أكثر من 12 مليوناً سوداني سواء في الداخل أو اللجوء إلى دول الجوار.
وإلى جانب النزوح الجماعي، انتشر في السودان العديد من الأمراض مثل الإسهال المائي الحاد والكوليرا، إلى جانب حالات متزايدة من التيفود والملاريا، وأمراض أخرى لم يتم التعرف عليها بعد نتيجة غياب أدوات الفحص وتوقف المستشفيات.
361 إصابة بالكوليرا
وأعلن مركز عمليات الطوارئ في السودان إن 3 ولايات شهدت مؤخراً 361 إصابة بالكوليرا، ليرتفع عدد الإصابات بهذا المرض في سائر أنحاء البلاد إلى 6 آلاف و618 حالة، قضى منهم 235 جراء المرض.
كما شهدت البلاد مؤخراً أمطار غزيرة وسيول أدت إلى تضرر 45 ألف أسرة، في حين تشكو بعض مناطق السودان، لا سيما في الشمال، من نقص في أمصال العقارب والثعابين.
ويوم الأحد، زار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدناهوم جيبريسيوس، منطقة بورتسودان، وأعرب عن “حزنه لتجاهل الأسرة الدولية الكارثة الإنسانية في السودان”، مشيراً إلى صدمته جراء رؤية الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، وأوضاع أمهاتهم النازحات في بورتسودان. ولفت إلى أن 25.6 مليون نسمة يُتوقع أن يواجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي.
وأضاف مدير منظمة الصحة العالمية أن هناك انتشار أمراض مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة، علاوة على مخاطر من الإصابة بمرض جدري القردة.
كما حذر من أن الفيضانات والمياه الراكدة تسببت وفاقمت تفشي وباء الكوليرا في البلاد.
ومع احتدام الأزمة الإنسانية في السودان، أعلن وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم، إن الحكومة مستعدة لفتح مطار مروي لإيصال المساعدات الإنسانية لدارفور وكردفان، لافتا إلى أن التزامات الأسرة الدولية للقطاع الصحي لم تتعدَّ 26%.
يأتي ذلك فيما كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن تضرر نحو 500 ألف شخص بالأمطار الغزيرة والفيضانات في 63 منطقة موزعة على 15 ولاية في البلاد، مشيراً إلى مصرع ما لا يقل عن 69 شخصاً وإصابة 112 آخرين.
وأضاف المكتب الأممي إن قرابة 36 ألف منزل دمرت بشكل كامل، فيما تعرض 45 ألف منزل لأضرار جزئية. وحصر المناطق الأكثر تضرراً في شمال دارفور والبحر الأحمر، والشمالية، وجنوب دارفور ونهر النيل.
2.5 مليون مهددون بالموت
واستكمالا للتحذيرات الدولية، ذكرت مجلة “إيكونوميست”، في تقرير لها أن الجوع قد يقضي على 2.5 مليون نسمة في السودان، ما سيشكل كارثة أسوأ من تلك التي شهدتها إثيوبيا في فترة الثمانينات.