أسرة ومجتمع

لهذه الأسباب “الخطيرة”.. دعوا أطفالكم يشعرون بالملل

عندما يخبرك طفلك بأنه يشعر بالملل، لا تتسرع في إيجاد حل، بل دعه يكتشف بنفسه كيف يتعامل مع الأمر، فهذا قد يكون مفتاحًا لنموه العقلي والعاطفي، كما يؤكد الاختصاصي النفسي الدكتور كارل مارسي.

ويحرص معظم الأهالي على إشغال أطفالهم بالأنشطة المختلفة، مثل: الرسم والألعاب الخيالية أو حتى مشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية، لتجنب سماع عبارة: “أنا أشعر بالملل”. لكن الدكتور مارسي يرى أن السماح للأطفال بمواجهة الملل بأنفسهم قد يكون أكثر فائدة من التدخل لحل المشكلة.

وعندما يشتكي أطفاله من الملل، يخبرهم أنه أمر مفيد لعقولهم، ثم يشجعهم على إيجاد طريقة للتعامل معه دون اللجوء إلى التكنولوجيا أو الإنترنت.

ويقول مارسي: “يغضبون مني في البداية، لكن بعد دقائق يبدؤون في ابتكار حلول إبداعية أو إشغال أنفسهم بالتفاعل الاجتماعي أو اللعب”.

لماذا يعتبر الملل مفيدًا؟

يؤكد الدكتور مارسي، مؤلف كتاب Rewired: Protecting Your Brain in the Digital Age، أن هناك فوائد عدة لترك الأطفال يواجهون الملل، أبرزها تطوير مهارات التنظيم الذاتي والتحكم العاطفي.

يوضح أن الإفراط في استخدام الشاشات يؤدي إلى اعتماد الأطفال على الوسائط الرقمية كوسيلة لتنظيم مشاعرهم؛ ما يجعلهم غير معتادين على التعامل مع الملل. ونتيجة لذلك، قد يجدون صعوبة في تحمل مشاعر، مثل: الإحباط أو الوحدة أو الغضب؛ ما قد يدفعهم مستقبلًا للبحث عن حلول غير صحية، مثل: الإدمان على التكنولوجيا أو حتى تعاطي المواد المخدرة.

كيف يؤثر ذلك في الدماغ؟

يرى مارسي أن قشرة الدماغ الجبهية، وهي المسؤولة عن التحكم بالمشاعر، تعمل كعضلة تحتاج إلى التمرين. وعندما يُمنح الطفل فرصة لمواجهة الملل والتعامل مع مشاعره بطرق طبيعية، فإن هذه المنطقة من الدماغ تنمو وتتطور. أما في حال تم إشغاله دائمًا بالشاشات، فإنه يفقد هذه الفرصة؛ ما يزيد احتمالية إصابته بمشكلات نفسية، مثل: القلق والاكتئاب واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD).

كيف يمكن للأهل التصرف؟

لا يدعو مارسي إلى منع الأطفال تمامًا من استخدام الأجهزة الإلكترونية، لكنه يشدد على ضرورة ضبط الوقت المخصص لها. فمثلًا، قبل السفر أو الرحلات الطويلة، ينصح بتقليل وقت الشاشة تدريجيًّا، بحيث تصبح مشاهدة الفيديوهات خلال الرحلة بمثابة مكافأة وليس عادة يومية.

ويختم قائلًا: “الهدف هو تعزيز استجابات صحية للمشاعر السلبية، والسماح للأطفال بتدريب أدمغتهم على ضبط النفس، وهو أمر لا يمكن أن يكون زائدًا عن الحد، لكن غيابه قد يؤدي إلى مشكلات كثيرة في المستقبل”.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button