شئون عربية ودولية

«لم نعد بحاجة إلى خدماتكم».. ماذا فعل ترامب مع مليوني موظف أمريكي؟

كثفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جهودها لتقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية، أكبر جهة توظيف في البلاد، من خلال إصدار أوامر للوكالات بتسريح جميع الموظفين الذين لم يحصلوا بعد على حماية الخدمة المدنية.

يأتي ذلك في ضوء استراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة لخفض قوة العمل المدنية التي يبلغ عددها 2.4 مليون موظف، باستثناء موظفي الخدمة العسكرية والبريدية بما في ذلك عمليات الفصل على نطاق واسع.

جاء القرار بشأن الموظفين الذين يعملون تحت الاختبار، ممن قضوا أقل من عام في العمل، من مكتب إدارة الموظفين، الذي يعمل كقسم للموارد البشرية للحكومة الفيدرالية؛ وفقًا لوكالة «أسوشيتدبرس»، أمس الجمعة.

وعلى صعيد آخر سادت حالة من الاستياء بين الكثير من الموظفين داخل الولايات المتحدة، إذ أبدو اعتراضهم على وصف ترامب، للخدمة المدنية بأنها «متضخمة وغير فعالة».

وقال الموظفون عبر مقابلات مع وكالة «رويترز»، خلال الأيام الأخيرة إنهم فخورون بعمل حكومتهم ويشعرون بالمسؤولية تجاه الشعب الأمريكي.

ماذا فعل ترامب مع مليوني موظف أمريكي؟

كانت إدارة ترامب وعدت بدفع أجور العمال الذين تركوا وظائفهم طواعية حتى 30 سبتمبر، وبدأت عمليات تسريح جماعي في العديد من الوكالات الفيدرالية في خطوة من المتوقع أن تؤثر على آلاف الموظفين، حسبما ذكرت مصادر مطلعة لشبكة ABC News.

ومن بين الوكالات والمكاتب الأمريكية التي شهدت عمليات تسريح للعمال في القطاع الحكومي: «وزارة التعليم، مكتب حماية المستهلك المالي، مكتب إدارة الموظفين، وكالة حماية البيئة، إدارة الخدمات العامة، إدارة الأعمال الصغيرة».

وقالت مصادر إن توجيهات صدرت لبعض الوكالات الإضافية للبدء في تسريح موظفيها.

مكالمة مسجلة بالفصل

وفي مكتب إدارة الموظفين، انضم العمال إلى مكالمة هاتفية برسالة مسجلة مسبقًا من القائم بأعمال مدير إدارة الموظفين لإخطارهم بفصلهم، وجاء نصها كالتالي: «مساء الخير، أشكركم على تخصيص الوقت لمقابلتي اليوم، هذه محادثة صعبة، وأريد أن أكون مباشرًا، مع التأكد أيضًا من حصولكم على جميع المعلومات والدعم الذي تحتاجونه»، مضيفًا: «أخبر الموظفين أنهم سيُفصلون من العمل وأمرهم بجمع متعلقاتهم الشخصية والخروج من المبنى»، وفقًا لشبكة (ABC News) الإخبارية.

وأعرب القائم بأعمال مدير إدارة الموظفين عن أمله في أن يستخدم الموظفون المفصولون «هذه الفرصة لخطوتهم التالية إلى الأمام».

وكانت عمليات التسريح، التي تعد جزءًا من تعهد حملة ترامب بتقليص الحكومة الفيدرالية، قد أثرت في البداية على الموظفين التجريبيين- الموظفين الجدد الذين انضموا إلى القوى العاملة الفيدرالية خلال العام أو العامين الماضيين، اعتمادًا على الوكالة، ولديهم حماية أقل.

وكانت الحكومة الفيدرالية قد وظفت ما يقرب من 200 ألف موظف كانوا يخدمون في أدوارهم لمدة تقل عن عام، وفقًا لأحدث البيانات اعتبارًا من مايو.

وسعى دونالد ترامب إلى إصلاح القوى العاملة المدنية الفيدرالية منذ توليه السلطة في 20 يناير الماضي.

وفي وقت سابق أرسلت الإدارة بريدًا إلكترونيًا جماعيًا إلى ما يقرب من مليوني موظف فيدرالي تعرض عليهم خيار الاستقالة مع الحصول على رواتبهم حتى نهاية سبتمبر، وقبل حوالي نحو 75 ألف عامل العرض، وفقا لمكتب إدارة شؤون الموظفين، بحسب ما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز».

ووضعت وكالات أخرى في جميع أنحاء الحكومة الفيدرالية خططًا للتخلص من المزيد من العمال في الأيام المقبلة، واستعدت دائرة الإيرادات الداخلية لتسريح آلاف الموظفين في أقرب وقت ممكن الأسبوع المقبل.

وأبدى بعض العمال الذين تم تسريحهم هذا الأسبوع صدمتهم من الطريقة المفاجئة لإنهاء الخدمة، وأنهم قلقون بشأن كيفية تأثير فقدان مناصبهم على الخدمات الحكومية.

قالت كاثرين تاشيف، مديرة فريق الويب في مكتب إدارة شؤون الموظفين، إنها تلقت رسالة بريد إلكتروني بعد ظهر الخميس الماضي، تبلغها بأنها ستفقد وظيفتها وأنه سيتم حل مكتب الاتصالات التابع للوكالة.

وأعربت «تاشيف» عن قلقها من أن إلغاء هذه الوظائف قد يترك العمال الفيدراليين يكافحون للوصول إلى معلومات دقيقة على موقع الوكالة على الويب، والذي يوفر تفاصيل حول خطط التأمين الصحي ومزايا التقاعد وسياسات القوى العاملة الأخرى.

كما تم إدانة تسريح العمال بصورة مفاجئة من قبل مسؤولي النقابات والمشرعين الديمقراطيين، حيث استمرت في موجات عبر الحكومة الفيدرالية.

وقالت السيناتور الجمهورية ليزا موركوفسكي، من ألاسكا، إنها تعرف أن أكثر من 100 عامل فيدرالي محتمل في ولايتها ذات الكثافة السكانية المنخفضة تم تسريحهم وأن رد الإدارة على استفساراتها حول التخفيضات كان مراوغًا وغير كافٍ.

وتابعت «موركوفسكي» عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «أشارك هدف الإدارة المتمثل في تقليص حجم الحكومة الفيدرالية، لكن هذا النهج يجلب الارتباك والقلق والآن الصدمة لموظفي الخدمة المدنية لدينا- الذين نقل بعضهم عائلاتهم وحزموا حياتهم كلها للمجئ إلى هنا».

وأضافت: «التخفيضات العشوائية في القوى العاملة ليست فعالة، ولن تُصلح الميزانية الفيدرالية، لكنها ستضر بالأشخاص الطيبين الذين استجابوا للدعوة إلى الخدمة العامة للقيام بعمل مهم لأمتنا».

وفي سياق متصل قالت السيناتور الديمقراطية باتي موراي، من واشنطن، أمس الجمعة إنها سمعت من العمال أنه تم إنهاء حوالي 400 موظف تحت الاختبار في إدارة الطاقة في بونفيل، وهو إجراء كانت قلقة من أنه سيضر بموثوقية الشبكة.

وأوضحت «موراي» في بيان: «هذا يشمل الجميع من الفنيين الكهربائيين والمهندسين وعلماء الأحياء وعمال الخط إلى خبراء الأمن السيبراني، وغيرهم الكثير».

وتابعت: «هؤلاء حرفيًا هم الأشخاص الذين يساعدون في إبقاء الأضواء مضاءة- والآن يتم طردهم لمجرد نزوة، لأن ترامب وإيلون ماسك ليس لديهما أدنى فكرة عما يفعلان ولماذا هو مهم».

أمرًا تنفيذيًا بتقليص الحكومة

في 11 فبراير الماضي وقع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا لتنفيذ مبادرة تحسين القوى العاملة التابعة لوزارة الكفاءة الحكومية (DOGE) التابعة للرئيس.

ووفقا للقرار، سيجعل الأمر التنفيذي القوى العاملة الفيدرالية «أكثر كفاءة وفعالية»، كما سيقوم رؤساء الوكالات بالتنسيق والتشاور مع (DOGE) لتقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية وقصر التوظيف على المناصب الأساسية.

وكان دونالد ترامب قال، أمس، لشبكة (ABC NEWS) إن جهود إدارته لتقليص القوى العاملة الفيدرالية ستؤدي إلى وفورات هائلة، وأضاف أن الحكومة الفيدرالية بها العديد منم الموظفين ويتم فقدان الكثير من الأموال بسبب الهدر والاحتيال.

وتبلغ ديون الحكومة الفيدرالية نحو 36 تريليون دولار وبلغ عجزها 1.8 تريليون دولار العام الماضي، وهناك اتفاق بين الحزبين على الحاجة إلى إصلاح الحكومة.

وفي السنة المالية 2022، أنفقت الحكومة الفيدرالية ما يقرب من 300 مليار دولار على تعويضات الموظفين المدنيين، باستثناء معاشات التقاعد.

ووفقًا لتقرير حديث للكونجرس، فإن 6% فقط من الموظفين الفيدراليين يعملون شخصيًا على أساس التفرغ.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button